عبدالله بن جعفر بن ابي طالب
کان له من العمر سبع سنين عندما جاء إلي المدينة مع أبيه. ولمّا نظر إليه رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم تبسّم وبسط يده، فبايعه عبد اللَّه.[5] . [صفحه 186] استشهد والده جعفر في مؤتة، فتکفّل النبيّ صلي الله عليه و سلم تربيته.[6] . کان أخاً لمحمّد بن أبي بکر، ويحيي بن عليّ بن أبي طالب من جهة الاُمّ.[7] وکانت تربطه بآل الرسول صلي الله عليه و سلم وشيجة قويّة. وهو زوج زينب بنت عليّ عليه السلام. شهد صفّين مع عمّه أميرالمؤمنين عليه السلام.[8] ولم يأذن له بالقتال. وعندما عاد إلي الکوفة قال عليه السلام:... لئلّا ينقطع به نسل بني هاشم.[9] وکان عبد اللَّه طويل الباع، فصيح اللسان، ثابتاً علي الحقّ. عدّه المؤرّخون وأصحاب التراجم من أجواد العرب المشهورين،[10] بل من أسخاهم.[11] وذکروا قصصاً في ذلک،[12] من هنا سُمّي «بحر الجود».[13] . کان يُصحر بالحقّ في مواطن کثيرة، ويرعي المنزلة الرفيعة لأمير المؤمنين عليه السلام وآل الرسول صلي الله عليه و سلم. ولم يسکت عن الطعن في «الشجرة الملعونة» الاُمويّين علي مرأي ومسمع منهم،[14] مع هذا کلّه کان معاوية يکرمه.[15] . [صفحه 187] وکان مع الحسنين عليهماالسلام بعد استشهاد أبيهما، وتبعهما بصدق. وکان يتأسّف علي عدم حضوره في کربلاء، لکنّه کان يفتخر ويعتز باستشهاد أولاده مع الحسين عليه السلام.[16] . توفّي عبد اللَّه بالمدينة سنة 80 ه عام الجُحاف[17] [18] وهو ابن ثمانين سنة.[19] .
عبد اللَّه بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي يُکني أباجعفر من صحابة النبيّ صلي الله عليه و سلم.[1] وعندما هاجرت أوّل مجموعة من المسلمين إلي الحبشة، کان جعفر بن أبي طالب المشهور بذي الجناحين،[2] وزوجته أسماء بنت عميس معهم،[3] وولد عبد اللَّه هناک.[4] .
صفحه 186، 187.