جهاز الزهراء عند تزويجها











جهاز الزهراء عند تزويجها



فجاء علي بالدراهم فصبها بين يدي رسول الله «ص» فأمر رسول الله «ص» ان يجعل ثلثها في الطيب ـ اهتماما بامر الطيب ـ و ثلثها في الثياب و قبض قبضة کانت ثلاثة و ستين او ستة و ستين لمتاع البيت و دفع الباقي الي ام سلمة فقال ابقيه عندک، و ارسل ابا بکر و قال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب و أثاث البيت و اردفه بعمار وعدة من اصحابه فکانوا يعرضون الشي ء علي ابي بکر فان استصلحه اشتروه. بأبي انت و امي يا رسول الله بلغ من اهتمامک بجهاز فاطمة عند تزويجها ان ترسل جماعة من اصحابک برئاسة ابي بکر لشراء جهازها و ما يبلغ ما اعطيتهم من المال لشراء الجهاز سواء أکان الثلث من خمسمائة درهم ام اقل ام کان قبضة بکلتا يديک کما في بعض الاخبار. هذه فاطمة و هذا علي لا تزيدهما کثرة المال شرفا و لا تنقص قلته من شرفهما، هي سيدة النساء و هو سيد الرجال، فما يصنعان بالمال و ما يصنع بهما. فکان مما اشتروه قميص بسبعة دراهم و خمار باربعة دراهم و قطيفة سوداءخيبرية (و هي دثار له خمل) و سرير مزمل (ملفوف) بشريط (خوص مفتول) و فراشان من خيش مصر (و هو مشاقة الکتان) حشو احدهما ليف و حشو الآخر من صوف الغنم و اربع مرافق (متکآت) من ادم الطائف (و الأدم الجلد) حشوها ادخر (نبات طيب الرائحة) و ستر رقيق من صوف و حصير هجري (معمول بهجر قرية بالبحرين) و رحي لليد. و مخضب من نحاس (اناء لغسل الثياب) و سقاء من ادم (قربة صغيرة) و قعب (قدح من خشب) لللبن و شن للماء (قربة صغيره عتيقة لتبريد الماء) و مطهرة اناء يتطهر به) مزفتة و جرة خضراء و کيزان خزف و نطع من أدم (بساط من جلد) و عباءة قطوانية (و هي عباءة قصيرة الخمل معمولة بقطوان موضع بالکوفة) و قربة للماء. فلما وضع ذلک بين يدي النبي «ص» جعل يقلبه بيده و يقول اللهم بارک لاهل البيت، و في رواية انه بکي و قال اللهم بارک لقوم جل آنيتهم الخزف. و لم يکن بکاؤه أسفا علي ما فاتهم من زخارف الدنيا الفانية و لکنها رقة طبيعية تعرض للوالد في مثل هذه الحال. و کان من تجهيز علي داره انتشار رمل لين و نصب خشبة من حائط الي حائط و بسط اهاب کبش و مخذة ليف و قربة و منخل و منشفة و قدح. هکذا کان جهاز سيدة النساء و جهاز بيت سيد الاوصياء، و هو مما يدلنا علي هو ان الدنيا علي الله، و ما ضر عليا و فاطمة و لا أنقص من عزهما ان يکون جهاز فاطمة في عرسها قميص بسبعة دراهم و خمار باربعة و قطيفة سوداء لکنها خيبرية و عباءة بيضاء لکنها قطوانية و حصير لکنه هجري، و لا بد ان يکون ما صنع بخيبر اجود مما يصنع بالمدينة، و ما صنع بقطوان و هجر أجود مما يصنع بالحجاز، فلذلک اختيرت هذه لجهاز العرس، و سرير من جريد النخل لا من ساج و لا آبنوس و لا شي ء من المعادن، مشبک بخوص النخل المفتول و لم يزين بعاج و لا ذهب و لا فضة، و فراشان من مشاقة الکتان حشو أحدهما ليف، و متکآت من الجلود محشوة بنبات الارض، و نطع من جلد لا من طنافس ايران، و ستر من صوف، و رحي لتطحن بها سيدة النساء لقوتها و قوت علي و قد يساعدها علي علي الطحن، و اناء نحاس لتغسل فيه الثياب و ربما عجنت فيه، و قربة صغيرة و اخري کبيرة لتستقي بها، و قربة صغيرة عتيقة لتبريد الماء، و وعاء مصنوع من ورق النخل مزفت تغسل به يديها و يدي ابن عمها، و قدح من خشب لا من الصيني، و جرة لکنها خضراء و الخضراء أجود من سواها و لذلک اختيرت لجهاز العرس، و کيزان من الفخار، و لم يکن في جهازهاأساور و لا اقراط من ذهب و لا فضة و لا عقود من جواهر او لؤلؤ بل تزينت بحلي مستعار و ان يکون تجهيز علي بيته المعد لعرسه بفرش رمل في داره لکنه لين لا خشن (طبعا) لانه معد للعرس فلا يناسب ان يکون خشنا، و نصب خشبة من حائط الي حائط لتعليق الثياب فهي ثياب العرس لا يوافق ان توضع علي الارض، و بسط جلد کبش و مخدة ليف و قربة و منخل لتنخل به الزهراء الدقيق الذي تطحنه و منشفة و قدح، و يمکن ان هذه کلها کانت عنده و هي أثاث بيته و لم يشتر منها شيئا و لذلک لم يکتف بالقربة التي کانت في جهاز الزهراء و هو عليه السلام قد باع درعه الأداء المهر فلم يکن عنده شي ء من المال لشراء شي ء. ما ضر عليا و فاطمة و لا انقص من عزهما ان يکون جهاز عرسهما ما ذکرناه و هو سيد الاوصياء و هي سيدة النساء ابنة سيد الانبياء.