خبره مع أبي ذر عند اسلامه











خبره مع أبي ذر عند اسلامه



رواه صاحب الاستيعاب بسنده عن ابن عباس في حديث طويل سيأتي في ترجمة أبي ذر في الجزء السادس عشر، و فيه ان ابا ذر لما بلغه مبعث النبي «ص» قدم مکة فأتي المسجد فالتمس النبي «ص» و لا يعرفه و کره ان يسأل عنه حتي أدرکه الليل فاضطجع فرآه علي بن ابي طالب فقال کأن الرجل غريب قال نعم قال انطلق الي المنزل قال فانطلقت معه لا يسألني عن شي ء و لا أسأله، فلما اصبحت رجعت الي المسجد فبقيت يومي حتي امسيت و سرت الي مضجعي فمر بي علي فقال اما آن للرجل ان يعرف منزله فأقامه و ذهب به معه و ما يسأل واحد منهما صاحبه عن شي ء حتي اذا کان اليوم الثالث فعل مثل ذلک فأقامه علي معه ثم قال له أ لا تحدثني ما الذي اقدمک هذا البلد؟قال ان اعطيتني عهدا و ميثاقا لترشدني فعلت، ففعل فأخبره علي انه نبي و ان ما جاء به حق و انه رسول الله و قال فاذا اصبحت فاتبعني فاني ان رأيت شيئا أخاف عليک قمت کأني اريق الماء فان مضيت فاتبعني حتي تدخل معي مدخلي فانطلقت أقفوه حتي دخل علي رسول الله «ص» (الحديث) و يدلنا هذا الحديث علي وجود علي عليه السلام و کرم أخلاقه و حسن ادبه و شدة حنوه علي الغريب و الضعيف و مسارعته الي اقراء الضيف فانه لما رآه و علم انه غريب دعاه الي منزله و أضافه و قراه و لم يسأله عن شي ء و ذلک من حسن الادب مع الضيف و لما رآه في الليلة الثانية عاتبه علي عدم رجوعه الي منزل ضيافته و بقائه في المسجد و اقامه معه و لم يسأله عن شي ء الا في الليلة الثالثة بعد ما أنس ابو ذر به و ارتفعت عنه وحشة الغربة و قضي ايام الضيافة التي هي ثلاثة و ربما يکون قد توسم فيه انه جاء لينظر في الاسلام و قد يکون مانعهما عن السؤال شدة الخوف. و سوق الحديث يدل علي ان الخوف من قريش کان شديدا فهو حين اراد ان يذهب به الي رسول الله «ص» خاف عليه ان يراه احد معه فيظن انه ذهب ليسلم فينال ابا ذر من ذلک اذي شديد فقال له انه اذا رأي احدا يخافه عليه جلس و تعلل بانه يريد ان يبول و لا يعرف من يراه ان ابا ذر معه و أوصاه انه اذا رآه قد مضي اتبعه بدون ان يلتفت اليه و لا يشير اليه لئلا يراه احد فيعرف انه سائر معه. و کأن ابا ذر وقع في قلبه من ذلک اليوم حب علي فساعده التوفيق علي ان تولاه و شايعه طول حياته.