قصيدة الشيخ كاظم الازري











قصيدة الشيخ کاظم الازري



المتوفي سنة 1201

و هذه القصيدة تبلغ ألف بيت أکلت الأرضة منها اکثر من اربعمائة بيت بعد ان احتفظ بها صاحبها في طومار و لم يبق منها الا 578 بيتا نأخذ منها ما يلي:


اسد الله ما رأت مقلتاه
نار حرب تشب الا اصطلاها


فارس المؤمنين في کل حرب
قطب محرابها امام وغاها


لم يخض في الهياج الا و ابدي
عزمة يتقي الردي اياها


ذاک رأس الموحدين و حامي
بيضة الدين من اکف عداها


من تري مثله اذا صرت الحر
ب و دارت علي الکمات رحاها


ذاک قمقامها الذي لا يروي
غير صمصامه اوام صداها


و به استفتح الهدي يوم (بدر)
من طغاة أبت سوي طغواها


صب صوب الردي عليهم همام
ليس يخشي عقبي التي سواها


يوم جاءت و في القلوب غليل
فسقاها حسامه ما سقاها


فأقامت ما بين طيش و رعب
و کفاها ذاک المقام کفاها


ظهرت منه في الوغي سطوات
ما اتي القوم کلهم مأتاها


يوم غصت بجيش (عمرو بن ود)
لهوات الفلا و ضاق فضاها


و تخطي الي المدينة فردا
بسرايا عزائم ساراها


فدعاهم و هم الوف و لکن
ينظرون الذي يشب لظاها


اين انتم عن قسور عامري
تتقي الاسد بأسه في شراها


فابتدي المصطفي يحدث عما
تؤجر الصابرون في اخراها


قائلا ان للجليل جنانا
ليس غير المجاهدين يراها


أين من نفسه تتوق الي الجن
ات أو يورد الجحيم عداها


من لعمرو و قد ضمنت
علي الله له من جنانه اعلاها


فالتووا عن جوابه کسوام
لا تراها مجيبة من دعاها


و اذا هم بفارس قرشي
ترجف الارض خيفة اذ يطاها


قائلا ما لها سواي کفيل
هذه ذمة علي وفاها


و مشي يطلب الصفوف کما
تمشي خماص الحشا الي مرعاها


فانتضي مشرفيه فتلقي
ساق عمرو بضربة فبراها


و الي الحشر رنة السيف منه
يملأ الخافقين رجع صداها


يا لها ضربة حوت مکرمات
لم يزن ثقل اجرها ثقلاها


هذه من علاه احدي المعالي
و علي هذه فقس ما سواها


و (باحد) کم فل آحاد شوس
کلما أوقدوا الوغي اطفاها


يوم دارت بلا ثوابت إلا
أسد الله کان قطب رحاها


يوم خانت نبالة القوم عهدا
لنبي الهدي فخاب رجاها


و تراءت لها غنائم شتي
فاقتفي الاکثرون اثر ثراها


و احاطت به مذاکي الاعادي
بعد ما اشرفت علي استيلاها


فتري ذلک النفير کما تخبط
في ظلمة الدجي عشواها


يتمني الفتي ورود المنايا
و المنايا لو تشتري لاشتراها


کلما لاح في المهامه برق
حسبته قنا العدي و ظباها


لم تخلها الا اضالع عجف
قد براها السري فحل براها


لأتلمها لحيرة و ارتياع
فقدت عزها فعز عزاها


ان يفتها ذاک الجميل فعذرا
انما حلية الرجال حجاها


قد أراها في ذلک اليوم ضربا
لو رأته الشبان شابت لحاها


و کساها العار الذميم بطعن
من حلي الکبرياء قد اعراها


يوم سالت سيل الرمال و لکن
هب فيها نسيم فذراها


لا ترم وصفه ففيه معان
لم يصفها الا الذي سواها


و له يوم (خيبر) فتکات
کبرت منظرا علي من رآها


يوم قال النبي اني لاعطي
رايتي ليثها و حامي حماها


فاستطالت أعناق کل فريق
ليروا أي ماجد يعطاها


فدعا أين وارث العلم و الحلم
مجير الايام من بأساها


