رشيد الهجري











رشيد الهجري



رُشيد الهَجَري من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام الواعين الراسخين.[1] وعدّ من أصحاب الإمام الحسن[2] والإمام الحسين عليهماالسلام أيضاً،[3] کان أميرالمؤمنين عليه السلام يعظّمه ويُسمّيه «رشيد البلايا». واخترقت نظرته الثاقبة النافذة ما وراء عالم الشهادة، فعُرف بعالِم «البلايا والمنايا».[4] قال له الإمام عليه السلام يوماً: کيف صبرک إذا أرسل إليک دعيُّ بني اُميّة، فقطع يديک ورجليک ولسانک؟

قال: أيکون آخر ذلک إلي الجنّة؟[5] .

[صفحه 110]

وهکذا ترجم عظمة الصبر، ودلّ علي صلابته في محبّته أميرالمؤمنين صلوات اللَّه عليه. ولمّا آن ذلک الأوان فعل زياد بن أبيه فعلته، ولم يتنازل رشيد عن الحقّ إلي أن استشهد وصلب.[6] .

6489- الأمالي للطوسي عن بنت رُشيد الهَجَري عن رُشيد الهجَرَي: قال لي حبيبي أميرالمؤمنين عليه السلام: يا رُشيد، کيف صبرک إذا أرسل إليک دعيُّ بني اُميّة فقطع يديک ورجليک ولسانک؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، أيکون آخر ذلک إلي الجنّة؟ قال: نعم يا رُشيد، وأنت معي في الدنيا والآخرة.

قالت: فوَاللَّه ما ذهبت الأيّام حتي أرسل إليه الدعيّ عبيد اللَّه بن زياد، فدعاه إلي البراءة من أميرالمؤمنين عليه السلام، فأبي أن يتبرّأ منه، فقال له ابن زياد: فبأيّ ميتة قال لک صاحبک تموت؟

قال: أخبرني خليلي صلوات اللَّه عليه أنّک تدعوني إلي البراءة منه فلا أتبرّأ، فتقدّمني فتقطع يدي ورجلي ولساني. فقال: واللَّه لاُکذّبنَّ صاحبک، قدّموه فاقطعوا يده ورجله واترکوا لسانه، فقطعوه ثمّ حملوه إلي منزلنا. فقلت له: يا أبه جُعلت فداک، هل تجد لما أصابک ألماً؟ قال: واللَّه لا يابُنية إلّا کالزحام بين الناس.

ثمّ دخل عليه جيرانه ومعارفه يتوجّعون له، فقال: ايتوني بصحيفة ودواة أذکر لکم ما يکون ممّا أعلمنيه مولاي أميرالمؤمنين عليه السلام.

فأتوه بصحيفة ودواة، فجعل يذکر ويُملي عليهم أخبار الملاحم والکائنات ويسندها إلي أميرالمؤمنين عليه السلام.

فبلغ ذلک ابن زياد فأرسل إليه الحجّام حتي قطع لسانه، فمات من ليلته تلک

[صفحه 111]

رحمه اللَّه.[7] .

6490- الإرشاد عن زياد بن النضر الحارثي: کنت عند زياد إذ اُتي برُشيد الهجري، فقال له زياد: ما قال لک صاحبک- يعني عليّاً عليه السلام- إنّا فاعلون بک؟قال: تقطعون يديَّ ورجليَّ وتصلبونني. فقال زياد: أم واللَّه لاُکذّبنَّ حديثه، خلّو سبيله. فلمّا أراد أن يخرج قال زياد: واللَّه ما نجد له شيئاً شرّاً ممّا قال صاحبه، اقطعوا يديه ورجليه واصلبوه. فقال رُشيد: هيهات، قد بقي لي عندکم شي ء أخبرني به أميرالمؤمنين عليه السلام. قال زياد: اقطعوا لسانه. فقال رُشيد: الآن واللَّه جاء تصديق خبر أميرالمؤمنين عليه السلام.[8] .



صفحه 110، 111.





  1. رجال الطوسي: 556:63، رجال الکشّي: 131:290:1، رجال البرقي: 4، الاختصاص: 7؛ شرح نهج البلاغة: 294:2.
  2. رجال الطوسي: 931:94.
  3. رجال الطوسي: 978:100، الاختصاص: 8، رجال البرقي: 7.
  4. رجال الکشّي: 131:291:1، الأمالي للطوسي: 276:166 وفيه «رشيد المبتلي»، الاختصاص: 77، بصائر الدرجات: 9:264.
  5. الأمالي للطوسي: 276:165، رجال الکشّي: 131:290:1.
  6. الإرشاد: 325:1؛ شرح نهج البلاغة: 294:2.
  7. الأمالي للطوسي: 276:165، رجال الکشّي: 131:290:1، الاختصاص: 77.
  8. الإرشاد: 325:1، إعلام الوري: 343:2؛ شرح نهج البلاغة: 294:2 وراجع رجال الکشّي: 131:290:1 والاختصاص: 78.