اول من آمن











اول من آمن



کان علي عليه السلام اول من آمن بالنبي «ص» و اتبعه من جميع الخلق، بعث النبي صلي الله عليه و آله و سلم يوم الاثنين و أسلم علي يوم الثلاثاء ثم أسلمت خديجة، و بعضهم يروي ان خديجة أسلمت قبل علي، و اصحابنا يروون ان عليا أسلم قبل خديجة و يدل عليه قول أمير المؤمنين عليه السلام في بعض خطب النهج: اللهم اني اول من أناب و سمع و أجاب لم يسبقني الا رسول الله «ص» بالصلاة، و هو الموافق للاعتبار فان الرسول «ص» مع حاله المعلومة مع علي لم يکن ليقدم في الدعوة الي الاسلام احدا علي علي حتي خديجة مع مکانتها منه. و کيف کان فلا ريب في ان اسلامهما في زمان متقارب کما لا ريب في ان اول الناس اسلاما من الذکور علي و من النساء خديجة، و لا شک انه لما کان النبي «ص» يتحنث اي يختلي للعبادة في غار حراء کان علي «ع» يحمل اليه الزاد و الماء من بيت خديجة ان لم تحمله الخادم. و في الاستيعاب عن عفيف الکندي قال: کنت امرأ تاجرا فقدمت للحج فأتيت العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة و کان امرأ تاجرا فاني لعنده بمني اذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر الي الشمس فلما رآها قد مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلک الخباء الذي خرج منه ذلک الرجل فقامت خلفه تصلي ثم خرج غلام قد راهق الحلم من ذلک الخباء فقام معهما يصلي فقلت للعباس من هذا يا عباس قال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قلت من هذه المرأة قال هذه امرأته خديجة بنت خويلد، قلت من هذا الفتي قال علي بن ابي طالب ابن عمه، قلت ما هذا الذي يصنع قال يصلي، و هو يزعم انه نبي و لم يتبعه فيما ادعي الا امرأته و ابن عمه هذا الغلام، و هو يزعم انه ستفتح عليه کنوز کسري و قيصر، و کان عفيف يقول ـ و قد أسلم بعد ذلک ـ لو کان الله رزقني الاسلام يومئذ فأکون ثانيا مع علي، قال و قد ذکرنا هذا الحديث من طرق في باب عفيف الکندي «اه». و رواه النسائي في الخصائص بسنده عن عفيف قال: جئت في الجاهلية الي مکة و انا اريد ان ابتاع لأهلي من ثيابها و عطرها فأتيت العباس بن عبد المطلب و ذکر نحوه الا انه قال فأنا عنده جالس حيث انظر الي الکعبة و قال فقلت يا عباس امر عظيم قال العباس امر عظيم تدري من هذا الشاب الخ ثم قال ان ابن اخي هذا اخبرني ان ربه رب السماء و الارض امره بهذا الدين الذي هو عليه و لا و الله ما علي الارض کلها احد علي هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة «اه». و مر في مناقبه و فضائله زيادة شرح لهذا.