ما جري عند نزول و انذر عشيرتك الاقربين











ما جري عند نزول و انذر عشيرتک الاقربين



قد مر ذلک مفصلا في الجزء الثاني في السيرة النبوية و في هذا الجزء عند ذکر مناقبه و فضائله و ذکرنا الاحاديث الواردة في ذلک بأسانيدها و نعيد ذکره هنا ببعض الروايات و ان لزم بعض التکرار لتکون اخباره عليه السلام متتابعة متتالية بحسب السنين و نقتصر من ذلک علي ما ذکره المفيد في الارشاد في جملة کلام له في ذلک مر عند ذکر مناقبه و فضائله قال: و ذلک في حديث الدار الذي اجمع علي صحته نقلة الآثار حين جمع رسول الله «ص» بني عبد المطلب في دار ابي طالب و هم اربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا او ينقصون رجلا فيما ذکره الرواة و امره ان يصنع لهم طعاما فخذ شاة مع مد من البر و يعد لهم صاعا من اللبن و قد کان الرجل منهم معروفا يأکل الجذعة[1] في مقام واحد و يشرب الفرق[2] من الشراب. في ذلک المقعد فأراد عليه السلام باعداد قليل الطعام و الشراب لجماعتهم اظهار الآية في شبعهم و ريهم مما کان لا يشبع واحدا منهم و لا يرويه ثم امر بتقديمه لهم فأکلت الجماعة کلها من ذلک اليسير حتي تملوا منه و لم يبن ما أکلوه منه و شربوه فيه، فبهرهم بذلک و بين لهم آية نبوته و علامة صدقه ببرهان الله تعالي فيه، ثم قال لهم بعد ان شبعوا من الطعام و رووا من الشراب يا بني عبد المطلب ان الله بعثني الي الخلق کافة و بعثني اليکم خاصة فقال (و انذرعشيرتک الاقربين) و انا أدعوکم الي کلمتين خفيفتين علي اللسان ثقيلتين في الميزان تملکون بهما العرب و العجم و تنقاد لکم بهما الامم و تدخلون بهما الجنة و تنجون بهما من النار شهادة ان لا اله الا الله و اني رسول الله فمن يجيبني الي هذا الامر و يوازرني عليه يکن اخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فلم يجبه احد منهم، فقال أمير المؤمنين: فقمت بين يديه من بينهم و انا اذ ذاک اصغرهم سنا و أحمشهم ساقا و أرمصهم عينا فقلت انا يا رسول الله اوازرک علي هذا الامر فقال اجلس ثم اعاد القول علي القوم ثانية فأصمتوا فقمت و قلت مثل مقالتي الاولي فقال اجلس ثم أعاد القول علي القوم ثالثة فلم ينطق احد منهم بحرف فقمت و قلت انا اوازرک يا رسول الله علي هذا الامر فقال اجلس فأنت اخي و وصيي و وزيري و وارثي و خليفتي من بعدي فنهض القوم و هم يقولون لابي طالب يا ابا طالب ليهنئک اليوم ان دخلت في دين ابن اخيک فقد جعل ابنک أميرا عليک «اه».









  1. الجذعة بالتحريک الانثي من المعز و الغنم و هي قبل الثني.
  2. الفرق مکيال کبير. المؤلف.