عامر بن واثله
وکان يقول: أنا آخر من بقي ممّن کان رأي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم.[4] توفّي سنة 100 ه.[5] . [صفحه 179] کان من أصحاب عليّ عليه السلام[6] وثقاته[7] ومحبّيه[8] وشيعته[9] وشهد معه جميع حروبه.[10] . کان له حظّ وافر من الخطابة، وکان ينشد الشعر الجميل. کما کان مقاتلاً باسلاً في الحروب. خطب في صفّين کثيراً، وذهب إلي العسکر ومدح عليّاً عليه السلام بشعره النابع من شعوره الفيّاض. وافتخر بصمود أصحاب الإمام، وقدح في أصحاب الفضائح من الاُمويّين وأخزاهم.[11] وذکره نصر بن مزاحم بأ نّه من «مخلصي الشيعة»، وأخبر عن مواقفه الرائعة.[12] . کان عامر بن واثلة حامل لواء المختار، عندما نهض للثأر بدم الإمام الحسين عليه السلام.[13] وقيل: إنّه کان کيسانيّاً،[14] واختلف فيه.[15] والصحيح أ نّه رجع إن کان کيسانيّاً.[16] ساعدته مهارته في الکلام واستيعابه لمعارف الحقّ وإلمامه [صفحه 180] بکتاب اللَّه علي أن يتحدّث بصلابة، دفاعاً عن الحقّ، وتقريعاً لغير الکفوئين.[17] لقد کان شخصيّة عظيمة، ذکره أصحاب الرجال بإجلال وإکبار. وقال الذهبي في حقّه: کان ثقةً فيما ينقله، صادقاً، عالماً، شاعراً، فارساً، عُمِّر دهراً طويلاً.[18] . 6566- وقعة صفّين عن جابر الجعفي: سمعت تميم بن حذيم الناجي يقول: لمّا استقام لمعاوية أمره، لم يکن شي ء أحبّ إليه من لقاء عامر بن واثلة، فلم يزل يکاتبه ويلطف حتي أتاه، فلمّا قدم سأله عن عرب الجاهليّة. قال: ودخل عليه عمرو بن العاص ونفرٌ معه، فقال لهم معاوية: تعرفون هذا؟ هذا فارس صفّين وشاعرها، هذا خليل أباالحسن. ثمّ قال: يا أباالطفيل، ما بلغ من حبّک عليّاً؟ قال: حبّ اُمّ موسي لموسي. قال: فما بلغ من بکائک عليه؟ قال: بکاء العجوز المِقْلاتِ، والشيخ الرقوب[19] إلي اللَّه أشکو تقصيري. فقال معاوية: ولکنّ أصحابي هؤلاء لو کانوا سُئلوا عنّي ما قالوا فيَّ ما قلت في صاحبک. قال: إنّا واللَّه لا نقول الباطل. فقال لهم معاوية: لا واللَّه ولا الحقّ.[20] . 6567- سير أعلام النبلاء عن عبد الرحمن الهمداني: دخل أبوالطفيل علي [صفحه 181] معاوية، فقال: ما أبقي لک الدهر من ثُکلک عليّاً؟ قال: ثُکل العجوز المِقْلات والشيخ الرقوب. قال: فکيف حبّک له؟ قال: حبّ اُمّ موسي لموسي، وإلي اللَّه أشکو التقصير.[21] . 6568- الاستيعاب: قدم أبوالطفيل يوماً علي معاوية فقال له: کيف وجدک علي خليلک أبي الحسن؟ قال: کوجد اُمّ موسي علي موسي، وأشکو إلي اللَّه التقصير.[22] . 6569- تاريخ اليعقوبي: أتاه [عمرَ بن عبد العزيز] أبوالطفيل عامر بن واثلة وکان من أصحاب عليّ، فقال له: يا أميرالمؤمنين! لِمَ منعتني عطائي؟ فقال له: بلغني أ نّک صقلت سيفک، وشحذت سنانک، ونصّلت سهمک، وغلّفت قوسک، تنتظر الإمام القائم حتي يخرج، فإذا خرج وفّاک عطاءک. فقال: إنّ اللَّه سائلک عن هذا. فاستحيا عمر من هذا وأعطاه.[23] . 6570- تاريخ دمشق عن أبي عبد اللَّه الحافظ: سمعت أباعبد اللَّه- يعني محمّد بن يعقوب الأخرم- يقول وسُئل لِمَ ترک البخاري حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة؟ قال: لأ نّه کان يفرط في التشيّع.[24] . [صفحه 182]
عامر بن واثلة بن عبد اللَّه الکناني الليثي، أبوالطُّفَيل وهو بکنيته أشهر. ولد في السنة التي کانت فيها غزوة اُحد. أدرک ثماني سنين من حياة النبيّ صلي الله عليه و سلم،[1] ورآه،[2] وهو آخر من مات من الصحابة.[3] .
صفحه 179، 180، 181، 182.