تزوجه بالزهراء
و ما کانت خطبتهما لها الا لشدة الرغبة في نيل الشرف مع انهما لا يحتملان الاجابة الا احتمالا في غاية الضعف، و الا فکيف يظنان انه يزوجها احدهما مع وجود اخيه و ناصره و ابن عمه الذي ليس عنده زوجة و أفضل اهل بيته و اصحابه، و هو بعد لم ينس فضل ابي طالب العظيم عليه، فلم يکن يتصور متصور انه يزوجها غيره او يري لها کفؤا سواه، لکن شدة الرغبة و التهالک في شي ء قد يدعو الي التشبث في ليله بالاوهام، فقال نفر من الانصار لعلي عندک فاطمة فأتي النبي «ص» فسلم عليه فقال ما حاجتک قال ذکرت فاطمة قال مرحبا و اهلا فأخبر النفر بذلک قالوا يکفيک احدهما اعطاک الاهل اعطاک المرحب: ثم ان رسول الله «ص» قال لفاطمة ان عليا يذکرک و هو ممن عرفت قرابته و فضله في الاسلام و اني سألت ربي ان يزوجک خير خلقه و احبهم اليه، فسکتت فقال الله اکبر سکوتها اقرارها. و في الشريعة الاسلامية انه يکفي في رضا البکر السکوت و لا يکفي في الثيب الا الکلام، و کيف لا تسکت فاطمة و لا ترضي و هي قد عرفت عليا في صغره و شبابه و درست اخلاقه و احواله درسا کافيا فانه تربي معها و في بيت ابيها مع ذکائها و فطنتها و کونها ابنة رسول الله «ص» قد تربت في حجره و اقتبست من خلقه و علمه و ابنة خديجة عاقلة النساء و فضلاهن و قد صاحبت فاطمة عليا عليهما السلام في هجرتها من مکة الي المدينة و رأت بعينها شجاعته الخارقة حين لحقه الفوارس الثمانية و کيف قتل جناحهم فقده من کتفه الي قربوس فرسه و هرب اصحابه أذلاء صاغرين، و عرفت کيف کانت محافظته عليها و علي رفيقاتها الفواطم الهاشميات في ذلک السفر و حنوه عليها و عليهن و رفقه بها و بهن، و انه لو کان معها ابوها لم يزد عليه في ذلک حتي انه لم يرض ان يسوق بهن ابو واقد سوقا حثيثا في ساعة الخطر و امره بالرفق و لم يبال بذلک الخطر و استهانه و لم يحفل به اعتمادا علي شجاعته و بطشه و تأييد الله له فهل يمکن ان تتردد في الرضا بان يکون لها بعلا و تکون له زوجة، و تحقق بذلک صدق ابيها في انه لو لا علي لم يکن لفاطمة کفؤ علي وجه الارض، و انما اراد الرسول «ص» باستشارتها الجري علي السنة و تعليم امته ان تستأمر المرأة عند ارادة تزويجها و ان لا يستبدوا بها و اظهار کرامة المرأة في استشارتها حتي لو کان ابوها سيد الأنبياء و خاطبها علي بن ابي طالب سيد الامة بعد ابيها و بيانا لخطأ اهل الجاهلية في استبدادهم بالمرأة.
و قد مر مفصلا في سيرة الزهراء في الجزء الثاني مع ذکر مصادره فليرجع اليها من اراد، و نعيد هنا ما له تعلق بعلي «ع» بشي ء من الاختصار و ان لزم بعض التکرار من دون ذکر المصادر لانها تقدمت. و بعد ما استقرت قدم علي عليه السلام بالمدينة و نزل مع النبي «ص» في دار ابي ايوب الانصاري کان من اللازم ان يقترن بزوجة و کان علي النبي «ص» ان يزوجه فهو شاب قد بلغ العشرين او تجاوزها. و التزوج من السنة و من احق من النبي و علي صلوات الله عليهما باتباع السنة، و من هي هذه الزوجة التي يخطبها علي و يقترن بها، و من هي هذه الزوجة التي يختارها له النبي «ص» و يقضي بذلک حقه و حق ابيه ابي طالب؟ليست الا ابنة عمه فاطمة، فلا أکمل و لا افضل منها في النساء، و لا أکمل و لا افضل من علي في الرجال، اذا فتحتم علي علي ان يختارها زوجة و علي الرسول «ص» ان يختارها له، و لذلک قال النبي «ص» لو لا علي لم يکن لفاطمة کفؤ. و لکن النبي «ص» عند دخوله المدينة کان قد نزل في دار ابي ايوب الانصاري و کان علي معه فيها کما مر، و لم يکن قد بني لنفسه بيتا و لا لعلي و لذلک لم يزوج عليا اول وروده المدينة و انتظر بناء بيت له، و مع ذلک ففي بعض الروايات الآتية في آخر الکلام انه زوجه بها بعد مقدمه المدينة بخمسة اشهر و بني بها مرجعه من بدر فيکون قد عقد له عليها و هو في دار ابي ايوب و دخل بها بعد خروجه من دار ابي ايوب بشهرين کما ستعرف، و خطبها ابو بکر ثم عمر الي النبي «ص» مرة بعد اخري فردهما فمرة يقول انها صغيرة و مرة يقول انتظر بها القضاء.
خطبة النبي عند تزويجه فاطمة من علي
خطبة علي عند تزوجه بفاطمة
قدر مهر الزهراء
جهاز الزهراء عند تزويجها
زفاف الزهراء علي علي
وليمة العرس
کيفية الزفاف