الربيع بن خثيم











الربيع بن خثيم



الربيع بن خثيم[1] الثوري يُکنّي أبايزيد. وهو من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود.[2] اشتهر بالزهد،[3] فعُدَّ أحد الزهّاد الثمانية المعروفين.[4] .

جاء إلي أميرالمؤمنين عليه السلام في وقعة صفّين مع جماعة من القرّاء، فقال: قد شککنا في هذا القتال! ولا غني بک ولا بالمسلمين عمّن يقاتل المشرکين، فولّنا بعض هذه الثغور لنقاتل عن أهله، فولّاهم ثغر قزوين والريّ. وولّاه عليهم.[5] .

[صفحه 108]

فهو إذاً لم يعرف الحقّ، وارتاب عند اشتعال نار الفتنة، مع ادّعائه الزهد والقداسة والإعراض عن الدنيا، ورغب عن أميرالمؤمنين عليه السلام الذي کان محور الحقّ وفارقه. بيد أنّ بعض الرجاليّين أثنَوا عليه،[6] ولکن حسبنا في ذمّه تخلّفه وکلامه الآنف الذکر. ومن هنا إذا لم تقترن العبادة والزهد بالوعي والعمق فهذه هي عاقبتها.

توفّي في الکوفة أيّام عبيد اللَّه بن زياد.[7] .

فالظاهر أنّ خواجة ربيع المدفون في خراسان وفي جوار الإمام الرضا عليه السلام هو غير ربيع بن خثيم الذي توفّي بالکوفة، ولعلّه من أصحاب الصادق عليه السلام.

6487- الأخبار الطوال- في ذکر مجي ء الإمام عليّ عليه السلام إلي صفّين-: أجابه جُلّ الناس إلي المسير، إلّا أصحاب عبد اللَّه بن مسعود، وعبيدة السلماني، والربيع بن خثيم في نحو من أربعمائة رجل من القرّاء، فقالوا: يا أميرالمؤمنين! قد شککنا في هذا القتال، مع معرفتنا فضلک، ولا غني بک ولا بالمسلمين عمّن يُقاتل المشرکين، فولّنا بعض هذه الثغور لنقاتل عن أهله.

فولّاهم ثغر قزوين والريّ، وولّي عليهم الربيع بن خثيم، وعقد له لواء، وکان أوّل لواء عُقد في الکوفة.[8] .

6488- حلية الأولياء عن بلال بن المنذر- بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام-: قال رجل: إن لم أستخرج اليوم سيّئة من الربيع لأحد لم أستخرجها أبداً!

[صفحه 109]

قال [الرجل]: قلت: يا أبايزيد، قُتل ابن فاطمة عليهاالسلام، قال: فاسترجع، ثمّ تلا هذه الآية: «قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَ تِ وَ الْأَرْضِ عَلِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَدَةِ أَنتَ تَحْکُمُ بَيْنَ عِبَادِکَ فِي مَا کَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ».[9] .

قال [الرجل]: قلت: ما تقول؟ قال: ما أقول! إلي اللَّه إيابهم، وعلي اللَّه حسابهم.[10] .



صفحه 108، 109.





  1. ضُبط اسم والد الربيع في مصادر الفريقين علي نحوين؛ فالأکثر ضبطه ب«خُثَيم» (راجع: صحيح البخاري: 1883:4 و ج 6041:2351:5 وسنن الترمذي: 2454:635:4 و سنن ابن ماجة: 4231/1414/ 2 ومسند ابن حنبل: 23606:141:9 والإکمال: 586:1 و توضيح المشتبه: 638/1 و معاني الأخبار: 1:191 وثواب الأعمال: 1:100 و رجال الکشّي: 154:313:1). وبعضها جاء فيه بلفظ «خَيْثم» راجع: المعجم الصغير: 143:1 و حلية الأولياء: 167:105:2 والنهاية: 284/3 ومجمع الزوائد: 16820:93:10 وفضائل الأشهر الثلاثة: 143:134 وکنز الفوائد: 92:1). ونظراً إلي أکثريّة مصادر الضبط الأوّل «أي خُثَيم»، ثمّ تصريح ابن حجر في فتح الباري (287/6) وتقريب التهذيب (1888:206) بکونه: بالمعجمة والمثلّثة مصغّراً، فلذا رجّحنا ضبطه ب«خُثَيم».
  2. وقعة صفّين: 115؛ البداية والنهاية: 217:8.
  3. الطبقات الکبري: 183:6، تهذيب الکمال: 1859:72:9؛ مصباح الشريعة: 175.
  4. تهذيب الکمال: 1859:73:9 و ج 4996:219:24، صفة الصفوة: 29:2، حلية الأولياء: 167:105:2، تاريخ دمشق: 250:50.
  5. الأخبار الطوال: 165؛ وقعة صفّين: 115.
  6. رياض العلماء: 287:2، مجالس المؤمنين: 297:1 وراجع مصباح الشريعة: 106 و ص 175 و 445 و 507.
  7. الطبقات الکبري: 193:6، الطبقات لخليفة بن خيّاط: 992:238، صفة الصفوة: 33:2.
  8. الأخبار الطوال: 165؛ وقعة صفّين: 115.
  9. الزمر: 46.
  10. حلية الأولياء: 111:2.