لقد خبرني حبيب الله عن يومي هذا، و عهد الي فيه











لقد خبرني حبيب الله عن يومي هذا، و عهد الي فيه



قال القضاعي: لما ضرب أمير المؤمنين عليه السلام، إجتمع اليه أهل بيته و جماعة من خاصة أصحابه فقال: «... لقد خبرني حبيب الله و خيرته من خلقه، و هو الصادق المصدوق عن يومي هذا و عهد الي فيه فقال: يا علي، کيف بک اذا بقيت في حثالة من الناس تدعو فلا تجاب، و تنصح عن الدين فلا تعان. و قد مال أصحابک، و شنف لک نصحاؤک، و کان الذي معک أشد عليک من عدوک، اذا استهضتهم صدوا معرضين، و إن استحثثتهم أدبروا نافرين، يتمنون فقدک لما يرون من قيامک بأمر الله عز و جل و صرفک اياهم عن الدنيا، فمنهم من قد حسمت طمعه فهو کاظم علي غيظه، و منهم من قتلت اسرته فهو ثائر متربص بک ريب المنون و صروف النوائب، و کلهم نغل الصدر، ملتهب الغيظ فلا تزال فيهم کذلک حتي يقتلوک مکرا، أو يرهقوک شرا.

و سيسمونک بأسماء قد سموني بها، فقالوا: «کاهن» و قالوا «ساحر» و قالوا: «کذاب مفتر» فاصبر فان لک في اسوة، و بذلک أمر الله إذ يقول: لقد کان لکم في رسول الله اسوة حسنة. (الأحزاب/21)

يا علي، إن الله عز و جل أمرني أن ادنيک و لا اقصيک، و أن اعلمک و لا أهملک، و أن اقربک و لا أجفوک. فهذه وصيته الي، و عهده لي».

دستور معالم الحکم ص. 85