ابوايوب الانصاري











ابوايوب الانصاري



هو خالد بن زيد بن کُلَيب، أبوأيّوب الأنصاري الخزرجي، وهو مشهور بکنيته.

من صحابة رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم. نزل النبيّ صلي الله عليه و سلم في داره عند هجرته إلي المدينة.[1] شهد أبوأيّوب حروب النبيّ جميعها.[2] وکان بعد وفاة رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم من السابقين إلي الولاية، والثابتين في حماية حقّ الخلافة[3] ولم يتراجع عن موقفه هذا قطّ.[4] وعُدَّ من الاثني عشر الذين قاموا في المسجد النبوي بعد وفاة النبيّ صلي الله عليه و سلم ودافعوا عن حقّ عليّ عليه السلام بصراحة.[5] .

لم يَدَع أبوأيّوب ملازمة الإمام عليه السلام وصحبته. واشترک معه في کافّة حروبه التي

[صفحه 19]

خاضها ضدّ مثيري الفتنة.[6] وکان علي خيّالته في النهروان،[7] وبيده لواء الأمان. ولّاه الإمام علي المدينة،[8] لکنّه فرّ منها حين غارة بُسر بن أرطاة عليها.[9] .

عَقَد له الإمام عليه السلام في الأيّام الأخيرة من حياته الشريفة لواءً علي عشرة آلاف ليتوجّه إلي الشام مع لواء الإمام الحسين عليه السلام، ولواء قيس بن سعد لحرب معاوية، ولکنّ استشهاد الإمام عليه السلام حال دون تنفيذ هذه المهمّة، فتفرّق الجيش، ولم يتحقّق ما أراده الإمام عليه السلام.[10] .

وکان أبوأيّوب من الصحابة المکثرين في نقل الحديث. وروي في فضائل الإمام عليه السلام أحاديث جمّة. وهو أحد رواة حديث الغدير،[11] وحديث الثقلين،[12] وکلام رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم للإمام عليه السلام حين أمره بقتال الناکثين، والقاسطين، والمارقين،[13] ودعوتهِ صلي الله عليه و سلم أباأيّوب أن يکون مع الإمام عليه السلام.[14] .

توفّي أبوأيّوب بالقسطنطينيّة سنة 52 ه، عندما خرج لحرب الروم، ودُفن هناک.[15] .

[صفحه 20]

6381- وقعة صفّين عن الأعمش: کتب معاوية إلي أبي أيّوب خالد بن زيد الأنصاري- صاحب منزل رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، وکان سيّداً معظّماً من سادات الأنصار، وکان من شيعة عليّ عليه السلام- کتاباً، وکتب إلي زياد بن سميّة- وکان عاملاً لعليّ عليه السلام علي بعض فارس- کتاباً؛ فأمّا کتابه إلي أبي أيّوب فکان سطراً واحداً: لا تنسي شَيْباءُ أباعُذرتها، ولا قاتلَ بِکرها.

فلم يدرِ أبوأيّوب ما هو؟ فأتي به عليّاً وقال: يا أميرالمؤمنين! إنّ معاوية ابن أکّالة الأکباد، وکهف المنافقين، کتب إليّ بکتاب لا أدري ما هو؟ فقال له عليّ: وأين الکتاب؟ فدفعه إليه فقرأه وقال:

نعم، هذا مثل ضربه لک، يقول: ما أنسي الذي لا تنسي الشَّيْباء، لا تنسي أباعذرتها، والشيباء: المرأة البکر ليلة افتضاضها، لا تنسي بعلها الذي افترعها أبداً، ولا تنسي قاتل بِکرها؛ وهو أوّل ولدها. کذلک لا أنسي أنا قتل عثمان.[16] .

راجع: القسم السادس/وقعة النهروان/إقامة الحجّة في ساحة القتال/رفع راية الأمان.



صفحه 19، 20.





  1. المعجم الکبير: 3846:117:4، الطبقات الکبري: 237:1، تهذيب الکمال: 1612:66:8، تاريخ بغداد: 7:153:1.
  2. المستدرک علي الصحيحين: 5929:5183، الطبقات الکبري: 484:3، تهذيب الکمال: 1612:66:8، سير أعلام النبلاء: 83:405:2.
  3. رجال الکشّي: 78:182:1.
  4. الخصال: 9:608، عيون أخبار الرضا: 1:126:2.
  5. الخصال: 4:465، رجال البرقي: 66، الاحتجاج: 12:199:1.
  6. الاستيعاب: 618:10:2، اُسد الغابة: 1361:122:2، سير أعلام النبلاء: 83:410:2.
  7. تاريخ الطبري: 85:5، الکامل في التاريخ: 405:2، الإمامة والسياسة: 169:1.
  8. تاريخ الطبري: 139:5، تاريخ خليفة بن خيّاط: 152، سير أعلام النبلاء: 83:410:2 ؛ الغارات:602:2.
  9. تاريخ الطبري: 139:5، الکامل في التاريخ: 430:2؛ الغارات: 602:2.
  10. نهج البلاغة: ذيل الخطبة 182 عن نوف البکالي.
  11. رجال الکشّي: 95:246:1؛ اُسد الغابة: 3347:465:3، تاريخ دمشق: 214:42.
  12. الغدير: 176:1. راجع: کتاب «أهل البيت في الکتاب والسنّة»:خصائص أهل البيت:عِدل القرآن:سند حديث الثقلين.
  13. المستدرک علي الصحيحين: 4674:150:3، تاريخ دمشق: 472:42، البداية والنهاية: 307:7.
  14. تاريخ بغداد: 186:13 و 7165:187، تاريخ دمشق: 472:42.
  15. المستدرک علي الصحيحين: 5929:518:3، الطبقات الکبري: 485:3، المعجم الکبير: 3850:118:4 وفيه «سنة 51 ه » و ح 3851 وفيه «سنة 50 ه » وراجع سير أعلام النبلاء: 83:412:2 والاستيعاب: 618:10:2.
  16. وقعة صفّين: 366.