أين ذو النجدة الذي لودعته
في الثريا مروعة لباها


فأتاه الوصي أرمد عين
فسقاه من ريقه فشفاها


و مضي يطلب الصفوف فولت
عنه علما بأنه أمضاها


و بري (مرحبا) بکف اقتدار
أقوياء الاقدار من ضعفاها


و دحا بابها بقوة بأس
لو حمتها الافلاک منه دحاها


عائد للمؤملين مجيب
سامع ما تسر من نجواها


من تلقي يد (الوليد) بضرب
حيدري بري اليراع براها


و سقي منه (عتبة) کأس بؤس
کان صرفا الي المعاد احتساها


و رأي تيه «ذي الحمار» فردا
ه من الذل بردة ما ارتداها


و من المهتدي بيوم «حنين»
حين غاوي الفرار قد اغواها


حيث بعض الرجال تهرب من
بيض المواضي و البعض من قتلاها


حيث لا يلتوي الي الإلف إلف
کل نفس أطاشها ما دهاها


من سقاها في ذلک اليوم کأسا
فايضا بالمنون حتي رواها


اعجب القوم کثرة العد منها
ثم ولت و الرعب حشو حشاها


وقفوا وقفة الذليل و فروا
من اسود الشري فرار مهاها


و علي يلقي الالوف بقلب
صور الله فيه شکل فناها


انما تفضل النفوس بجد
و علي قدره مقام علاهما


لو تراه وجوده مستباح
قبل کشف العفاة سر عفاها


خلت من أعظم السحائب سحبا
سقت الروض قبل ما استسقاها


و هو للدائرات دائرة السعد
ألا ساء حظ من ناواها


لم يدع ذلک الطبيب کلوما
قد أساءت بالدهر الا اساها


صادق الفعل و المقالة يحوي
غرة مثل حسنه حسناها


لم تفه ملة من الشرک الا
فض بالصارم الإلهي فاها


و طواها طي السجل همام
نشر الحرب علمه و طواها


کم عرا مشکل فحل عراه
ليس للمشکلات الا فتاها


و اسأل الاعصر القديمة عنه
کيف کانت يداه روح غذاها


اي نفس لا تهتدي بهداه
و هو من کل صورة مقلتاها


«وبخم» ماذا جري يوم خم
تلک اکرومة ابت ان تضاهي


ذاک يوم من الزمان أبانت
ملة الحق فيه عن مقتداها


کم حوي ذلک «الغدير» نجوما
ما جرت أنجم الدجي مجراها


اذ رقي منبر الحدايج هاد
طاول السبعة العلي برقاها


موقفا للانام في فلوات
و عرات بالقيظ يشوي شواها


ايها الناس حدثوا اليوم عني
و ليبلغ ادني الوري اقصاها


کل نفس کانت تراني مولي
فلتر اليوم حيدرا مولاها


رب هذي امانة لک عندي
و اليک الامين قد اداها


و ال من لا يري الولاية الا
لعلي و عاد من عاداها


ايها الراکب المجد رويدا
بقلوب تقلبت في جواها


ان تراءت أرض الغريين فاخضع
و اخلع النعل دون وادي طواها


و اذا شمت قبة العالم الأعلي
و انوار ربها تغشاها


فتواضع فثم دارة قدس
تتمني الافلاک لثم ثراها


قل له و الدموع سفح عقيق
و الجوي تصطلي بنار غضاها


يا بن عم النبي انت يد الله
التي عم کل شي ء نداها


حسبک الله في مآثر شتي
هي مثل الاعداد لا تتناهي


ليت عينا بغير روضک ترعي
قذيت و استمر فيها قذاها


يا أبا النيرين انت سماء
قد محا کل ظلمة قمراها


لم يزل بانتظارک الدين حتي
جردت کف عزمتيک ظباها


فجعلت الرشاد فوق الثريا
و مقام الضلال تحت ثراها


انما البأس و التقي و العطايا
حلبات بلغت اقصي مداها


قصيدة الشيخ عبد المهدي مطر انشدها يوم الاحتفال بافتتاح الباب الذهبي الذي اهداه بعض الايرانيين لمقام امير المؤمنين في النجف سنة 1373:


