المنذر بن الجارود العبدي











المنذر بن الجارود العبدي



المنذر بن الجارود العبدي، واسم الجارود بشر بن عمرو بن حبيش، من صحابة الإمام عليّ عليه السلام،[1] وکان علي قسم صغير من جيشه في معرکة الجمل.[2] ولّاه الإمام عليه السلام علي إصْطَخر،[3] [4] وکان حسن الظاهر لکنّه مضطرب الباطن، وليس له ثبات.

خان المنذرُ الامامَ عليه السلام في بيت المال، واستأثر بقسم منه لنفسه، فکتب إليه الإمام عليه السلام کتاباً عنّفه فيه. وبعد استلامه کتابَ الإمام جاء إلي الکوفة، فعزله الإمام عليه السلام، وحکم عليه بدفع ثلاثين ألف درهم، وحبسه، ثمّ أطلقه بشفاعة صَعصَعة بن صُوحان.[5] .

ولي بعض المناطق في أيّام عبيد اللَّه بن زياد[6] الذي کان صهره.[7] .

وعندما عزم الإمام الحسين عليه السلام علي نهضته العظمي کاتب کثيراً من

[صفحه 316]

الشخصيّات المعروفة ودعاهم إلي نصرته والدفاع عن الحقّ. وکان المنذر أحد الذين راسلهم الإمام عليه السلام، لکنّه سلّم الرسالة والرسول إلي عبيداللَّه بن زياد، فيا عجباً من فعلته هذه![8] .

مات المنذر سنة 61 ه.[9] .

6720- الغارات عن الأعمش: کان عليّ عليه السلام ولّي المنذر بن الجارود فارساً فاحتاز مالاً من الخراج، قال: کان المال أربعمائة ألف درهم، فحبسه عليّ عليه السلام، فشفع فيه صعصعة بن صوحان إلي عليّ عليه السلام وقام بأمره وخلّصه.[10] .

6721- تاريخ اليعقوبي عن غياث: [إنّ عليّاً عليه السلام] کتب إلي المنذر بن الجارود، وهو علي إصطخر: أمّا بعد، فإنّ صلاح أبيک غرّني منک، فإذا أنت لا تدع انقياداً لهواک أزري ذلک بک. بلغني أنّک تدع عملک کثيراً، وتخرج لاهياً بمنبرها، تطلب الصيد وتلعب بالکلاب، واُقسم لئن کان حقّاً لنثيبنّک فعلک، وجاهل أهلک خير منک، فأقبل إليَّ حين تنظر في کتابي، والسلام.

فأقبل فعزله وأغرمه ثلاثين ألفاً، ثمّ ترکها لصعصعة بن صوحان بعد أن أحلفه عليها، فحلف.[11] .

6722- الأخبار الطوال: قد کان الحسين بن عليّ رضي الله عنه کتب کتاباً إلي شيعته من أهل

[صفحه 317]

البصرة مع مولي له يسمّي «سلمان» نسخته: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ إلي مالک بن مسمع والأحنف ابن قيس، والمنذر بن الجارود ومسعود بن عمرو وقيس بن الهيثم، سلام عليکم، أمّا بعد، فإنّي أدعوکم إلي إحياء معالم الحقّ وإماتة البدع، فإن تجيبوا تهتدوا سبل الرشاد، والسلام.

فلمّا أتاهم هذا الکتاب کتموه جميعاً إلّا المنذر بن الجارود، فإنّه أفشاه، لتزويجه ابنته هنداً من عبيد اللَّه بن زياد، فأقبل حتي دخل عليه، فأخبره بالکتاب، وحکي له ما فيه، فأمر عبيد اللَّه بن زياد بطلب الرسول، فطلبوه، فأتوه به، فضربت عنقه.[12] .

راجع: القسم الخامس/السياسة الإداريّة/الموقف الحازم مع العمّال/المنذر بن الجارود.



صفحه 316، 317.





  1. تاريخ دمشق: 281:60.
  2. الجمل: 321؛ تاريخ الطبري: 505:4، تاريخ دمشق: 283:60، الإصابة: 8353:209:6 وفيه «کان شهد الجمل مع عليّ».
  3. اصْطَخْر: معرّب استخر، وهي من أقدم مدن فارِس، وبها کان سرير الملک دارا بن داراب، وبهاآثار عظيمة. بينها وبين شيراز اثنا عشر فرسخاً (راجع تقويم البلدان: 329).
  4. الطبقات الکبري: 561:5، المعارف لابن قتيبة: 339، تاريخ دمشق: 281:60، الإصابة: 8353:209:6.
  5. أنساب الأشراف: 391:2؛ تاريخ اليعقوبي: 203:2.
  6. الأخبار الطوال: 231، الفتوح: 37:5.
  7. الطبقات الکبري: 561:5 و ج 87:7، تاريخ دمشق: 283:60، الإصابة: 8353:209:6.
  8. تاريخ الطبري: 357:5، الکامل في التاريخ: 535:2 و 536، الأخبار الطوال: 231، الفتوح: 37:5.
  9. الطبقات الکبري: 561:5، تاريخ دمشق: 285:60، الإصابة: 8353:209:6، تاريخ خليفة بن خيّاط: 180 وفيه «مات في سنة 62 ه».
  10. الغارات: 522:2 وراجع أنساب الأشراف: 391:2.
  11. تاريخ اليعقوبي: 203:2.
  12. الأخبار الطوال: 231، تاريخ الطبري: 357:5 عن أبي عثمان النهدي نحوه وراجع الکامل في التاريخ: 535:2 والفتوح: 37:5.