كميل بن زياد











کميل بن زياد



هو کميل بن زياد بن نُهَيک النخعي الکوفي من أصحاب الإمامين أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام،[1] وأبي محمّد الحسن عليه السلام.[2] .

عُدّ من ثقات أصحاب الإمام عليّ عليه السلام،[3] وقيل في حقّه: کان شجاعاً فاتکاً، وزاهداً عابداً.[4] .

کان في مقدّمة الکوفيّين الثائرين علي عثمان،[5] فأقصاه عثمان مع عدّة إلي الشام.[6] ولمّا کانت حرب صفّين شارک فيها مع أهل الکوفة.[7] .

ولّاه الإمام علي هيت، فلم يتحمّل عِبْأها، بل کان ضعيفاً في ولايته، فعاتبه الإمام علي ذلک.[8] روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام،[9] وممّا رواه الدعاء المشهور ب «دعاء کميل».[10] لم يرد ذکره في واقعة کربلاء، ولا في ثورة التوّابين والمختار.

[صفحه 273]

استشهد کميل- والذي کان من جملة العبّاد الثمانية المشهورين في الکوفة-[11] في سنة 82 ه[12] علي يد الحجّاج لعنه اللَّه.[13] .

6680- شرح نهج البلاغة: کان کميل بن زياد عامل عليّ عليه السلام علي هيت،[14] وکان ضعيفاً، يمرّ عليه سرايا معاوية تنهب أطراف العراق ولا يردّها، ويحاول أن يجبر ما عنده من الضعف بأن يُغير علي أطراف أعمال معاوية، مثل قرقيسيا[15] وما يجري مجراها من القري التي علي الفرات.

فأنکر عليه السلام ذلک من فعله، وقال: إنّ من العجز الحاضر أن يُهمل الوالي ما وَلِيه، ويتکلّفَ ما ليس من تکليفه.[16] .

6681- الإمام عليّ عليه السلام- في کتابه إلي کميل بن زياد النخعي، وهو عامله علي هيت، ينکر عليه ترکه دفْع من يجتاز به من جيش العدوّ طالباً الغارة-: أمّا بعد، فإنّ تضييع المرء ما وُلّي، وتکلّفه ما کُفي، لعجزٌ حاضر، ورأيٌ مُتبَّر![17] وإنّ تعاطيک الغارة علي أهل قرقيسيا، وتعطيلک مَسالِحک[18] التي ولّيناک- ليس بها

[صفحه 274]

من يمنعها، ولا يَردّ الجيشَ عنها- لرأيٌ شَعاع![19] فقد صرتَ جسراً لمن أراد الغارة من أعدائک علي أوليائک، غيرَ شديد المَنکِب، ولا مَهيبِ الجانب، ولا سادٍّ ثُغرة، ولا کاسرٍ لعدوٍّ شوکة، ولا مُغْنٍ عن أهل مِصره، ولا مُجْزٍ عن أميره![20] .

6682- الإرشاد عن المغيرة: لمّا وُلّي الحجّاج طلب کميلَ بن زياد، فهرب منه، فحرم قومَه عطاءهم، فلمّا رأي کميل ذلک قال: أنا شيخ کبير قد نفد عمري؛ لا ينبغي أن أحرم قومي عطيّاتهم، فخرج فدفع بيده إلي الحجّاج، فلمّا رآه قال له: لقد کنت اُحبّ أن أجد عليک سبيلاً!

فقال له کميل: لا تَصْرِفْ[21] عليَّ أنيابک، ولا تَهدَّمْ[22] عليَّ، فواللَّه ما بقي من عمري إلّا مثل کواسل[23] الغبار، فاقضِ ما أنت قاضٍ، فإنّ الموعد اللَّه، وبعد القتل الحساب، ولقد خبّرني أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام أنّک قاتلي.

فقال له الحجّاج: الحجّة عليک إذاً!

فقال کميل: ذاک إن کان القضاء إليک!

قال: بلي، قد کنتَ فيمن قتل عثمان بن عفّان! اضربوا عنقه. فضُربت عنقه.[24] .

[صفحه 275]



صفحه 273، 274، 275.





  1. رجال الطوسي: 792:80، رجال البرقي: 6؛ تهذيب الکمال: 4996:219:24.
  2. رجال الطوسي: 946:95.
  3. کشف المحجّة:236؛ تهذيب الکمال: 4996:219:24، الإصابة: 7516:486:5.
  4. البداية والنهاية: 46:9.
  5. أنساب الأشراف: 139:6، تاريخ الطبري: 326:4.
  6. تاريخ الطبري: 323:4 و ص 326.
  7. الطبقات الکبري: 179:6، الإصابة: 7516:486:5، تاريخ دمشق: 249:50.
  8. نهج البلاغة: الکتاب 61؛ أنساب الأشراف: 231:3.
  9. نهج البلاغة: الحکمة 147، تاريخ اليعقوبي: 205:2؛ تهذيب الکمال: 4996:220:24، تاريخ دمشق: 5829:251:50.
  10. مصباح المتهجّد: 910:844.
  11. تهذيب الکمال: 4996:219:24، تاريخ دمشق: 250:50.
  12. الطبقات لخليفة بن خيّاط: 1058:249، تاريخ دمشق: 257:50، تاريخ الطبري: 365:6 وفيه «سنة 83 ه».
  13. الإرشاد: 327:1؛ تهذيب الکمال: 4996:219:24، الطبقات الکبري: 179:6، الطبقات لخليفة بن خيّاط: 1058:249، الإصابة: 7516:486:5، البداية والنهاية: 46:9.
  14. هِيْت: بلدة في العراق علي الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (معجم البلدان: 421:5).
  15. قَرْقيسياء: بلد في العراق علي نهر الخابور قرب صفّين والرَّقّة، وعندها مصبّ الخابور في الفرات (راجع معجم البلدان: 328:4).
  16. شرح نهج البلاغة: 149:17.
  17. أي مُهْلَک (لسان العرب: 88:4).
  18. جمع مَسلَحة؛ وهي کالثغر والمَرْقَب يکون فيه أقوام يَرقُبون العدوَّ لئلّا يَطرُقهم علي غَفلة؛ فإذا رأوه أعلموا أصحابهم ليتأهَّبوا له (النهاية: 388:2).
  19. أي متفرِّق (النهاية: 481:2).
  20. نهج البلاغة: الکتاب 61 وراجع أنساب الأشراف: 231:3.
  21. الصَّرِيْف: صَوت الأنياب. وصَرَف نابَه وبِنابِه: حَرَقه [: حَکَّه] فسمعت له صوتاً (لسان العرب: 191/9).
  22. من المجاز: تَهَدَّم عليه غَضَباً؛ إذا تَوَعَّدَهُ. وفي الصِّحاح: اشتدَّ غَضَبُه (تاج العروس: 744:17).
  23. کأنّها بقايا الغبار التي کسلت عن أوائله.
  24. الإرشاد: 327:1؛ الإصابة: 7516:486:5 نحوه وراجع تاريخ الطبري: 404:4 وتاريخ دمشق: 256:50.