ابوالاسود الدؤلي
الذين ترجموا له ذکروه بعناوين متنوّعة منها: «علويّ»،[7] «شاعر [صفحه 14] متشيِّع»،[8] «من وجوه الشيعة».[9] . شَهِد أبوالأسود حروب الإمام عليه السلام ضدّ مساعير الفتنة في الجمل،[10] و صفّين.[11] وعيّنه الإمام عليه السلام قاضياً علي البصرة عندما ولّي عليها ابن عبّاس.[12] . وکان ابن عبّاس يقدّره، وحينما کان يخرج من البصرة، يُفوّض إليه أعمالها،[13] وکان ذلک يحظي بتأييد الإمام عليه السلام أيضاً.[14] ووسّع أبوالأسود علم النحو بأمر الإمام عليه السلام الذي کان قد وضع اُسسه وقواعده،[15] وأقامه ورسّخ دعائمه،[16] وهو أوّل من أعجم القرآن الکريم وأشکله.[17] . [صفحه 15] وله في الأدب العربي منزلة رفيعة؛ فقد عُدّ من أفصح الناس.[18] وتبلور نموذج من هذه الفصاحة في شعره الجميل الذي رثي به الإمام عليه السلام،[19] وهو آية علي محبّته للإمام، وبغضه لأعدائه. ولم يدّخر وسعاً في وضع الحقّ موضعه، والدفاع عن عليّ عليه السلام، ومناظراته مع معاوية[20] دليل علي صراحته وشجاعته وثباته واستقامته في معرفة «خلافة الحقّ» و «حقّ الخلافة» ومکانة عليّ عليه السلام العليّة السامقة. وخطب بعد استشهاد الإمام عليه السلام خطبة حماسيّة من وحي الألم والحرقة، وأخذ البيعة من الناس للإمام الحسن عليه السلام بالخلافة.[21] . فارق أبوالأسود الحياة سنة 69 ه.[22] . 6375- ربيع الأبرار: سأل زياد بن أبيه أباالأسود عن حبّ عليّ فقال: إنّ حبّ عليّ يزداد في قلبي حِدّة، کما يزداد حبّ معاوية في قلبک؛ فإنّي اُريد اللَّه والدار الآخرة بحبّي عليّاً، وتريد الدنيا بزينتها بحبّک معاوية، ومثلي ومثلک کما قال اُخوة مذحج: خليلان مختلفٌ شأنُنا اُحبّ دماء بني مالک [صفحه 16] 6376- العقد الفريد: لمّا قَدِمَ أبوالأسود الدؤلي علي معاوية عام الجماعة،[24] قال له معاوية: بلغني يا أباالأسود أنّ عليّ بن أبي طالب أراد أن يجعلک أحد الحکَمين، فما کنت تحکم به؟ قال: لو جعلني أحدهما لجمعت ألفاً من المهاجرين وأبناء المهاجرين، وألفاً من الأنصار وأبناء الأنصار، ثمّ ناشدتهم اللَّه: المهاجرين وأبناء المهاجرين أولي بهذا الأمر أم الطُّلَقاء؟ قال له معاوية: للَّه أبوک! أيُّ حَکَم کنت تکون لو حُکّمت![25] . 6377- تاريخ دمشق: کان أبوالأسود ممّن صحب عليّاً، وکان من المتحقّقين بمحبّته ومحبّة ولده، وفي ذلک يقول: يقول الأرذلون بنو قُشَيرٍ اُحبّ محمّداً حبّاً شديداً فإن يکُ حبّهم رشداً اُصبْه وکان نازلاً في بني قُشَير بالبصرة، وکانوا يرجمونه بالليل لمحبّته لعليّ وولده، فإذا أصبح فذکر رجمهم، قالوا: اللَّه يرجمک، فيقول لهم: تکذبون، لو رجمني اللَّه لأصابني، وأنتم ترجمون فلا تُصيبون.[26] . [صفحه 17] 6378- سير أعلام النبلاء عن أبي الأسود: دخلت علي عليّ، فرأيته مطرقاً، فقلت: فيم تتفکّر يا أميرالمؤمنين؟ قال: سمعت ببلدکم لحناً، فأردت أن أضع کتاباً في اُصول العربيّة. فقلت: إن فعلت هذا أحييتنا! فأتيته بعد أيّام، فألقي إليَّ صحيفة فيها: الکلام کلّه: اسم، وفعل، وحرف؛ فالاسم ما أنبأ عن المسمّي، والفعل ما أنبأ عن حرکة المسمّي، والحرف ما أنبأ عن معنيً ليس باسم ولا فعل. ثمّ قال لي: زده وتتبّعْه، فجمعت أشياء ثمّ عرضتها عليه.[27] . 6379- الأغاني: قيل لأبي الأسود: من أين لک هذا العلم- يعنون به النحو-؟ فقال: أخذت حدوده عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[28] . 6380- الأربعون حديثاً عن عليّ بن محمّد: رأيت ابنة أبي الأسود الدؤلي وبين يدَي أبيها خَبيص[29] فقالت: يا أبه، أطعِمني، فقال: افتحي فاک. قال: ففتحت، فوضع فيه مثل اللوزة، ثمّ قال لها: عليک بالتمر؛ فهو أنفع وأشبع. فقالت: هذا أنفع وأنجع؟ فقال: هذا الطعام بعث به إلينا معاوية يخدعنا به عن حبّ عليّ بن أبي طالب عليه السلام. فقالت: قبّحه اللَّه! يخدعنا عن السيّد المطهّر بالشهد المزعفر؟ تبّاً لمرسله وآکله! ثمّ عالجت نفسها وقاءت ما أکلت منه، وأنشأت تقول باکية: [صفحه 18] أبالشهد المُزعفَر يا بن هندٍ فلا واللَّه ليس يکون هذا راجع: القسم الحادي عشر/قبسات من علمه/الفروع المختلفة من العلوم/علم الآداب/مؤسّس علم النحو.
هو ظالم بن عمرو،[1] المعروف بأبي الأسود الدُّؤلي.[2] أحد الوجوه البارزة والصحابة المشهورين للإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام.[3] أسلم علي عهد رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، لکنّه لم يَحْظَ برؤيته.[4] وهو من المتحقّقين بمحبّة عليّ ومحبّة ولده.[5] ويمکن أن نستشفّ هذا الحبّ من أشعاره الحِسان.[6] .
اُريد العلاء ويهوي اليمنْ
وراق المُعَلّي بياض اللبنْ[23] .
طَوالَ الدهر لا ينسي علِيّا
وعبّاساً وحمزة والوصيّا
وليس بمخطئٍ إن کان غيّا
نبيع إليک إسلاماً ودينا
ومولانا أمير المؤمنينا[30] .
صفحه 14، 15، 16، 17، 18.