حديث ضرار











حديث ضرار



قال المحب الطبري في الرياض النضرة: و قد روي أن معاوية قال لضرار الصدائي: صف لي عليا. فقال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتصفنه.

قال: أما إذا لا بد من وصفه، کان و الله بعيد المدي، شديد القوي، يقول فصلا، و يحکم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه، و تنطق الحکمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يأنس إلي الليل و وحشته، و کان غزير العبرة، طويل الفکرة، يعجبه من اللباس ما قصر، و من الطعام ما خشن، کان فينا کأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، و ينبئنا إذا استنبأناه.

و نحن و الله مع تقريبه إيانا و قربه منا، لانکاد نکلمه هيبة له، يعظم أهل الدين، و يقرب المساکين، و لا يطمع القوي في باطله، و لا ييأس الضعيف من عدله، و أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، و قد أرخي الليل سدوله، و غارت نجومه، قابضا لحيته، يتململ تململ السليم،[1] و يبکي بکاء الحزين، و يقول: «يا دنيا، غري غيري، إلي تعرضت، أم إلي تشوقت؟هيهات هيهات، لقد طلقتک ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرک قصير، و خطرک قليل، آه آه، من قلة الزاد، و بعد السفر، و وحشة الطريق».

قال: أخرجه الدولابي و أبو عمر و صاحب الصفوة.[2] .









  1. السليم: الملدوغ.
  2. الرياض النضرة، ج 3، ص 187.