قنبر مولي أميرالمؤمنين











قنبر مولي أميرالمؤمنين



غلام أميرالمؤمنين عليه السلام، ومُرافقه. غالباً ما يرِد ذکره بالخير في أقضية الإمام عليه السلام.[1] وکان ملازماً له مقيماً لحدوده ومنفّذاً لأوامره. وذُکر أنّه کان من السابقين الذين عرفوا حقّ أميرالمؤمنين عليه السلام[2] وثبتوا علي الذود عن حقّ الولاية.[3] دفع إليه الإمام عليه السلام لواءً يوم صفّين في قبال غلام عمرو بن العاص الذي کان قد رفع لواءً.[4] .

استدعاه الحجّاج وأمر بقتله، بسبب وفائه وعشقه الصادق الخالص للإمام عليّ عليه السلام. وکان عند استشهاده يتلو آيةً من القرآن الکريم أخزي بها الحجّاج وأضرابه.[5] .

6654- الإمام الصادق عليه السلام: کان قنبر غلام عليّ يحبّ عليّاً عليه السلام حبّاً شديداً، فإذا خرج عليّ صلوات اللَّه عليه خرج علي أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لک؟

[صفحه 252]

فقال: جئت لأمشي خلفک يا أميرالمؤمنين.

قال: ويحک أ مِن أهل السماء تحرسني أو من أهل الأرض؟!

فقال:لا، بل من أهل الأرض.

فقال: إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئاً إلّا بإذن اللَّه من السماء، فارجع. فرجع.[6] .

6655- الإرشاد: ما رواه أصحاب السيرة من طرق مختلفة: إنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: اُحبّ أن اُصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب فأتقرّب إلي اللَّه بدمه!!

فقيل له: ما نعلم أحداً کان أطول صحبةً لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه فاُتي به، فقال له: أنت قنبر؟

قال: نعم.

قال: أبو همدان؟

قال: نعم.

قال: مولي عليّ بن أبي طالب؟

قال: اللَّه مولاي، وأميرالمؤمنين عليّ وليّ نعمتي.

قال: ابرأ من دينه.

قال: فإذا برئت من دينه تدلّني علي دينٍ غيره أفضل منه؟

فقال: إنّي قاتلک، فاختر أيّ قتلة أحبّ إليک.

قال: قد صيّرت ذلک إليک.

قال: ولِمَ؟

[صفحه 253]

قال: لأنّک لا تقتلني قتلةً إلّا قتلتک مثلها، ولقد خبّرني أميرالمؤمنين عليه السلام أنّ منيّتي تکون ذبحاً ظلماً بغير حقّ.

قال: فأمر به فذُبح.[7] .

6656- الإمام الهادي عليه السلام: إنّ قنبراً مولي أميرالمؤمنين عليه السلام دخل علي الحجّاج بن يوسف، فقال له: ما الذي کنت تلي من عليّ بن أبي طالب؟

فقال: کنت اُوضّئهُ.

فقال له: ما کان يقول إذا فرغ من وضوئه؟

فقال: کان يتلو هذه الآية: «فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُکِّرُواْ بِهِ ي فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَ بَ کُلِّ شَيْ ءٍ حَتَّي إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ اُوتُواْ أَخَذْنَهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ »[8] .

فقال الحجّاج: أظنّه کان يتأوّلها علينا؟

قال: نعم.

فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتک؟

قال: إذن اُسعدَ وتشقي. فأمر به.[9] .



صفحه 252، 253.





  1. راجع: القسم الثاني عشر/نماذج من قضاياه بعد النبيّ، ونماذج من قضاياه في إمارته.
  2. رجال الکشّي: 128:288:1 و129، الاختصاص: 73.
  3. الاختصاص: 7.
  4. تاريخ الطبري: 563:4، الکامل في التاريخ: 361:2.
  5. رجال الکشّي: 130:290:1، الإرشاد: 328:1.
  6. الکافي: 10:59:2 عن عبدالرحمن العرزمي عن أبيه.
  7. الإرشاد: 328:1.
  8. الأنعام: 44 و 45.
  9. رجال الکشّي: 130:290:1 عن أحکم بن يسار، تفسير العيّاشي: 22:359:1.