زفاف الزهراء علي علي











زفاف الزهراء علي علي



فلما کان بعد نحو من شهر قال جعفر و عقيل لاخيهما علي او عقيل وحده ألا تسأل رسول الله «ص» ان يدخل عليک املک قال الحياء يمنعني، فاقسم عليه ان يقوم معه فقاما و اعلما ام ايمن فدخلت الي ام سلمة فأعلمتها و اعلمت نساء النبي «ص» فاجتمعن عنده و قلن فديناک بآبائنا و امهاتنا انا قد اجتمعنا لأمر لو کانت خديجة في الاحياء لقرت عينها، قالت ام سلمة فلما ذکرنا خديجة بکي و قال: خديجة و اين مثل خديجة صدقتني حين کذبني الناس و وازرتني علي دين الله و أعانتني عليه بمالها، ان الله عز و جل امرني ان ابشر خديجة ببيت في الجنة لا صخب فيه و لا نصب، قالت ام سلمة فديناک بآبائنا و امهاتنا انک لم تذکر من خديجة امرا الا و قد کانت کذلک غير انها قد مضت الي ربها فهنأها الله بذلک و جمع بيننا و بينها في جنته، يا رسول الله هذا اخوک و ابن عمک في النسب علي بن ابي طالب يحب ان تدخل عليه زوجته قال حبا و کرامة، فدعا بعلي فدخل و هو مطرق حياء و قمن ازواجه فدخلن البيت فقال أتحب ان ادخل عليک زوجتک فقال و هو مطرق اجل فداک أبي و امي فقال ادخلها عليک انشاء الله ثم التفت الي النساء و قال من ههنا فقالت ام سلمة انا ام سلمة و هذه زينب و فلانة و فلانة فامرهن ان يزين فاطمة و يطيبنها و يصلحن من شأنها في حجرةام سلمة و ان يفرشن لها بيتا کان قد هيأه علي عليه السلام بالاخرة و کان بعيدا عن بيت النبي «ص» قليلا فلما بني بها حوله الي بيت قريب منه ففعلن النسوة ما امرهن و علقن عليها من حليهن و طيبنها. فانظر في هذا الخبر تجد ان ام سلمة کانت المقدمة في هذا الامر فأم ايمن جاءت اليها و لم يذکر اسم امرأة غيرها و هي وحدها کانت المخاطبة للنبي «ص» في شأن خديجة و المثنية عليها و المسلية عنها باسلوبها البديع الرقيق و هي التي خاطبته في شأن ادخال الزهراء علي علي عليهما السلام و توسلت اليه بما يوجب الرقة و العطف من قولها اخوک و ابن عمک في النسب، و لما قال للنساء من هاهنا کانت هي المجيبة و کان اصلاح شأن الزهراء في حجرتها و دفع إليها ما بقي من المهر و قال ابقيه عندک.

و قارن بين هذا و بين قول بعض امهات المؤمنين للنبي «ص» لما ذکر خديجة فأثني عليها فتناولتها بالذم و قالت ما کانت الا عجوزا حمراء الشدقين و قد ابدلک الله خيرا منها، فأخذتها الغيرة منها بعد وفاتها ـ کما اخبرت عن نفسها ـ و لم تدرک زمانها و الغيرة تنطفي جمرتها بعد الوفاة عادة، فغضب رسول الله «ص» حتي اهتز مقدم شعره من الغضب و قال لا و الله ما ابدلني الله خيرا منها «الحديث» ذکره ابن عبد البر في الاستيعاب و کني عن بعض الفاظه بکذا و کذا و الظاهر ان ذلک من الطابعين لا من ابن عبد البر، و بما مر من فعل ام سلمة يبطل اعتذار البعض عن عداوة بعض امهات المؤمنين لعلي بانه زوج الزهراء التي هي بنت زوجها، و عداوة المرأة لبنت زوجها من طباع البشر، و تسربت العداوة الي زوج بنت زوجها، فيا ليت شعري لم لم تکن هذه الطبيعة البشرية في ام سلمة، ألم تکن من البشر؟.