ضرار بن ضمرة الضبابي











ضرار بن ضمرة الضبابي



6565- خصائص الأئمّة عليهم السلام: ذکروا أنّ ضرار بن ضمرة الضبابي دخل علي معاوية بن أبي سفيان وهو بالموسم فقال له: صف عليّاً.

قال: أ وَتعفني؟

قال: لابدّ أن تصفه لي.

[صفحه 177]

قال: کان واللَّه أمير المؤمنين عليه السلام، طويل المدي، شديد القوي، کثير الفکرة، غزير العبرة، يقول فصلاً ويحکم عدلاً، يتفجّر العلم من جوانبه، وتنطق الحکمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويأنس بالليل ووحشته، وکان فينا کأحدنا يجيبنا إذا دعوناه ويعطينا إذا سألناه، ونحن واللَّه مع قربه لا نکلّمه لهيبته، ولا ندنو منه تعظيماً له، فإن تبسّم فعن غير أشر[1] ولا اختيال، وإن نطق فعن الحکمة وفصل الخطاب، يعظّم أهل الدِّين، ويُحبّ المساکين، ولا يطمع الغنيّ في باطله، ولا يوئس الضعيف من حقّه، فأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخي الليل سدوله وهو قائم في محرابه، قابض علي لحيته يتململ تململ السليم ويبکي بکاء الحزين، ويقول: يا دنيا يا دنيا، إليک عنّي أ بي تعرّضت أم لي تشوّقت؟ لا حان حينک، هيهات غرّي غيري لا حاجة لي فيک، قد طلّقتک ثلاثاً لا رجعة فيها، فعيشک قصير، وخطرک يسير، وأملک حقير، آه من قلّة الزاد، وطول المجاز، وبُعد السفر، وعظيم المورد!

قال: فوکفت[2] دموع معاوية ما يملکها، ويقول: هکذا کان عليّ عليه السلام، فکيف حزنک عليه يا ضرار؟

قال: حزني عليه واللَّه حزن من ذُبح واحدُها في حجرها فلا ترقأ دمعتها ولا تسکن حرارتها.[3] .

راجع: القسم التاسع/عليّ عن لسان أصحابه/ضرار بن ضمرة.

[صفحه 178]



صفحه 177، 178.





  1. الأشَرُ: البَطَر. وقيل: أشدُّ البَطر (النهاية: 51:1).
  2. وَکَفَ الدَّمْعُ: إذا تَقَاطَر (النهاية: 220:5).
  3. خصائص الأئمّة عليهم السلام: 70، نهج البلاغة: الحکمة 77 وفيه من «فأشهد لقد رأيته» إلي «عظيم المورد»، عدّة الداعي: 195 وفي ذيله «فکيف کان حُبّک إيّاه؟ قال: کحبّ اُمّ موسي لموسي، وأعتذر إلي اللَّه من التقصير، قال: فکيف صبرک عنه يا ضرار؟ قال: صبرمن ذبح ولدها علي صدرها؛ فهي لا ترقأ عبرتها ولا تسکن حرارتها. ثمّ قام وخرج وهو باکٍ. فقال معاوية: أما إنّکم لو فقدتموني لما کان فيکم من يثني عليَّ من هذا الثناء. فقال له بعض من کان حاضراً: الصاحب علي قدر صاحبه»؛ مروج الذهب: 433:2 و ج 25:3 عن أبي مخنف وفيه ذيله، حلية الأولياء: 84:1، تاريخ دمشق: 401:24 کلاهما عن أبي صالح وکلّها نحوه وراجع المناقب لابن شهر آشوب: 103:2.