السخاء و الجود











السخاء و الجود



قال ابن ابي الحديد: اما السخاء و الجود فحاله فيه ظاهرة کان يصوم و يطوي و يؤثر بزاده و فيه انزل (و يطعمون الطعام علي حبه مسکينا و يتيما و أسيرا انما نطعمکم لوجه الله لا نريد منکم جزاء و لا شکورا) و روي المفسرون انه لم يکن يملک الا اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فأنزل فيه (الذين ينفقون اموالهم بالليل و النهار سرا و علانية) و روي انه کان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتي مجلت يده و يتصدق بالاجرة و يشد علي بطنه حجرا. و قال الشعبي و قد ذکر عنده علي عليه السلام: کان أسخي الناس کان علي الخلق الذي يحبه الله السخاء و الجود و ما قال لا لسائل قط. و قال عدوه و مبغضه الذي يجتهد في وصمه و عيبه معاوية ابن ابي سفيان لمحفن بن ابي محفن الضبي لما قال له جئتک من عند ابخل الناس فقال ويحک کيف تقول انه أبخل الناس و لو ملک بيتا من تبر و بيتا من تبن لأنفق تبره قبل تبنه. و هو الذي کان يکنس بيوت الاموال و يصلي فيها و هو الذي قال يا صفراء و يا بيضاء غري غيري و هو الذي لم يخلف ميراثا و کانت الدنيا کلها بيده الا ما کان من الشام «ا ه» روي ابو الحسن بن احمد الواحدي النيسابوري بسنده عن ابن عباس في قوله (الذين ينفقون اموالهم بالليل و النهار سرا و علانية) قال نزلت في علي بن ابي طالب کان عنده اربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا و بالنهار واحدا و في السر واحدا و في العلانية واحدا (و بسنده) عن مجاهدعن ابيه قال کان لعلي اربعة دراهم فأنفق درهما بالليل و درهما بالنهار و درهما سرا و درهما علانية فنزلت الذين ينفقون اموالهم بالليل و النهار سرا و علانية قال: و قال الکلبي نزلت هذه الآية في علي بن ابي طالب لم يکن يملک غير اربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا و بدرهم نهارا و بدرهم سرا و بدرهم علانية فقال له رسول الله «ص» ما حملک علي هذا قال حملني ان استوجب علي الله الذي وعدني فقال له رسول الله «ص» الا ان ذلک لک فأنزل الله تعالي هذه الآية «ا ه» و في اسد الغابة بعدة اسانيد عن ابن عباس مثله.