امر بالسؤال











امر بالسؤال



انه لم يقل احد سلوني قبل ان تفقدوني غيره ففي الاستيعاب بسنده عن سعيد بن المسيب ما کان احد من الناس يقول سلوني غير علي بن ابي طالب. و روي ابو جعفر الاسکافي في کتاب نقض العثمانية بسنده عن ابن شبرمة انه قال ليس لاحد من الناس ان يقول علي المنبر سلوني الا علي بن ابي طالب حکاه ابن ابي الحديد في شرح النهج. و في الاستيعاب روي معمر عن وهب بن عبد الله عن ابي الطفيل شهدت عليا يخطب و هو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شي ء الا اخبرتکم و سلوني عن کتاب الله فو الله ما من آية الا و انا اعلم أ بليل نزلت ام بنهار أم في سهل أم في جبل و في الاصابة بسنده عن ابي الطفيل کان علي يقول سلوني سلوني و سلوني عن کتاب الله تعالي فو الله ما من آية الا و أنا أعلم أنزلت بليل او نهار. قال السيوطي في الاتقان و اما علي فقد روي عنه الکثير و قد روي معمر عن وهب بن عبد الله عن ابي الطفيل قال شهدت عليا يخطب و هو يقول سلوني فو الله لا تسألوني عن شي ء الا اخبرتکم و سلوني عن کتاب الله فو الله ما من آية الا و انا أعلم أ بليل نزلت ام بنهار ام في سهل ام في جهل «ا ه» و هذا الکلام قاله من جملة خطبة خطبها لما بويع بالخلافة فقام اليه رجل يقال له ذعلب و کان ذرب اللسان بليغا في الخطب شجاع القلب فقال لقد ارتقي ابن ابي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لکم في مسألتي اياه فقال يا امير المؤمنين هل رأيت ربک فقال ويلک يا ذعلب لم أکن بالذي أعبد ربا لم أره فقال کيف رأيته صفه لنا قال ويلک لم تره العيون بمشاهدة الابصار و لکن رأته القلوب بحقائق الايمان ويلک يا ذعلب ان ربي لا يوصف بالبعد و لا بالقرب و لا بالحرکة و لا بالسکون و لا بقيام قيام انتصاب و لا بجيئة و ذهاب لطيف اللطافة لا يوصف باللطف عظيم العظمة لا يوصف بالعظم کبير الکبر لا يوصف بالکبر جليل الجلالة لا يوصف بالغلظ رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة مؤمن لا بعبادة مدرک لا بمحسة قائل لا بلفظ هو في الاشياء علي غير ممازجة خارج عنها علي غير مباينة فوق کل شي ء و لا يقال له فوق امام کل شي ء و لا يقال له امام داخل في الاشياء لا کشي ء في شي ء داخل خارج منها لا کشي ء من شي ء خارج فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب و الله لا عدت الي مثلها ابدا. و في نهج البلاغة: و من کلام له عليه السلام و قد سأله ذعلب اليماني فقال هل رأيت ربک يا امير المؤمنين فقال أ فأعبد ما لا اري فقال و کيف تراه قال لا تدرکه العيون بمشاهدة العيان و لکن تدرکه القلوب بحقائق الايمان قريب من الاشياء غير ملامس بعيد منها غير مباين متکلم بلا روية مريد لا بهمة صانع لا بجارحة لطيف لا يوصف بالخفاء کبير لا يوصف بالجفاء بصير لا يوصف بالحاسة رحيم لا يوصف بالرقة تعنو الوجوه لعظمته و تجب القلوب من مخافته «ا ه» قال ابن ابي الحديد قوله أ فأعبد ما لا اري مقام رفيع جدا لا يصلح ان يقوله غيره عليه السلام «ا ه» و في تتمة الخبر السالف ثم قال عليه السلام سلوني قبل ان تفقدوني فقام اليه رجل فقال يا امير المؤمنين دلني علي عمل اذا انا عملته نجاني الله من النار فقال له اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة بعالم ناطق مستعمل لعلمه و بغني لا يبخل بماله عن اهل دين الله عز و جل و بفقير صابر فاذا کتم العالم علمه و بخل الغني و لم يصبر الفقير فعندها الويل و الثبور ايها السائل انما الناس ثلاثة زاهد و راغب و صابر فاما الزاهد فلا يفرح بشي ء من الدنيا و لا يحزن علي شي ء منها فاته و اما الصابر فيتمناها بقلبه فان ادرک منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها و اما الراغب فلا يبالي من حل اصابها ام من حرام.