اويس القرني
وصفه رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم بأنّه أفضل التابعين وأعلاهم شأناً،[2] وصرّح بأنّه يشفع لخلق کثيرين يوم القيامة.[3] وکان في عداد الزهّاد المشهورين،[4] وأحد ثمانيتهم المعروفين.[5] لم يکن له حضور مشهور في القضايا الاجتماعيّة، وکان نَصِباً[6] . [صفحه 65] في العبادة، ونُقل أنّه ربما أمضي الليل کلّه ساجداً. شهد مع الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام الجمل، وصفّين،[7] وعاهده علي الشهادة في صفّين. وفيها نال ذلک الوسام بوجهٍ مُدمي،[8] ودُفن هناک.[9] . وقد وصف الإمام موسي بن جعفر عليه السلام اُويساً وصفاً يبيّن منزلته الرفيعة، حين قال: «إذا کان يوم القيامة نادي منادٍ... أين حواريّو عليّ بن أبي طالب... فيقوم عمرو بن الحمق... واُويس القرني.[10] . 6433- رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم: خليلي من هذه الاُمّة اُويس القرني.[11] . 6434- صحيح مسلم عن اُسير بن جابر: کان عمر بن الخطّاب إذا أتي عليه أمداد أهل اليمن، سألهم: أفيکم اُويس بن عامر؟ حتي أتي علي اُويس، فقال: أنت اُويس بن عامر؟ قال: نعم، قال: من مُراد، ثمّ من قَرَن؟ قال: نعم، قال: فکان بک برص فبرأت منه إلّا موضع درهم؟ قال: نعم.قال: لک والدة؟ قال: نعم. قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يقول: «يأتي عليکم اُويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن من مُراد، ثمّ من قَرَن، کان به برص فبرأمنه إلّا موضع درهم، له والدة هو بها برّ، لو أقسم علي اللَّه لأبرّه؛ فإن استطعت أن يستغفر لک فافعل» فاستغفرْ لي، فاستغفرَ له. فقال له عمر: أين تريد؟ قال: الکوفة، قال: ألا أکتب لک إلي عاملها؟ قال: [صفحه 66] أکون في غبراء[12] الناس أحبّ إليَّ. قال: فلمّا کان من العام المقبل حجّ رجل من أشرافهم، فوافق عمر، فسأله عن اُويس، قال: ترکته رثّ البيت، قليل المتاع.[13] . 6435- المستدرک علي الصحيحين عن عبد الرحمن بن أبي ليلي: لمّا کان يوم صفّين نادي منادٍ من أصحاب معاوية أصحابَ عليّ: أفيکم اُويس القرني؟ قالوا: نعم، فضرب دابّته حتي دخل معهم، ثمّ قال: سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يقول: «خير التابعين اُويس القرني».[14] . 6436- حلية الأولياء عن أصبغ بن زيد: إنّما منعَ اُويساً أن يقدم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم برُّه باُمّه.[15] . 6437- خصائص الأئمّة عليهم السلام عن الأصبغ بن نباتة: کنت مع أمير المؤمنين عليه السلام بصفّين فبايعه تسعة وتسعون رجلاً، ثمّ قال: أين تمام المائة؟ فقد عهد إليَّ رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم أنّه يبايعني في هذا اليوم مائة رجل. فقال: فجاء رجل عليه قباء صوف متقلّد سيفين، فقال: هلمّ يدک اُبايعک، فقال علي ما تبايعني؟ قال: علي [صفحه 67] بذل مهجة نفسي دونک. قال: ومن أنت، قال: اُويس القرني، فبايعه فلم يزل يُقاتل بين يديه حتي قُتل، فوُجد في الرجّالة مقتولاً.[16] . 6438- الإمام الکاظم عليه السلام: إذا کان يوم القيامة... ينادي منادٍ: أين حواري عليّ بن أبي طالب عليه السلام وصيّ محمّد بن عبد اللَّه رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم؟ فيقوم عمرو بن الحمق الخزاعي، ومحمّد بن أبي بکر، وميثم بن يحيي التمّار مولي بني أسد، واُويس القرني.[17] . 6439- الأمالي للطوسي: قيل لاُويس بن عامر القرني: کيف أصبحت يا أباعامر؟ قال: ما ظنّکم بمن يرحل إلي الآخرة کلّ يوم مرحلة لا يدري إذا انقضي سفره أعَلَي جنّة يرد أم علي نار؟[18] . 6440- حلية الأولياء عن أصبغ بن زيد: کان اُويس القرني إذا أمسي يقول: هذه ليلة الرکوع، فيرکع حتي يُصبِح. وکان يقول إذا أمسي: هذه ليلة السجود، فيسجد حتي يُصبح. وکان إذا أمسي تصدّق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب، ثمّ يقول: اللهمّ من مات جوعاً فلا تؤاخذني به، ومن مات عرياناً فلا تؤاخذني به.[19] . راجع: القسم السادس/وقعة الجمل/وصول قوّات الکوفة إلي الإمام. /وقعة صفّين/اشتداد القتال/استشهاد اُويس بن عامر القرني. [صفحه 68]
هو اُويس بن عامر بن جَزْء المرادي القرني. کان طاهر الفطرة، سليم الفکرة، ووجهاً متألّقاً في التاريخ الإسلامي. أسلم علي عهد النبيّ صلي الله عليه و سلم، لکنّه ما رآه.[1] لذا عُدَّ في التابعين.
صفحه 65، 66، 67، 68.