معقل بن قيس الرياحي











معقل بن قيس الرياحي



معقل بن قيس الرياحي، شجاع من مقاتلي الکوفة، وخطيب بليغ من خطبائها. وکان من اُمراء الجيش في زمن الإمام أميرالمؤمنين والإمام الحسن المجتبي عليهماالسلام. وکان رسول عمّار إلي المدينة في فتح «تُسْتَر»[1] وقدِم إليها مع الهُرْمُزان.[2] .

تولّي قيادة رجّالة الکوفة في معرکة الجمل،[3] وغدا أميراً علي بعض قبائلها في معرکة صفّين.[4] ووَلي قيادة الجيش حيناً في معارک ذي الحجّة يوم صفّين.[5] .

کان قائد الميسرة يوم النهروان.[6] ثمّ أمره الإمام عليه السلام بقمع تمرّد «بني ناجية»

[صفحه 309]

فهزم خرّيت بن راشد.[7] .

عندما أغار يزيد بن شجرة علي مکّة والمدينة، هَبَّ معقل إلي مواجهته، فأسَر عدداً من أصحابه ولاذ الباقون بالفرار.[8] .

لمّا عزم الإمام عليه السلام علي معاودة قتال معاوية بعد إخماد فتنة النهروان، واستبان الاستعداد النسبي الذي أبداه أهل الکوفة للقتال، ذهب معقل إلي أطراف الکوفة لجمع المقاتلين، لکنّه تلقّي- وهو في مهمّته- الخبر المفجِع لاستشهاد الإمام عليّ عليه السلام.[9] .

في سنة 43 هخرج المُسْتَورد- أحد أقطاب الخوارج- في أيّام حکومة معاوية الغاصبة[10] وهو يريد الشيعة، فنهض معقل إلي قتاله. واستشهد بعد أن دَحَر جيشه وقتَله في مبارزة بينهما.[11] .

وصفه سعيد بن قيس بأنّه ناصح، أريب صليب شجاع.[12] .

6714- شرح نهج البلاغة: معقل بن قيس کان من رجال الکوفة وأبطالها، وله رياسة وقدم، أوفده عمّار بن ياسر إلي عمر بن الخطّاب مع الهُرمُزان لفتح تُستَر. وکان من شيعة عليّ عليه السلام، وجّهه إلي بني ساقة فقتل منهم وسبي. وحارب

[صفحه 310]

المستَورد بن عُلفة الخارجي من تميم الرباب، فقتل کلّ واحد منهما صاحبه بدجلة.[13] .

6715- الغارات عن عبداللَّه بن قعين- في ذکر حرب بني ناجية-: سار فينا معقل، يحرّضنا ويقول لنا: يا عباد اللَّه، لا تبدؤوا القوم وغضّوا الأبصار، وأقلّوا الکلام، ووطّنوا أنفسکم علي الطعن والضرب، وأبشروا في قتالهم بالأجر العظيم، إنّما تقاتلون مارقةً مرقت من الدين وعلوجاً[14] منعوا الخراج، ولصوصاً وأکراداً، انظروني فإذا حملت فشدّوا شدّة رجل واحد.

قال: فمرّ في الصفّ کلّه يقول لهم هذه المقالة حتي إذا مرّ بالناس کلّهم، أقبل فوقف وسط الصفّ في القلب، ونظرنا إليه ما يصنع، فحرّک رايته تحريکتين، ثمّ حمل في الثالثة وحملنا معه جميعاً، فواللَّه ما صبروا لنا ساعةً واحدةً حتي ولّوا وانهزموا، وقتلنا سبعين عربيّاً من بني ناجية ومن بعض من اتّبعه من العرب، وقتلنا نحو للاثمائة من العلوج والأکراد.[15] .

6716- الغارات عن کعب بن قعين: أقام معقل بن قيس بأرض الأهواز وکتب إلي عليّ عليه السلام معي بالفتح وکنت أنا الذي قدم بالکتاب عليه، وکان في الکتاب: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، لعبد اللَّه عليّ أميرالمؤمنين من معقل بن قيس، سلام عليک فإنّي أحمد إليک اللَّه الذي لا إله إلّا هو، أمّا بعد، فإنّا لقينا المارقين وقد استظهروا علينا بالمشرکين، فقتلنا منهم ناساً کثيراً، ولم نتعدّ فيهم سيرتک، فلم نقتل منهم

[صفحه 311]

مدبراً ولا أسيراً، ولم نُذفّف[16] منهم علي جريح، وقد نصرک اللَّه والمسلمين، والحمد للَّه ربّ العالمين، والسلام.[17] .

6717- الغارات عن أبي عبدالرحمن السلمي- في ذکر عزم الإمام عليه السلام علي حرب معاوية ثانياً وقوله لأصحابه-: أشيروا عليَّ برجل يحشر الناس من السواد ومن القري ومن محشرهم.

فقال سعيد بن قيس: أما واللَّه أشير عليک بفارس العرب الناصح، الشديد علي عدوّک.

قال له: من؟

قال: معقل بن قيس الرياحي.

قال: أجل، فدعاه فسرّحه في حشر الناس من السواد إلي الکوفة، فلم يقدم حتي اُصيب أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه وسلامه.[18] .



صفحه 309، 310، 311.





  1. تُسْتَر: هو تعريب «شوشتَر» ؛ وهي من مدن إيران في محافظة خوزستان، وهي قريبة من مدينة دزفول.
  2. شرح نهج البلاغة: 92:15 و ج 39:16.
  3. الجمل: 321.
  4. وقعة صفّين: 117.
  5. وقعة صفّين: 195؛ تاريخ الطبري: 574:4، الکامل في التاريخ: 366:2.
  6. البداية والنهاية: 289:7، تاريخ الطبري: 85:5، الکامل في التاريخ: 405:2.
  7. تهذيب الأحکام: 551:139:10، الغارات: 348:1 تا 364، تاريخ اليعقوبي: 195:2؛ تاريخ الطبري: 121:5 تا 128، الکامل في التاريخ: 419:2 تا 421.
  8. الغارات: 511:2.
  9. الغارات: 638:2؛ الأخبار الطوال: 213.
  10. أنساب الأشراف: 175:5.
  11. أنساب الأشراف: 176:5 و 177، تاريخ الطبري: 206:5، الکامل للمبرّد: 1163:3، الکامل في التاريخ: 465:2، شرح نهج البلاغة: 92:15.
  12. الأمالي للطوسي: 293:174، الغارات: 638:2.
  13. شرح نهج البلاغة: 92:15.
  14. العِلج: الرجل من کفّار العجم وغيرهم (النهاية: 286:3).
  15. الغارات: 353:1؛ تاريخ الطبري: 123:5 عن عبداللَّه بن فقيم، البداية والنهاية: 317:7 نحوه وراجع الکامل في التاريخ: 421:2.
  16. تَذْفِيف الجريح: الإجهازُ عليه وتحرِيرُ قَتله (النهاية: 162:2).
  17. الغارات: 354:1؛ تاريخ الطبري: 124:5 عن عبداللَّه قعين.
  18. الغارات: 638:2، الأمالي للطوسي: 293:174 عن ربيعة بن ناجذ نحوه.