صبره و حلمه











صبره و حلمه



و اذا نظرنا الي حلمه و صفحه وجدناه أحلم الناس و کفانا لاثبات بلوغه أعلي درجات الحلم حلمه عن اهل الجمل عموما و عن مروان بن الحکم و عبد الله بن الزبير خصوصا فقد ظفر بمروان يوم الجمل و کان أعدي الناس له فصفح عنه و کان عبد الله بن الزبير من أعدي الناس له و کان يشتمه علي رؤوس الاشهاد فأخذه يوم الجمل اسيرا فصفح عنه و قال اذهب فلا أرينک لم يزده علي ذلک و ظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمکة و کان له عدوا فأعرض عنه و لم يقل له شيئا و لم يعاقب احدا من اهل الجمل و اهل البصرة و نادي مناديه الا لا يتبع مول و لا يجهز علي جريح و لا يقتل مستأسر و من القي سلاحه فهو آمن و تقيل سنة رسول الله «ص» يوم فتح مکة و لما ملک عليه اهل الشام الشريعة و منعوه و اصحابه من الماء ثم ملکها عليهم قال له اصحابه امنعهم کما منعونا فقال لا و الله لا أکافيهم بمثل فعلهم. و کان يوصي جيوشه ان لا يتبعوا مدبرا و لا يجهزوا علي جريح.