نشأته و تربيته











نشأته و تربيته



نشأ علي عليه السلام في حجر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و تأدب بآدابه و ربي بتربيته و ذلک انه لما ولد أحبه رسول الله «ص» حبا شديدا و قال لامه اجعلي مهده بقرب فراشي و کان يلي اکثر تربيته و يطهره في وقت غسله و يوجره اللبن عند شربه و يحرک مهده عند نومه و يناغيه في يقظته و يحمله علي صدره، و کان يحمله دائما و يطوف به جبال مکة و شعابها و اوديتها ـ کأنه يفعل ذلک ترويحا له ـ و في ذلک يقول المؤلف من قصيدة:


و ربيت في حجر النبي محمد
فطوبي لمن من احمد ضمه حجر


و غذاک بالعلم الالهي ناشئا
فلا علم الا منک قد حاطه خبر


بآدابه ادبت طفلا و يافعا
و اکسبنک الاخلاق اخلاقه الغر


و في بعض السنين اصاب اهل مکة جدب شديد و کان ابو طالب کثير العيال قليل المال فاجتمع النبي «ص» و حمزة و العباس فقالوا ان ابا طالب کثير العيال فهلموا نخفف عنه فقال لهم ابو طالب ما ابقيتم لي عقيلا فخذوا من شئتم فأخذ النبي «ص» عليا و اخذ حمزة جعفرا و اخذ العباس طالبا و ابقي ابو طالب عنده عقيلا لميله اليه ـ و لعل ذلک کان لضعف عقيل ـ و في ذلک يقول المؤلف من قصيدة:


أتت سنة شهباء اصبح عندها
ابو طالب قد حل ساحته الفقر


فقالوا دعونا نکفه بعض ولده
مساعدة فالحر يسعده الحر


خذوا من أردتم ان ترکتم بجانبي
عقيلا فلي في حبه منکم عذر


لاحمد اعطينا عليا و جعفرا
لحمزة و العباس طالب فليدروا


و قد کان علي عليه السلام يلازم رسول الله «ص» و هو يتحنث في غار حراء کل سنة قبل النبوة. قال ابن ابي الحديد في شرح النهج: قد ورد في الکتب الصحاح ان النبي «ص» کان يجاور في حراء من کل سنة شهرا حتي جاءت السنة التي اکرمه الله فيها بالرسالة فجاور في حراء شهر رمضان و معه اهله خديجة و علي بن ابي طالب و خادم لهم «الحديث». فلم يزل علي مع رسول الله «ص» حتي بعثه الله بالنبوة فکان اول من آمن به و اتبعه و صدقه، و قال ابن حجر في الاصابة: ربي في حجر النبي صلي الله عليه و آله و سلم و لم يفارقه و شهد معه المشاهد الا غزوة تبوک. و في اسد الغابة: کان مما انعم الله به علي علي انه ربي في حجر رسول الله «ص» قبل الاسلام (و قال) هاجر الي المدينة و شهد بدرا و أحدا و الخندق و بيعة الرضوان و جميع المشاهد مع رسول الله «ص» الا تبوک و له في الجميع بلاء عظيم و أثر حسن «اه» و لم يکن لاحد غيره في تلک المشاهد مثل أثره. و مر عند ذکر فضائله ما ينبغي ان يراجع.