امام الفصحاء











امام الفصحاء



قال ابن ابي الحديد: اما الفصاحة فهو عليه السلام امام الفصحاء و سيد البلغاء و عن کلامه قيل: دون کلام الخالق و فوق کلام المخلوقين و منه تعلم الناس الخطابة و الکتابة قال عبد الحميد بن يحيي حفظت سبعين خطبة من خطب الاصلع فغاضت ثم فاضت و قال ابن نباتة حفظت من الخطابة کنزا لا يزيده الانفاق الا سعة و کثرة حفظت مائة فصل من مواعظ علي بن ابي طالب و لما قال محفن بن ابي محفن لمعاوية جئتک من عند أعيا الناس قال له ويحک کيف يکون اعيا الناس فو الله ما سن الفصاحة لقريش غيره. و يکفي نهج البلاغة دلالة علي انه لا يجاري في الفصاحة و لا يباري في البلاغة و حسبک انه لم يدون لأحد من فصحاء الصحابة العشر و لا نصف العشر مما دون له و کفاک في هذا ما يقوله ابو عثمن الجاحظ في مدحه في کتاب البيان و التبيين و في غيره من کتبه (ا ه) قال الجاحظ في الکتاب المذکور: قال علي بن ابي طالب: قيمة کل امرئ ما يحسن ثم قال: فلو لم نقف من هذا الکتاب الا علي هذه الکلمة لوجدناها کافية شافية و مجزية مغنية بل لوجدناها فاضلة علي الکفاية و غير مقصرة عن الغاية (ا ه) و قال ابن عائشة: ما اعرف کلمة بعد کلام الله و رسوله اخصر لفظا و لا أعم نفعا من قول علي قيمة کل امرئ ما يحسن «ا ه» و في البيان و التبيين قيل لعلي بن ابي طالب رضي الله تعالي عنه: کم بين السماء الي الارض قال دعوة مستجابة فقالوا کم بين المشرق الي المغرب قال مسيرة يوم للشمس و من قال غير هذا فقد کذب و يأتي عن المسعودي انه حفظ الناس عنه اربعمائة و نيف و ثمانون خطبة يوردها علي البديهة و قال الشريف الرضي في خطبة نهج البلاغة: کان امير المؤمنين «ع» مشرع الفصاحة و موردها و منشأ البلاغة و مولدها و منه ظهر مکنونها و عنه اخذت قوانينها و علي أمثلته حذا کل قائل خطيب و بکلامه استعان کل واعظ بليغ و مع ذلک فقد سبق و قصروا و تقدم و تأخروا لان کلامه الکلام الذي عليه مسحة من العلم الإلهي و فيه عبقة من الکلام النبوي (الي ان قال) ان هذه الفضيلة انفرد ببلوغ غايتها من جميع السلف الاولين الذين انما يؤثر عنهم منها القليل النادر و الشاذ الشارد فاما کلامه عليه السلام فهو البحر الذي لا يساجل و الجم الذي لا يحافل (ا ه) و حسبک بنهج البلاغة الذي جمعه الشريف الرضي الذي يعرف نفسه بنفسه و له منه عليه شواهد و الذي تداولته العلماء و الخطباء و البلغاء في کل عصر و زمان و بلغت الشروح عليه عددا وافرا لم يوجد مثله لکتاب و طبع مرات عديدة في بلاد ايران و طبع في الشام و مصر و بيروت و طبع شرح الشيخ ميثم البحراني عليه في ايران و هو قريب من شرح ابن ابي الحديد الذي طبع في ايران مرتين و في مصر. کل ذلک رغم ما يقوله من لا يوافق بعض ما فيه مشربهم تارة انه من کلام الشريف الرضي و تارة انه ادخل فيه ما ليس منه و تارة انه منقطع السند و تارة و تارة الي غير ذلک مما يعتاده امثال ضرائر الحسناء فلم يؤثر عليه ذلک و لو بمقدار شعرة و لم يزدد الا ظهورا و انتشارا و لم يزده تعاقب السنين و تطاول الدهور الا اعظاما و اکبارا و ما هو الا الذهب الا بريز يزداد حسنا بقدمه و يغلو ثمنه کلما تطاول به الامد. و جمع الشيخ عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد الآمدي التميمي کتابا من حکمه عليه السلام القصيرة يقارب نهج البلاغة سماه غرر الحکم و درر الکلم و رتبه علي حروف المعجم طبع في الهند و مصر و صيدا قال ان الذي دعاه الي جمعه ما تبجح به ابو عثمن الجاحظ من المائة الکلمة التي جمعها عن امير المؤمنين عليه السلام فقلت يا لله العجب من هذا الرجل و هو علامة زمانه مع تقدمه في العلم و قربه من الصدر الاول کيف رضي عن الکثير باليسير و هل ذلک الا بعض من کل و قل من جل و طل من وبل (الي ان قال) جمعت يسيرا من قصير حکمه يخرس البلغاء عن مساجلته و ما انا في ذلک علم الله لا کالمغترف من البحر بکفه کيف لا و هو عليه السلام الشارب من الينبوع النبوي و الحاوي بين جنبيه العلم اللاهوتي اذ يقول صلي الله عليه و قوله الحق و کلامه الصدق علي ما أدته الينا أئمة النقل: ان بين جنبي لعلما لو اصبت له حملة (ا ه). و مما جمع من کلامه عليه السلام کتاب دستور معالم الحکم جمع القاضي القضاعي طبع في مصر و جمع الشيخ ابو علي الطبرسي صاحب مجمع البيان کتابا من حکمه «ع» القصيرة مرتبا علي حروف المعجم سماه نثر اللآلئ ذکرناه في ضمن الجزء الاول من معادن الجواهر المطبوع. و جمع الشيخ المفيد من کلامه و خطبه «ع» قدرا وافيا في کتاب الارشاد و احتوي کتاب صفين لنصر بن مزاحم جل خطبه التي خطبها في تلک الحرب او کلها و کتبه الي معوية و غيره. و جمع ابو اسحق الوطواط الانصاري المتوفي سنة 578 کتابا من کلامه عليه السلام سماه مطلوب کل طالب من کلام علي بن ابي طالب جمع فيه مائة من الحکم المنسوبة اليه طبع في ليبسک و بولاق و ترجم الي الفارسية و الالمانية. و ذکره صاحب کشف الظنون. و جمع القاضي الامام ابو يوسف يعقوب بن سليمان الاسفرائني کتابا من کلامه «ع» سماه قلائد الحکم و فرائد الکلم ذکره صاحب کشف الظنون و ألف بعضهم کتابا فارسيا أسماه معميات علي عليه السلام مذکور في کشف الظنون و کأن المراد بها الامور الغامضة في کلام عليه السلام و في فهرست دار الکتب المصرية ج 3 ص 24 أمثال الامام علي بن ابي طالب مرتبة علي حروف المعجم طبع الجوائب.