ابورافع مولي رسول اللَّه
کان غلاماً للعبّاس عمّ النبيّ صلي الله عليه و سلم،[2] ثمّ وهبه العبّاس للنبيّ صلي الله عليه و سلم.[3] ولمّا أسلم العبّاس وبلّغ أبورافع رسولَ اللَّه صلي الله عليه و سلم بإسلامه أعتقه.[4] . [صفحه 34] شهد أبورافع حروب النبيّ صلي الله عليه و سلم کلّها إلّا بدراً.[5] ووقف بعده إلي جانب الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام ثابت العقيدة ولم يفارقه.[6] وهو أحد رواة حديث الغدير.[7] .وعُدّ من أبرار الشيعة وصالحيهم.[8] وکان مع الإمام عليه السلام أيضاً في جميع معارکه.[9] . وکان مسؤولاً عن بيت ماله عليه السلام بالکوفة.[10] وولداه عبيد اللَّه[11] وعليّ[12] من کُتّابه عليه السلام. ولأبي رافع کتاب کبير عنوانه «السُّنن والقضايا والأحکام»،[13] يشتمل علي الفقه في أبوابه المختلفة، رواه جمع من المحدّثين الکبار وفيهم ولده. وله کتب اُخري منها کتاب «أقضية أميرالمؤمنين»، و «کتاب الديات» وغيرهما، ويعتقد بعض العلماء أنّها قاطبةً أبواب ذلک الکتاب الکبير وفصوله.[14] وذهب أبورافع مع الإمام الحسن عليه السلام إلي المدينة بعد استشهاد الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.[15] ووضع [صفحه 35] الإمام الحسن المجتبي عليه السلام نصف بيت أبيه تحت تصرّفه. وروي أبورافع عن رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم أيضاً.[16] وذکر البعض أنّه توفّي سنة 40 ه.[17] . 6399- رجال النجاشي عن أبي رافع: دخلت علي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم وهو نائم، أو يوحي إليه، وإذا حيّة في جانب البيت، فکرهت أن أقتلها فاُوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحيّة، حتي إن کان منها سوء يکون إليّ دونه، فاستيقظَ وهو يتلو هذه الآية: «إِنَّمَا وَلِيُّکُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِينَء َامَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَوةَ وَيُؤْتُونَ الزَّکَوةَ وَهُمْ رَ کِعُونَ».[18] . ثمّ قال: الحمد للَّه الذي أکمل لعليّ عليه السلام مُنيته، وهنيئاً لعليّ عليه السلام بتفضيل اللَّه إيّاه، ثمّ التفت، فرآني إلي جانبه، فقال: ما أضجعک هاهنا يا أبارافع؟ فأخبرته خبر الحيّة، فقال: قم إليها فاقتلها، فقتلتها. ثمّ أخذ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم بيدي فقال: يا أبارافع کيف أنت وقوم يقاتلون عليّاً عليه السلام هو علي الحقّ وهم علي الباطل! يکون في حقّ اللَّه جهادهم، فمن لم يستطِع جهادهم فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلک شي ء، فقلت: ادعُ لي إن أدرکتهم أن يُعينني اللَّه ويُقوّيني علي قتالهم، فقال: اللهمّ إن أدرکهم فقوِّه وأعِنْه. ثمّ خرج إلي الناس، فقال: يا أيّها الناس! من أحبّ أن ينظر إلي أميني علي نفسي وأهلي، فهذا أبورافع أميني علي نفسي.[19] . [صفحه 36] 6400- رجال النجاشي عن عون بن عبيد اللَّه بن أبي رافع: لمّا بويع عليّ عليه السلام وخالفه معاوية بالشام، وسار طلحة والزبير إلي البصرة، قال أبورافع: هذا قول رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، سيقاتل عليّاً عليه السلام قوم يکون حقّاً في اللَّه جهادهم. فباع أرضه بخيبر وداره، ثمّ خرج مع عليّ عليه السلام وهو شيخ کبير له خمس وثمانون سنة، وقال: الحمد للَّه، لقد أصبحت لا أحد بمنزلتي، لقد بايعت البيعتين، بيعة العقبة، وبيعة الرضوان، وصلّيت القبلتين، وهاجرت الهجر الثلاث، قلت: وما الهجر الثلاث، قال: هاجرت مع جعفر بن أبي طالب إلي أرض الحبشة، وهاجرت مع رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم إلي المدينة، وهذه الهجرة مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام إلي الکوفة، فلم يزل مع عليّ عليه السلام حتي استشهد عليّ عليه السلام، فرجع أبورافع إلي المدينة مع الحسن عليه السلام، ولا دار له بها ولا أرض، فقسم له الحسن عليه السلام دار عليّ عليه السلام بنصفين، وأعطاه سُنُح:[20] أرض أقطعه إيّاها، فباعها عبيد اللَّه بن أبي رافع من معاوية بمائة ألف وسبعين ألفاً.[21] .
غَلَبتْ عليه کنيتُه، واختُلف في اسمه، فقيل: أسلمُ؛ وهو أشهر ما قيل فيه، وقيل: إبراهيم،[1] وقيل غير ذلک. أحد الوجوه البارزة في التشيّع، ومن السابقين إلي التأليف والتدوين والعلم، وأحد صحابة الإمام الأبرار.
صفحه 34، 35، 36.