محمد بن ابي حذيفة











محمد بن ابي حذيفة



هو محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة العبشمي أبوالقاسم، حفيد عتبة بن

[صفحه 296]

ربيعة-[1] أحد أقطاب المشرکين-[2] وابن خال معاوية.[3] .

ولد في الحبشة حين هاجر أبوه إليها،[4] ولمّا استشهد أبوه نشأ في أحضان عثمان بن عفّان.[5] .

والعجيب أنّه کان أحد المعارضين المحادّين لعثمان حين ثارت الاُمّة ضدّه،[6] وهو الذي حرّض المصريّين علي الثورة ضدّ عثمان،[7] واشترک في محاصرة داره.[8] .

کان من أصحاب الإمام عليّ عليه السلام.[9] ولمّا عزل والي مصر تولّي حکومتها حتي نصب الإمام عليه السلام قيس بن سعد.[10] .

[صفحه 297]

ولمّا تسلّط معاوية علي مصر اُلقي عليه القبض وسجن، بيد أنّه تمکّن من الفرار، ثمّ قتل بأمر معاوية.[11] .

6702- رجال الکشّي عن أمير بن عليّ عن الإمام الرضا عليه السلام: کان أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: إنّ المحامدة تأبي أن يُعصي اللَّه عزّ وجلّ.

قلت: ومَن المحامدة؟

قال: محمّد بن جعفر، ومحمّد بن أبي بکر، ومحمّد بن أبي حذيفة، ومحمّد بن أميرالمؤمنين عليه السلام. أمّا محمّد بن أبي حذيفة هو ابن عتبة بن ربيعة، وهو ابن خال معاوية.[12] .

6703- تاريخ الطبري عن الزهري: خرج محمّد بن أبي حذيفة ومحمّد بن أبي بکر عام خرج عبد اللَّه بن سعد، فأظهرا عيب عثمان، وما غيّر، وما خالف به أبا بکر وعمر، وأنّ دم عثمان حلال.

ويقولان: استعمل عبد اللَّه بن سعد رجلاً کان رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم أباح دمه ونزل القرآن بکفره، وأخرج رسولُ اللَّه صلي الله عليه و سلم قوماً وأدخلهم، ونزع أصحابَ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم واستعمل سعيد بن العاص وعبد اللَّه بن عامر.

فبلغ ذلک عبد اللَّه بن سعد، فقال: لا ترکبا معنا، فرکبا في مرکب ما فيه أحد من المسلمين، ولقوا العدوّ، وکانا أکلَّ المسلمين قتالاً، فقيل لهما في ذلک، فقالا: کيف نقاتل مع رجل لا ينبغي لنا أن نحکّمه! عبد اللَّه بن سعد استعمله عثمان،

[صفحه 298]

وعثمان فعل وفعل، فأفسدا أهل تلک الغزاة، وعابا عثمان أشدّ العيب.[13] .

6704- الغارات عن عليّ بن محمّد بن أبي سيف: إنّ محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبدشمس اُصيب لمّا فتح عمرو بن العاص مصر، فبعث به إلي معاوية بن أبي سفيان وهو يومئذٍ بفلسطين، فحبسه معاوية في سجن له فمکث فيه غير کثير، ثمّ إنّه هرب- وکان ابن خال معاوية- فأري معاوية الناس أنّه کره انفلاته من السجن، فقال لأهل الشام: من يطلبه؟

وقد کان معاوية فيما يرون يحب أن ينجو، فقال رجل من خثعم يقال له: عبيد الله بن عمرو بن ظلام، وکان شجاعاً وکان عثمانيّاً: أنا أطلبه، فخرج في خيله فلحقه بحوّارين[14] وقد دخل في غارٍ هناک، فجاءت حمر تدخله وقد أصابها المطر، فلمّا رأت الرجل في الغار فزعت منه فنفرت.

فقال حمّارون- کانوا قريباً من الغار-:

واللَّه إنّ لنفر هذه الحمر من الغار لشأناً، ما نفّرها من هذا الغار إلّا أمر، فذهبوا ينظرون، فإذا هم به فخرجوا، فوافاهم عبيد اللَّه بن عمرو بن ظلام فسألهم عنه ووصفه لهم، فقالوا له: ها هوذا في الغار، فجاء حتي استخرجه، وکره أن يحمله إلي معاوية فيخلّي سبيله، فضرب عنقه، رحمه اللَّه تعالي.[15] .

