سعيد بن قيس الهمداني
[صفحه 141] المقاتل. ومن ثنائه عليه قال: يَقودُهمُ حامي الحقيقة ماجدٌ أشخصه الإمام عليه السلام إلي الأنبار[8] بعد معرکة صفّين لصدّ الغارات التي کان يشنّها سفيان بن عوف.[9] . وثبت سعيد علي صراط الحقّ بعد أمير المؤمنين عليه السلام، فکان من أصحاب الإمام الحسن عليه السلام، وبعثه الإمام الحسن عليه السلام ليخلف قيس بن سعد في قيادة الحرب ضدّ معاوية.[10] . مدحه أبو عمرو الکشّي بقوله: من التابعين الکبار ورؤسائهم وزهّادهم.[11] . توفّي سعيد بن قيس حوالي سنة 41 ه.[12] . 6531- الغارات- في ذکر غارة سفيان بن عوف علي الأنبار، واستنفار الإمام [صفحه 142] عليّ عليه السلام الناس، وقعود أصحابه-: فقام حجر بن عديّ الکندي وسعيد بن قيس الهمْداني فقالا: لا يسؤک اللَّه يا أميرالمؤمنين، مُرنا بأمرک نتّبعه، فوَاللَّه ما نعظم جزعاً علي أموالنا إن نفدت، ولا علي عشائرنا إن قتلت في طاعتک.[13] . 6532- الفتوح- في ذکر وقعة صفّين-: فقال سعيد بن قيس: واللَّه يا أميرالمؤمنين، ما نصرنا إلّا للَّه ولا أجبنا غيره، ولقد قاتلنا مع من ليس له مثل سابقتک ولا قرابتک، فارمِ بنا حيث شئت وأين أحببت، فنحن لک سامعون مطيعون. قال: فعندها أنشأ عليّ عليه السلام أبياتاً يقول: فلو کنتُ بوّاباً علي باب جنّة جزي اللَّه همدانَ الجنانَ فإنّهم 6533- تاريخ الطبري عن جبر بن نوف- بعد أن ذکر حثّ الإمام عليّ عليه السلام الناسَ للخروج إلي قتال أهل الشام، بعد حرب صفّين-: فقام سعيد بن قيس الهمْداني فقال: يا أميرالمؤمنين، سمعاً وطاعة، وودّاً ونصيحةً، أنا أوّل الناس جاء بما سألت وبما طلبت.[15] . 6534- الغارات عن أبي عبد الرحمن السلمي- أيضاً-: فقام إليه سعيد بن قيس الهمداني فقال: يا أميرالمؤمنين، واللَّه لو أمرتنا بالمسير إلي قسطنطينيّة وروميّة مُشاةً حُفاةً علي غير عطاء ولا قوّة، ما خالفتک أنا، ولا رجل من قومي. [صفحه 143] قال: فصدقتم جزاکم اللَّه خيراً.[16] .
کان مقاتلاً شجاعاً وبطلاً، شهد الجمل،[1] وصفّين.[2] جعله الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام أميراً علي همدان في الجمل[3] وصفّين.[4] وفي سياق خطبة بليغة خطبها في جماعة من أصحابه، کشف حقيقة الجيشين جيّداً وأظهر انقياده التامّ للإمام عليه السلام،[5] ودلّ علي عظمة جيش الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام الذي کان فيه ثُلّة من البدريّين. ثمّ بيّن منزلة الإمام الرفيعة بکلام رائع، وفضحَ معاوية وأخزاه مشيراً إلي السابقة السيّئة له ولأسلافه.[6] وقد أصحر بطاعته المطلقة للإمام عليه السلام بعبارات حماسيّة في مواطن کثيرة. وکان الإمام عليه السلام يُثني علي ذلک الرجل الزاهد
سعيدُ بن قيسٍ، والکريمُ محامِ[7] .
لقلتُ لهمْدانَ ادخلوا بسلامِ
سمامُ العِدي في کلّ يوم حمام[14] .
صفحه 141، 142، 143.