خاتمة











خاتمة



إذا أردنا التعرض نماذج لعدالته عليه السلام لاحتجنا إلي مجلدات طوال، و إنما نقول: إن العدالة کانت نصب عينه، و ملأت وجوده و کيانه، فقد کان الامام عليه السلام يري أنه «في العدل صلاح البرية».[1] .

و قال عليه السلام: «في العدل الاقتداء بسنة الله و ثبات الدول».[2] .

و قال عليه السلام: «في العدل الاحسان».[3] .

و قال عليه السلام: «العدل حياة و الجور هلاک».[4] .

لقد کان عليه السلام يسد جوعته بکسرة خبز يابسة و يأتدم الملح ليکون مستوي معيشته کأضعف الناس، فإنه يقول: «إن الله فرض علي أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفه الناس کيلا يتبيغ بالفقير فقره».[5] .

إن هذا السلوک لا يمکن أن يصدر من غير علي عليه السلام، فهو نتاج تربية الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله، قد أشار عليه السلام إلي ذلک بأن الرسول قد احتضنه طفلا و رباه کما في خطبته عليه السلام القاصعة.[6] نعم إن عدالة علي عليه السلام التي نشأت من العدل الالهي و سعيه لتطبيقها، قد أصبحت نموذجا واضحا لکل القادة و طلاب العدالة علي مر القرون، و مصداقا مشرفا للانسان المسلم المتکامل الذي يستطيع أن يکون قدوة في جميع المجالات و خاصة في مجال الحکومة، و نري ذلک القدوة العظيمة يعرف نفسه بقوله: «إنما مثلي بينکم مثل السراج في الظلمة يستضي ء به من ولجها، فاسمعوا ـ أيها الناس ـ و عوا، و أحضروا آذان قلوبکم تفهموا».[7] .

و أخيرا اشير إلي کلمة لجورج جرادق يقول فيها: «ما ضرک أيتها الأيام لو جمعت قواک و طاقاتک فأنجبت في کل زمان إنسانا کعلي عليه السلام في عقله و روحه و نفسه، في کلامه و بيانه، و في قوته و شجاعته».[8] .









  1. غرر الحکم، ج 4، ص 402، ح 6491.
  2. نفس المصدر، ج 4، ص 403، ح 6496.
  3. نفس المصدر، ج 4، ص 401، ح 6482.
  4. نفس المصدر، ج 1، ص 64ـ57، ح 216 و 246.
  5. نهج البلاغة، الخطبة 200.
  6. المصدر السابق الخطبة 234، المعروفة بالقاصعة و هي طويلة و محل الشاهد منها، ص 802، من المصدر.
  7. المصدر السابق، ص 746، الخطبة 229.
  8. الإمام علي صوت العدالة الانسانية، ج 1، ص 49.