زيد بن صوحان
أسلم في عهد النبيّ صلي الله عليه و سلم فعُدَّ من الصحابة.[5] وله وفادة علي النبيّ صلي الله عليه و سلم.[6] . [صفحه 134] کان رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يذکره بخير، ويقول: «من سرّه أن ينظر إلي رجلٍ يسبقه بعض أعضائه إلي الجنّة فلينظر إلي زيد بن صوحان».[7] . وتحقّق هذا الکلام النبوي الذي کان فضيلة عظيمة لزيد في حرب جلولاء.[8] [9] . وکان لزيد لسان ناطق بالحقّ مبيّن للحقائق، فلم يُطق عثمان وجوده بالکوفة فنفاه إلي الشام.[10] وعندما بلور الثوّار تحرّکهم المناهض لعثمان، التحق بهم أهل الکوفة في أربع مجاميع؛ کان زيدٌ علي رأس أحدها.[11] واشترک في حرب الجمل،[12] وأخبر بشهادته.[13] کتبت إليه عائشة تدعوه إلي نُصرتها، فلمّا قرأ کتابها نطق بکلام رائع نابه، فقال: «اُمرَتْ بأمرٍ واُمرنا بغيره، فرکبت ما اُمرنا به، وأمرتنا أن نرکب ما اُمرت هي به! اُمرَت أن تقرّ في بيتها، واُمرنا أن نقاتل حتي [صفحه 135] لا تکون فتنة، والسلام».[14] . کان لساناً ناطقاً معبّراً في الدفاع عن أميرالمؤمنين عليه السلام، وکان له باعٌ في دعمه وحمايته. وخاطبه الإمام عليه السلام عندما جلس عند رأسه قائلاً: «رحمک اللَّه يا زيد قد کنت خفيف المؤونة، عظيم المعونة».[15] . 6519- تاريخ دمشق عن أبي سليمان: لمّا ورد علينا سلمان الفارسي أتيناه نستقرئه القرآن، فقال: إنّ القرآن عربي فاستقرئوه رجلاً عربيّاً. وکان يقرئنا زيد بن صوحان، ويأخذ عليه سلمان، فإذا أخطأ ردَّ عليه سلمان.[16] . 6520- تاريخ دمشق عن أبي قدامة: کان سلمان علينا بالمدائن، وهو أميرنا، فقال: إنّا اُمرنا أن لا نؤمّکم، تقدّم يا زيد، فکان زيد بن صوحان يؤمّنا ويخطبنا.[17] . 6521- الطبقات الکبري عن مِلْحان بن ثروان: إنّ سلمان کان يقول لزيد بن صوحان يوم الجمعة: قم فذکّر قومک.[18] . 6522- تاريخ بغداد عن حميد بن هلال: کان زيد بن صوحان يقوم الليل ويصوم النهار، وإذا کانت ليلة الجمعة أحياها، فإن کان ليکرهها إذا جاءت ممّا کان يلقي فيها، فبلغ سلمان ما کان يصنع، فأتاه فقال: أين زيد؟ قالت امرأته: ليس ها هنا، [صفحه 136] قال: فإنّي اُقسم عليک لما صنعت طعاماً، ولبست محاسن ثيابک، ثمّ بعثت إلي زيد. قال: فجاء زيد، فقرّب الطعام، فقال سلمان: کُل يا زُيَيْد، قال: إنّي صائم، قال: کُل يازُييد لا ينقص- أو تنقص- دينک، إن شرّ السير الحقحقة،[19] إنّ لعينک عليک حقّاً، وإن لبدنک عليک حقّاً، وإنّ لزوجتک عليک حقّاً، کُل يا زُيَيد، فأکل وترک ما کان يصنع.[20] . 6523- الطبقات الکبري عن ابن أبي الهذيل: دعا عمر بن الخطّاب زيد بن صوحان فضَفَنه[21] علي الرحل کما تَضفنون اُمراءکم، ثمّ التفت إلي الناس فقال: اصنعوا هذا بزيد وأصحاب زيد.[22] . 6524- الطبقات الکبري عن عبد اللَّه بن أبي الهذيل: إنّ وفد أهل الکوفة قدموا علي عمر وفيهم زيد بن صوحان... وجعل عمر يرحل لزيد، وقال: يا أهل الکوفة، هکذا فاصنعوا بزيد وإلّا عذّبتکم.[23] . 6525- الطبقات الکبري عن إبراهيم: کان زيد بن صوحان يُحدّث، فقال أعرابي: إنّ حديثک ليُعجِبني وإن يدک لتُريبني. فقال: أوَ ما تراها الشمال؟ [صفحه 137] فقال: واللَّه ما أدري اليمين يقطعون أم الشمال. فقال زيد: صدق اللَّه «الْأَعْرَابُ أَشَدُّ کُفْرًا وَ نِفَاقًا وَ أَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ عَلَي رَسُولِهِ ي».[24] [25] . 6526- البرصان والعرجان: زيد بن صوحان العبدي، الخطيب الفارس القائد، وفي الحديث المرفوع: «يسبقه عضو منه إلي الجنّة». وزيد هو الذي قال لعليّ بن أبي طالب رحمة اللَّه عليهما: إنّي مقتول غداً. قال: وَلِمَ؟ قال: رأيت يدي في المنام حتي نزلت من السماء، فاستشلت يدي. فلمّا قتله عمير بن يثربي مبارزة، ومرّ به عليّ بن أبي طالب وهو مقتول فوقف [وقال]: أما واللَّه ما علمتک إلّا حاضر المعونة، خفيف المؤونة.[26] . 6527- الإمام الصادق عليه السلام: لمّا صُرع زيد بن صوحان رحمة اللَّه عليه يوم الجمل جاء أمير المؤمنين عليه السلام حتي جلس عند رأسه، فقال: يرحمک اللَّه يا زيد، قد کنت خفيف المَؤونة عظيم المعونة. قال: فرفع زيد رأسه إليه. وقال: وأنت فجزاک اللَّه خيراً يا أميرالمؤمنين، فوَاللَّه ما علمتک إلّا باللَّه عليماً وفي اُمّ الکتاب عليّاً حکيماً، وأنّ اللَّه في صدرک لعظيم، واللَّه ما قاتلت معک علي جهالة، ولکنّي سمعت اُمّ سلمة زوج النبيّ صلي الله عليه و سلم [صفحه 138] تقول: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يقول: من کنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وکرهت واللَّه أن أخذلک فيخذلني اللَّه.[27] .
زيد بن صوحان بن حُجْر العبدي أخو صعصعة وسيحان. کان خطيباً[1] مصقعاً وشجاعاً ثابت الخُطي،[2] وکان من العظماء، والزهّاد، والأبدال،[3] ومن أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام الأوفياء.[4] .
صفحه 134، 135، 136، 137، 138.