جندب بن عبدالله الازدي











جندب بن عبدالله الازدي



هو جندب بن کعب بن عبد اللَّه الأزدي الغامدي، وربّما يُنسَب إلي جدّه ويقال: جندب بن عبد اللَّه، وهو جندب الخير، وأحد جنادب الأزد.[1] وهو من أصحاب النبيّ صلي الله عليه و سلم[2] والإمام عليّ عليه السلام.[3] وهو قاتل الساحر بالکوفة أيّام عثمان عند إمارة الوليد بن عقبة عليها، بعدما أخذ يمارس الشعوذة والسحر في مسجد الکوفة، بحضور الوليد،[4] فسجنه الوليد ثمّ نفاه إلي المدينة.

وقد نُفي إلي الشام أيضاً ومعه مالک الأشتر ورجال آخرون؛ لأنّهم کانوا

[صفحه 78]

يذکرون مساوئ عثمان ومثالبه، وحضر جُندَب حروب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام کلّها.[5] .

6451- الإرشاد عن جندب بن عبد اللَّه: دخلت علي عليّ بن أبي طالب بالمدينة بعد بيعة الناس لعثمان، فوجدته مُطرِقاً کئيباً، فقلت له: ما أصاب قومک؟ قال: صبرٌ جميلٌ. فقلت له: سبحان اللَّه! واللَّه إنّک لصبور! قال: فأصنع ماذا؟ فقلت: تقوم في الناس وتدعوهم إلي نفسک، وتُخبرهم أنّک أولي الناس بالنبيّ صلي الله عليه و سلم بالفضل والسابقة، وتسألهم النصر علي هؤلاء المتمالئين عليک؛ فإن أجابک عشرة من مائة شددت بالعشرة علي المائة، فإن دانوا لک کان ذلک علي ما أحببت، وإن أبَوا قاتلتهم؛ فإن ظهرت عليهم فهو سلطان اللَّه الذي آتاه نبيّه عليه السلام، وکنت أولي به منهم، وإن قُتلت في طلبه قُتلت شهيداً، وکنت أولي بالعذر عند اللَّه، وأحقّ بميراث رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم.

فقال: أتراه- يا جندب- يبايعني عشرة من مائة؟

قلت: أرجو ذلک.

قال: لکنّني لا أرجو ولا من کلّ مائة اثنين، وساُخبرک من أين ذلک؛ إنّما ينظر الناس إلي قريش، وإنّ قريشاً تقول: إنّ آل محمّد يرَون لهم فضلاً علي سائر الناس، وإنّهم أولياءُ الأمر دون قريش، وإنّهم إن وَلُوه لم يخرج منهم هذا السلطان إلي أحد أبداً، ومتي کان في غيرهم تداولتموه بينکم، ولا- واللَّه- لا تدفع قريش إلينا هذا السلطان طائعين أبداً.

قال: فقلت له: أفلا أرجع فاُخبر الناس بمقالتک هذه، وأدعوهم إليک؟ فقال

[صفحه 79]

لي: يا جندب، ليس هذا زمان ذاک.

قال: فرجعت بعد ذلک إلي العراق، فکنت کلّما ذکرت للناس شيئاً من فضائل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومناقبه وحقوقه زَبَرُوني[6] ونَهَرُوني، حتي رُفِع ذلک من قولي إلي الوليد بن عقبة ليالي وَلِيَنا، فبعث إليّ فحبسني حتي کُلّم فيّ، فخلّي سبيلي.[7] .



صفحه 78، 79.





  1. الإصابة: 1230:615:1، اسد الغابة: 806:568:1، سير أعلام النبلاء: 31:175:3.
  2. سير أعلام النبلاء: 31:175:3، تاريخ الإسلام للذهبي: 545:3.
  3. رجال الطوسي: 497:59.
  4. سير أعلام النبلاء: 176:3 و 31:177، الاستيعاب: 347:325:1 وقيل: قاتل الساحر غير جندب الأزدي وراجع ص 326 واسد الغابة: 802:565:1 و ص 806:568.
  5. إعلام الوري: 339:1؛ تاريخ الإسلام للذهبي: 545:3، سير أعلام النبلاء: 31:77:3.
  6. زبره: نهره وأغلظ له في القول والرد (النهاية: 239:2).
  7. الإرشاد: 241:1، الأمالي للطوسي: 415:234؛ شرح نهج البلاغة: 57:9.