السنة الاولي من الهجرة











السنة الاولي من الهجرة



و بعد ما دخل النبي «ص» المدينة و معه علي بن ابي طالب و احتمل ابو ايوب رحله فوضعه في بيته کان علي معه و بقي في بيت ابي ايوب سبعة اشهر حتي بني مسجده و مساکنه. قال المفيد فانزله النبي «ص» عند وروده المدينة داره و لم يميزه من خاصة نفسه و لا احتشمه في باطن امره و سره «اه». ثم لما بني مسجده و بني لنفسه بيوتا حول المسجد اسکنها ازواجه بني لعلي بيتا بجنب البيت الذي کانت تسکنه عائشة و سکنه علي و سکنت معه الزهراء لما تزوج بها، و لما بني المسجد عمل فيه رسول الله «ص» و المهاجرون و الانصار و منهم علي و کان رجل من المهاجرين عليه ثياب بيض فکان يحيد عن الغبار محافظة علي ثيابه، قال ابن هشام في سيرته و ارتجز علي بن ابي طالب:


لا يستوي من يعمر المساجدا
يدأب فيها قائما و قاعدا


و من يري عن الغبار حائدا

فأخذها عمار بن ياسر فجعل يرتجز بها فلما أکثر ظن رجل من اصحاب رسول الله «ص» انه انما يعرض به، و قد سمي ابن اسحق الرجل، فقال قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية و الله اني لاراني سأعرض هذه العصا لانفک (و في يده عصا) فغضب رسول الله «ص» ثم قال: ما لهم و لعمار يدعوهم الي الجنة و يدعونه الي النار، ان عمارا جلدة ما بين عيني و انفي ـ و هو موضع اکرم المواضع علي الانسان في وجهه الذي هو اکرم اعضاء البدن عليه ـ و هما في السيرة الحلبية من ان الرجل الذي ظن ان عمارا يعرض به هو عثمان بن مظعون غير صحيح، و لو کان هو لما کتم ابن هشام اسمه و اقتصر علي قوله، و قد سمي ابن اسحق الرجل بل هو سمي لابن مظعون و لما ارتجز علي بهذا الرجز لم يکن في وسعه ان يعارضه فلما اخذه عمار و کرر الارتجاز به رأي مجالا لمعارضة عمار لضعفه. و ما في طبقات ابن سعد من انه بعث من منزل ابي ايوب زيد بن حارثة و ابا رافع الي مکة فقدما عليه بفاطمة و ام کلثوم ابنتيه و سودة بنت زمعة زوجته مخالف لما عليه عامة الرواة و للاعتبار،