اعلم الناس











اعلم الناس



في الاستيعاب بسنده عن ابن عباس أنه قال و الله لقد أعطي علي بن ابي طالب تسعة أعشار العلم و أيم الله لقد شارککم او شارکهم في العشر العاشر و کفي في ذلک قوله «ص» أنا مدينة العلم او مدينة الحکمة و علي بابها و سيأتي و معرفته بالقضاء و سيأتي ايضا (و في الاستيعاب) قال احمد بن زهير اخبرنا يحيي بن معين عن عبدة ابن سليمان عن عبد الملک بن ابي سليمان قلت لعطاء أ کان في اصحاب محمد أعلم من علي قال لا و الله ما اعلمه (و فيه) بسنده عن عائشة انها قالت في علي اما إنه لاعلم الناس بالسنة. و في حلية الاولياء: ثنا ابو احمد الغطريفي ثنا ابو الحسن بن ابي مقاتل ثنا محمد بن عبد الله ابن عتبة ثنا محمد بن علي الوهبي الکوفي ثنا احمد بن عمران بن سلمة و کان ثقة عدلا مرضيا ثنا سفيان الثوري عن منصور عن ابراهيم عن علقمة عن عبد الله کنت عند النبي «ص» فسئل عن علي فقال قسمت الحکمة عشرة اجزاء فأعطي علي تسعة اجزاء و الناس جزءا واحدا. أحمد بن عمران ذکره الذهبي في الميزان و قال لا يدري من هو ثم ضعفه بهذا الحديث و تعقبه الحافظ في اللسان بما تقدم في السند من قول الوهبي انه کان ثقة عدلا مرضيا قال و في هذا مخالفة لما ذکره الذهبي هکذا ذکره السيد احمد بن محمد بن الصديق الحسيني المغربي المعاصر نزيل القاهرة في کتاب فتح الملک العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ثم قال قلت لو وثقه الناس کلهم لقال الذهبي في حديثه انه کذب کما فعل في عدة احاديث اخرجها الحاکم بسند الشيخين و ادعي هو دفعا بالصدر و بدون دليل انها موضوعة و ما علتها في نظره الا کونها في فضل علي بن ابي طالب فالله المستعان. (و روي) ابو نعيم في الحلية بسنده عن علي قال رسول الله (ص) ليهنک العلم ابا الحسن لقد شربت العلم شربا و نهلته نهلا. و في الاستيعاب و الاصابة و حلية الاولياء باسانيدهم عن ابن عباس کنا اذ اتانا الثبت عن علي لم نعدل به (و في الاستيعاب و الاصابة) بالاسناد عن سعيد ابن المسيب کان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها ابو حسن و لم يقل احد سلوني قبل ان تفقدوني غيره کما يأتي (و في الاستيعاب) قال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قلت لعبد الله ابن عياش بن ابي ربيعة يا عم لم کان صفو الناس الي علي فقال يا ابن اخي ان عليا عليه السلام کان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم و کان له البسطة في العشيرة و القدم في الاسلام و الصهر لرسول الله (ص) و الفقه في السنة و النجدة في الحرب و الجود في الماعون (و فيه) روي عبد الرحمن ابن اذينة العبدي عن ابيه اذينة بن مسلمة قال اتيت عمر بن الخطاب فسألته من اين اعتمر فقال ائت عليا فاسأله و ذکر الحديث و فيه ما اجد لک الا ما قال علي (و فيه) کان معوية يکتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن ابي طالب عن ذلک فلما بلغه قتله قال ذهب الفقه و العلم بموت ابن ابي طالب فقال له اخوه عتبة لا يسمع منک هذا اهل الشام فقال له دعني عنک.

