قنبر مولي أميرالمؤمنين
استدعاه الحجّاج وأمر بقتله، بسبب وفائه وعشقه الصادق الخالص للإمام عليّ عليه السلام. وکان عند استشهاده يتلو آيةً من القرآن الکريم أخزي بها الحجّاج وأضرابه.[5] . 6654- الإمام الصادق عليه السلام: کان قنبر غلام عليّ يحبّ عليّاً عليه السلام حبّاً شديداً، فإذا خرج عليّ صلوات اللَّه عليه خرج علي أثره بالسيف، فرآه ذات ليلة فقال: يا قنبر ما لک؟ [صفحه 252] فقال: جئت لأمشي خلفک يا أميرالمؤمنين. قال: ويحک أ مِن أهل السماء تحرسني أو من أهل الأرض؟! فقال:لا، بل من أهل الأرض. فقال: إنّ أهل الأرض لا يستطيعون لي شيئاً إلّا بإذن اللَّه من السماء، فارجع. فرجع.[6] . 6655- الإرشاد: ما رواه أصحاب السيرة من طرق مختلفة: إنّ الحجّاج بن يوسف الثقفي قال ذات يوم: اُحبّ أن اُصيب رجلاً من أصحاب أبي تراب فأتقرّب إلي اللَّه بدمه!! فقيل له: ما نعلم أحداً کان أطول صحبةً لأبي تراب من قنبر مولاه، فبعث في طلبه فاُتي به، فقال له: أنت قنبر؟ قال: نعم. قال: أبو همدان؟ قال: نعم. قال: مولي عليّ بن أبي طالب؟ قال: اللَّه مولاي، وأميرالمؤمنين عليّ وليّ نعمتي. قال: ابرأ من دينه. قال: فإذا برئت من دينه تدلّني علي دينٍ غيره أفضل منه؟ فقال: إنّي قاتلک، فاختر أيّ قتلة أحبّ إليک. قال: قد صيّرت ذلک إليک. قال: ولِمَ؟ [صفحه 253] قال: لأنّک لا تقتلني قتلةً إلّا قتلتک مثلها، ولقد خبّرني أميرالمؤمنين عليه السلام أنّ منيّتي تکون ذبحاً ظلماً بغير حقّ. قال: فأمر به فذُبح.[7] . 6656- الإمام الهادي عليه السلام: إنّ قنبراً مولي أميرالمؤمنين عليه السلام دخل علي الحجّاج بن يوسف، فقال له: ما الذي کنت تلي من عليّ بن أبي طالب؟ فقال: کنت اُوضّئهُ. فقال له: ما کان يقول إذا فرغ من وضوئه؟ فقال: کان يتلو هذه الآية: «فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُکِّرُواْ بِهِ ي فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَ بَ کُلِّ شَيْ ءٍ حَتَّي إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ اُوتُواْ أَخَذْنَهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ »[8] . فقال الحجّاج: أظنّه کان يتأوّلها علينا؟ قال: نعم. فقال: ما أنت صانع إذا ضربت علاوتک؟ قال: إذن اُسعدَ وتشقي. فأمر به.[9] .
غلام أميرالمؤمنين عليه السلام، ومُرافقه. غالباً ما يرِد ذکره بالخير في أقضية الإمام عليه السلام.[1] وکان ملازماً له مقيماً لحدوده ومنفّذاً لأوامره. وذُکر أنّه کان من السابقين الذين عرفوا حقّ أميرالمؤمنين عليه السلام[2] وثبتوا علي الذود عن حقّ الولاية.[3] دفع إليه الإمام عليه السلام لواءً يوم صفّين في قبال غلام عمرو بن العاص الذي کان قد رفع لواءً.[4] .
صفحه 252، 253.