ارصف بباب علي ايها الذهب
و اخطف بأبصار من سرواو من غضبوا


و قل لمن کان قد اقصاک عن يده
عفوا اذا جئت منک اليوم اقترب


لعل بادرة تبدو لحيدرة
ان ترتضيک لها الابواب و العتب


فقد عهدناه و الصفراء منکرة
لعينه و سناها عنده لهب


ما قيمة الذهب الوهاج عنديد
علي السواء لديها التبر و الترب


ما سره أن يري الدنيا له ذهبا
و في البلاد قلوب شفها السغب


و لا تضجر اکباد مفتتة
حتي يذوب عليها قلبه الحدب


أو يسقط الدمع من عيني مولهة
اجابها الدمع من عينيه ينسکب


تهفو حشاه لانات اليتيم بلا
ام تناغي و لا يحنو عليه أب


هذي هي السيرة المثلي تموج بها
روح الوصي و هذا نهجه اللحب


فاحذر دخول ضريح ان تطوف به
الا بإذن علي أيها الذهب


باب به ريشة الفنان قد لعبت
فأودعته جمالا کله عجب


تکاد لا تدرک الابصار دقته
مما تماوج في شرطانه اللهب


کأن لجة أنوار تموج به
خلالها صور الرائين تضطرب


سبائک صبها الابداع فارتسمت
روائع الفن فيها الحسن منسکب


يدنو الخيال لها يوما لينعتها
وصفا فيرجع منکوسا و ينقلب


أدلت بها يد فنان منقمة
تعنو لروعتها الأجيال و الحقب


مل ء الجوانح مل ء العين رهبتها
و مربض الليث غاب ملؤه رهب


يا قالع الباب و الهيجاء شاهدة
من بعد ما طفحت کأس بمن هربوا


بابان لم ندر في التبريح ايهما
اشهي اليک حديثا حين يقتضب


باب من التبر ام باب يقومه
مسماره و جذوع النخل و الخشب


هذا يشع عليه التبر ملتهبا
و ذاک راح بنار الحقد يلتهب


و أي داريک أحري ان نطوف بها
و ان تجللها الاستار و الحجب


دار تحج بها الدنيا لمجدک ام
دار عليک بها العادون قد وثبوا


هذي تدال بها للحق دولته
زهوا و في تلک في ء الحق يغتصب


حتي اذا جاءت الدنيا مکفرة
عما جنته و جاء الدهر يتهب


شادت عليک ضريحا تستطيل علي
هام السماء به الاعلام و القبب


و تلک عقبي صراع قد صبرت له
و ذا فدينک مظلوما هو الغلب


بلغ معاوية عني مغلغلة
و قل له و أخو التبليغ ينتدب


قم و انظر العدل قد شيدت عمارته
و الجور عندک خزي بيته خرب


تبني علي الظلم صرحا رن معوله
بجانبيه و هدت رکنه النوب


ابت له حکمة الباري بصرختها
ان لا يخلد مختال و مرتکب


قم و انظر الکعبة العظمي تطوف بها
حشد الالوف و تجثو عندها الرکب


تأتي له من اقاصي الارض طالبة
و ليس الا رضا الباري هو الطلب


قل للمعربد حيث الکأس فارغة
خفض عليک فلا خمر و لا عنب


سموک زورا امير المؤمنين و هل
يرضي بغير (علي) ذلک اللقب


هذا هو الرأس معقود لهامته
تاج الخلافة فأخسا ايها الذنب


يا باب (حطة) سمعا فالحقيقة قد
تکشفت حيث لا شک و لا ريب


مواهب الله قد و افتک مجزية
ما کنت تبذل من نفس و ما تهب


هذي هي الوقفات الغر کنت بها
للدين حصنا منيعا دونه الهضب


هذي هي الضربات الوتر يعرفها
ضلع بها انقد او جنب بها يجب


هذي هي اللمعات البيض کان بها
عن وجه خير البرايا تکشف الکرب


هذي هي النفس قد روضت جامحها
فراق للعين منها عيشها الجشب


فلا الخوان لها يوما ملونة
منه الطعوم و لا ابرادها قشب


لا تکتسي و فتاة الحي عارية
و لا تعب و مهضوم الحشا سغب


نفس هي الطهر ما همت بموبقة
و ليس تعرف کيف الذنب يرتکب


هذي التي انقادت الاجيال خاشعة
لهديها و ترامت عندها النجب


تعيفوا و رکبنا في سفينته
فميز اللج من عافوا و من رکبوا


و ساوموا فاشترينا حب حيدرة
و لا نبيع و لو ان الدنا ذهب


يا فرصة کنت للاسلام ضيعها
حقد النفوس و ابلي جدها اللعب


شجوا برغمک امرا انت تعصبه
في ذمة الله ما شجوا و ما شجبوا


فرحت تنفض من هذا الحطام يدا
اذ شمت فيه يد الاطماع تنتشب


تکالب عنه قد نزهت محتقرا
له و عندک ما يشفي به الکلب


فاستنزلوک عن العرش الذي ارتفعت
بک القواعد منه فهو منتصب


لو انصفوک لفاض العلم منتشرا
في الخافقين و سارت بالهدي کتب


و لازدهي باسمک الاسلام دوحته
فينانة و فناه مربع خصب


و لا بتنيت عليه من سماء علا
ما ليس تأفل عن آفاقها الشهب


لله انت فقد حملت من محن
ما لم يطق صابر في الله محتسب


امر به ضاقت الدنيا بما رحبت
و لم يضق عنه يوما صدرک الرحب


جاءتک «فارس» باسم الباب يجذبها
لک الولاء علي شوق فتنجذب


ان يبعدوا عنک بالاوطان نائية
فکم لهم قربات باسمها قربوا


هم في المحاريب اشباح مقوسة
و في الحروب ليوث غابها اشب