6705- رجال الکشّي: کان محمّد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة مع عليّ بن

[صفحه 299]

أبي طالب عليه السلام ومن أنصاره وأشياعه، وکان ابن خال معاوية، وکان رجلاً من خيار المسلمين، فلمّا توفّي عليّ عليه السلام أخذه معاوية وأراد قتله، فحبسه في السجن دهراً، ثمّ قال معاوية ذات يوم: ألا نرسل إلي هذا السفيه محمّد بن أبي حذيفة فنُبکِته،[16] ونخبره بضلاله، ونأمره أن يقوم فيسبّ عليّاً؟

قالوا: نعم.

فبعث إليه معاوية فأخرجه من السجن، فقال له معاوية: يا محمّد بن أبي حذيفة أ لم يأن لک أن تبصر ما کنت عليه من الضلالة بنصرتک عليّ بن أبي طالب...

قال: واللَّه إنّي لأشهد إنّک منذ عرفتک في الجاهليّة والإسلام لعلي خلق واحد ما زاد الإسلام فيک قليلاً ولا کثيراً، وإنّ علامة ذلک فيک لبيّنة تلومني علي حبّي عليّاً، کما خرج مع عليّ کلّ صوّام قوّام مهاجري وأنصاري، وخرج معک أبناء المنافقين والطلقاء والعتقاء، خدعتهم عن دينهم، وخدعوک عن دنياک، واللَّه يا معاوية ما خفي عليک ما صنعت، وما خفي عليهم ما صنعوا، إذ أحلّوا أنفسهم بسخط اللَّه في طاعتک، واللَّه لا أزال اُحبّ عليّاً للَّه، واُبغضک في اللَّه وفي رسوله أبداً ما بقيت.

قال معاوية: وإنّي أراک علي ضلالک بعد، ردّوه، فردّوه وهو يقرأُ في السجن: «رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ»،[17] فمات في السجن.[18] .

[صفحه 300]



صفحه 296، 297، 298، 299، 300.





  1. الطبقات الکبري: 84:3، سير أعلام النبلاء: 103:480:3، الاستيعاب: 2354:425:3، اُسد الغابة: 4720:82:5.
  2. سير أعلام النبلاء: 103:480:3، المستدرک علي الصحيحين: 247:3.
  3. رجال الکشّي: 125/286/1، الغارات: 328/1؛ تاريخ الطبري: 106/5، اُسد الغابة: 4720/82/5.
  4. الطبقات الکبري: 84:3، المعارف لابن قتيبة: 272، تاريخ الإسلام للذهبي: 602:3، سير أعلام النبلاء: 103:479:3.
  5. المعارف لابن قتيبة: 272، تاريخ الإسلام للذهبي: 602:3، سير أعلام النبلاء: 103:480:3 الاستيعاب: 2354:426:3.
  6. الاستيعاب: 2354:426:3، اُسد الغابة: 4720:82:5، أنساب الأشراف: 163:6، تاريخ الطبري: 292:4، الکامل في التاريخ: 352:2.
  7. الطبقات الکبري: 84:3، أنساب الأشراف: 164:6، تاريخ الطبري: 292:4، الکامل في التاريخ: 352:2 و 353.
  8. اُسد الغابة: 82:5 و 4720:83.
  9. رجال الطوسي: 821:82 رجال الکشّي: 126:286:1.
  10. تاريخ الطبري: 546:4، الکامل في التاريخ: 352:2 و 353، اُسد الغابة: 4720:83:5، سير أعلام النبلاء: 103:480:3.
  11. تاريخ الطبري: 106:5، الکامل في التاريخ: 353:2، اُسد الغابة: 4720:83:5؛ الغارات: 328:1 و 329، رجال الکشّي: 126:288:1 وفيه «مات في السجن».
  12. رجال الکشّي: 125:286:1.
  13. تاريخ الطبري: 292:4، الکامل في التاريخ: 254:2 نحوه.
  14. حُوّاريْن: من قري حلب، معروفة. وحُوّارين: حصن من ناحية حمص (معجم البلدان: 315:2).
  15. الغارات: 327:1؛ تاريخ الطبري: 106:5 عن هشام بن محمّد الکلبي نحوه وراجع الکامل في التاريخ: 353:2.
  16. التَّبْکيت: التَّقريع والتَّوبيخ (النهاية: 148:1).
  17. يوسف: 33.
  18. رجال الکشّي: 126:286:1.