قال ابن ابي الحديد في النهج: اشرف العلوم العلم الالهي (يعني علم التوحيد) لان شرف العلم بشرف المعلوم و من کلامه عليه السلام اقتبس و عنه نقل و اليه انتهي و منه ابتدأ فالمعتزلة الذين هم ارباب النظر و منهم تعلم الناس هذا العلم تلامذته لان کبيرهم واصل بن عطاء تلميذ ابي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية و هو تلميذ ابيه و ابوه تلميذه عليه السلام و اما الاشعرية فينتمون الي ابي الحسن علي بن ابي الحسن بن ابي بشر الاشعري و هو تلميذ ابي علي الجبائي و ابو علي احد مشايخ المعتزلة و المعتزلة ينتمون الي علي عليه السلام کما مر اما الامامية و الزيدية فانتماؤهم اليه ظاهر. قال و بعده علم الفقه و هو عليه السلام اصله و اساسه و کل فقيه في الاسلام فهو عيال عليه و مستفيد من فقهه فان اصحاب ابي حنيفة کابي يوسف و محمد ابن الحسن الشيباني و غيرهما اخذوا عنه و الشافعي قرأ علي محمد بن الحسن تلميذ ابي حنيفة و علي مالک بن انس و احمد بن حنبل قرأ علي الشافعي فيرجع فقه الکل الي ابي حنيفة و ابو حنيفة قرأ علي جعفر بن محمد و جعفر علي ابيه و ينتهي الامر الي علي. و مالک بن انس قرأ علي ربيعة الرأي و ربيعة علي عکرمة و عکرمة علي ابن عباس عن علي فهؤلاء الفقهاء الاربعة و اما فقه الشيعة فرجوعه اليه ظاهر و کان ابن عباس من فقهاء الصحابة و رجوعه اليه ظاهر و قد عرف کل احد رجوع عمر اليه في کثير من المسائل التي اشکلت عليه و علي غيره من الصحابة و قوله غير مرة لو لا علي لهلک عمر و قوله لا بقيت لمعضلة ليس لها ابو حسن و قوله لا يفتني احد في المسجد و علي حاضر فقد عرف بهذا الوجه ايضا انتهاء الفقه اليه و قد روي العامة و الخاصة قوله (ص) اقضاکم علي و القضاء هو الفقه فهو اذا افقههم و روي الکل انه (ص) قال له و قد بعثه الي اليمن قاضيا اللهم اهد قلبه و ثبت لسانه قال فما شککت بعدها في قضاء بين اثنين قال و هو الذي افتي في المرأة التي وضعت لستة اشهر و في الحامل الزانية و هو الذي قال في المنبرية صار ثمنها تسعا (اقول) و هو الذي افتي في المجنونة التي فجر بها رجل و قصة الارغفة و غيرهما من القضايا العجيبة التي ذکرنا کثيرا منها في الجزء الثاني من معادن الجواهر و جمعناها کلها في کتاب مطبوع و يأتي ذکر هذه الخمسة هنا. قال: و علم تفسير القرآن عنه اخذ و منه فرع و اذا رجعت الي کتب التفسير علمت صحة ذلک لان اکثره عنه و عن عبد الله بن عباس و قد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له و انقطاعه اليه و انه تلميذه و خريجه و قيل له اين علمک من علم ابن عمک قال کنسبة قطرة من المطر الي البحر المحيط. قال و علم الطريقة و الحقيقة و التصوف و ارباب هذا الفن في جميع بلاد الاسلام اليه ينتهون و عنده يقفون و قد صرح بذلک الشبلي و الجنيد و السري و ابو يزيد البسطامي و ابو محفوظ معروف الکرخي و غيرهم و يکفيک دلالة علي ذلک الخرقة التي هي شعارهم الي اليوم يسندونها باسناد متصل اليه. قال و علم النحو و العربية و قد علم الناس کافة انه هو الذي ابتدعه و انشأه و املي علي ابي الاسود الدئلي جوامعه و اصوله من جملتها: الکلام کله ثلاثة اشياء اسم و فعل و حرف و من جملتها تقسيم الکلمة الي معرفة و نکرة و تقسيم وجوه الاعراب الي الرفع و النصب و الجر و الجزم و هذا يکاد يلحق بالمعجزات لان القوة البشرية لا تفي بهذا الحصر و لا تنهض بهذا الاستنباط (اقول) و مضي في المقدمات الکلام علي ذلک مفصلا بما لا مزيد عليه. قال و اما علم القراءة فاذا رجعت الي کتب القراءات وجدت ائمة القراء کلهم يرجعون اليه کابي عمرو بن العلاء و عاصم بن ابي النجود و غيرهما لانهم يرجعون الي ابي عبد الرحمن السلمي و ابو عبد الرحمن کان تلميذه و عنه اخذ القراءات (ا ه) و قال ايضا اتفق الکل علي انه کان يحفظ القرآن علي عهد رسول الله (ص) و لم يکن غيره يحفظه ثم هو اول من جمعه نقلوا انه بعد وفاة النبي (ص) اشتغل بجمع القرآن و لو کان مجموعا في حياة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لما احتاج الي التشاغل بجمعه بعد وفاته (ا ه) (اقول) مر في المقدمات عن ابن حجر انه قال: ورد عن علي انه جمع القرآن علي ترتيب النزول عقيب موت النبي «ص» و ان عليا (ع) قال لما قبض رسول الله «ص» اقسمت ان لا اضع ردائي حتي اجمع ما بين اللوحين. و اما علم الاخلاق و تهذيب النفس فانتسابه اليه اشهر من ان يذکر و اوضح من ان يبين و کلامه في ذلک و خطبه و وصاياه قد ملأت الخافقين و منه تعلم کل اخلاقي و واعظ و خطيب. و اما علم تدبير الملک و سياسة الرعية و ادارة الحرب فعليه يدور و اليه يحور و قد تضمن عهده للاشتر من ذلک و ما ظهر منه في خلافته و في حروبه ما يحير العقول. و صنف النسائي کتابا في الاحاديث اسماه مسند علي ففي کشف الظنون ما صورته: مسند علي لابي عبد الرحمن احمد بن شعيب النسائي المتوفي سنة 303 «ا ه» و هو غير الخصائص فان الخصائص في الاحاديث النبوية في فضائله و نحوها. و في کشف الظنون ايضا: الواعي في حديث علي «عليه السلام» للامام عبد الحق بن عبد الرحمن الاشبيلي المتوفي سنة. 582