عبدالله بن هاشم بن عتبه بن ابي وقاص
اُخذ إلي معاوية أسيراً بعد شهادة أميرالمؤمنين، وتحدّث بشجاعة وثبات، فردّ علي ما نطق به عمرو بن العاص من کلمات بذيئة وأخزاه.[4] وهذا الحوار دليل علي شهامته، وقوّته، وشجاعته العجيبة. أمضي مدّةً في سجن معاوية. 6588- وقعة صفّين عن عمرو بن شمر: لمّا انقضي أمر صفّين، وسلّم الأمرَ الحسنُ عليه السلام إلي معاوية ووفدت عليه الوفود، اُشخص عبد اللَّه بن هاشم إليه أسيراً، فلمّا اُدخل عليه مثل بين يديه وعنده عمرو بن العاص، فقال: يا أميرالمؤمنين، هذا المختال ابن المرقال، فدونک الضبّ المُضبّ، المغترّ المفتون، فإنّ العصا من العُصَيّة، وإنّما تلد الحيّة حيّة، وجزاء السيّئة سيّئة مثلها. فقال له ابن هاشم: ما أنا بأوّل رجل خذله قومه، وأدرکه يومه. فقال معاوية: تلک ضغائن صفّين وما جني عليک أبوک، فقال عمرو: أمکنّي [صفحه 203] منه فأشخب أوداجه[5] علي أثباجه.[6] . فقال له ابن هاشم: فهلّا کانت هذه الشجاعة منک يابن العاص أيّام صفّين حين ندعوک إلي النزال، وقد ابتلّت أقدام الرجال من نقيع الجريال،[7] وقد تضايقت بک المسالک، وأشرفت فيها علي المهالک. وايم اللَّه لولا مکانک منه لنشبت لک منّي خافية أرميک من خلالها أحدّ من وقع الأشافي،[8] فإنّک لا تزال تکثر في هوسک، وتخبط في دهشک، وتنشب في مرسک، تخبّط العشواء في الليلة الحندس الظلماء. قال: فأعجب معاوية ما سمع من کلام ابن هاشم، فأمر به إلي السجن وکفّ عن قتله.[9] .
نجل البطل العظيم في ساحة الوغي، والعابد ذي القلب السليم في جيش أمير المؤمنين عليه السلام هاشم بن عتبة.[1] رفع الراية بعد أبيه،[2] وألقي خطبة حماسيّة أمام جيش معاوية، وصف فيها أباه، وذکر منزلة الإمام الرفيعة، وکشف عن حقيقة معاوية. ثمّ حمل علي العدوّ.[3] .
صفحه 203.