الاشعث بن قيس











الاشعث بن قيس



الأشعث بن قيس بن معديکَرِب الکِندي، يُکنّي أبامحمّد، واسمه معديکَرِب.[1] من کبار اليمن، وأحد الصحابة.[2] عَوِرت عينه في حرب اليرموک.[3] وهو وجه مشبوه مُريب متلوّن، ردي ء الطبع، سيّئ العمل في التاريخ الإسلامي.

ارتدّ بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم عن الدِّين واُسِر، فعفا عنه أبوبکر، وزوّجه اُخته.[4] وکان أبوبکر يُعرب عن ندمه، ويتأسّف لعفوه.[5] .

زوّج بنته لابن عثمان في أيّام خلافته.[6] ونصبه عثمان والياً علي آذربايجان.[7] وکان يهبه مئة ألف درهم من خراجها سنويّاً.[8] .

عزل الإمام عليّ عليه السلام الأشعث عن آذربايجان، ودعاه إلي المدينة،[9] فهمّ

[صفحه 54]

بالفرار في البداية، ثمّ قدم المدينة بتوصية أصحابه، ووافي الإمامَ عليه السلام.[10] .

تولّي رئاسة قبيلته «کِندة» في حرب صفّين،[11] وکان علي ميمنة الجيش.[12] وتزعّم الأشعث التيّار الذي فرض التحکيمَ[13] وفرض أباموسي الأشعري علي الإمام عليه السلام. وعارض اختيارَ ابن عبّاس ومالک الأشتر حکَمَين عن الإمام عليه السلام بصراحة،[14] ونادي بيمانيّة أحد الحکمين.[15] وله يدٌ في نشوء الخوارج، کما کان له دور کبير في إيقاد حرب النهروان مع أنّه کان في جيش الإمام عليه السلام.[16] وهو ممّن کان يعارض الإمام عليه السلام وأعماله داخل الجيش بکلّ ما يستطيع،[17] حتي عُدَّت مواقفه أصل کلّ فساد واضطراب.[18] وکان شرساً إلي درجة أنّه هدّد الإمامَ عليه السلام مرّةً بالقتل.[19] وسمّاه الإمام عليه السلام منافقاً، ولعنه.[20] .

[صفحه 55]

وکان ابن ملجم يتردّد علي داره،[21] وهو الذي أشار علي المذکور بالإسراع يوم عزمه علي قتل الإمام عليه السلام.[22] ونحن وإن لم نمتلک دليلاً تاريخيّاً قطعيّاً علي صلته السرّيّة بمعاوية، لکن لا بدّ من الالتفات إلي أنّ الأيادي الخفيّة تعمل بحذر تامّ وکتمان شديد، ولذا لم تنکشف إلّا نادراً. لکن ملفّ جنايات هذا البيت المشؤوم يمکن عدّه وثيقة معتبرة علي علقته بل وعلقة اُسرته بأعداء أهل البيت، وممّا يعزّز ذلک تعبير الإمام عنه بالمنافق.

قامت بنته جعدة بسمّ الإمام الحسن عليه السلام.[23] وتولّي ابنه محمّد إلقاء القبض علي مسلم بن عقيل بالکوفة، بعد أن آمنه زوراً، ثمّ غدر به[24] «وکلُّ إناء بالذي فيه ينضحُ». وکان ابنه الآخر قيس[25] من اُمراء جيش عمر بن سعد في کربلاء، ولم يقلّ عن أبيه ضعَةً ونذالةً؛ إذ سلب قطيفة الإمام الحسين عليه السلام فاشتهر ب «قيس القطيفة».[26] .

هلک الأشعث سنة 40 ه،[27] فخُتم ملفّ حياته الدَّنِس الملوَّث بالعار.

6419- شرح نهج البلاغة عن الأعمش: إنّ جريراً والأشعث خرجا إلي جبّان[28] .

[صفحه 56]

الکوفة، فمرّ بهما ضبٌّ يعدو، وهما في ذمّ عليّ عليه السلام، فنادياه: يا أباحِسْل، هلمّ يدک نبايعک بالخلافة، فبلغ عليّاً عليه السلام قولهما، فقال: أما إنّهما يُحشران يوم القيامة وإمامُهما ضبّ.[29] .

6420- الإمام الصادق عليه السلام: إنّ الأشعث بن قيس شرک في دم أميرالمؤمنين عليه السلام، وابنته جعدة سمّت الحسن عليه السلام، ومحمّد ابنه شرک في دم الحسين عليه السلام.[30] .

6421- تاريخ دمشق عن إبراهيم: ارتدّ الأشعث بن قيس وناس من العرب لمّا مات نبيّ اللَّه صلي الله عليه و سلم فقالوا: نُصلّي ولا نُؤدّي الزکاة، فأبي عليهم أبوبکر ذلک، قال: لا أحلّ عقدة عقدها[31] رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، ولا أعقد عقدة حلّها رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، ولا أنقصُکم شيئاً ممّا أخذ منکم رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم، ولاُجاهدنّکم، ولو منعتموني[32] عقالاً ممّا أخذ منکم نبيّ اللَّه صلي الله عليه و سلم، لجاهدتکم عليه، ثمّ قرأ: «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ»[33] الآية.

فتحصّن الأشعث بن قيس هو وناس من قومه في حصن، فقال الأشعث: اجعلوا لسبعين منّا أماناً فجعل لهم، فنزل بعد سبعين، ولم يُدخل نفسه فيهم، فقال أبوبکر: إنّه لا أمان لک، إنّا قاتلوک، قال: أفلا أدلّک علي خير من ذلک؟ تستعين بي علي عدوّک، وتزوّجني اُختک، ففعل.[34] .

[صفحه 57]

6422- الأخبار الطوال: کان [الأشعث] مقيماً بأذْرَبيجان طول ولاية عثمان بن عفّان، وکانت ولايته ممّا عتب الناس فيه علي عثمان؛ لأنّه ولّاه عند مصاهرته إيّاه، وتزويج ابنة الأشعث من ابنه.[35] .

6423- الإمام عليّ عليه السلام- من کتابه إلي الأشعث بن قيس عامل أذربيجان-: وإنّ عملک ليس لک بطُعْمة، ولکنّه في عنقک أمانة، وأنت مسترعيً لمن فوقک، ليس لک أن تَفتَات[36] في رعيّةٍ، ولا تُخاطر إلّا بوثيقة، وفي يديک مالٌ من مال اللَّه عزّ وجلّ، وأنت من خُزّانه حتي تسلّمه إليَّ، ولَعلِّي ألّا أکون شرّ وُلاتک لک، والسلام.[37] .

6424- وقعة صفّين عن الأشعث بن قيس- من خطبته في أذربيجان بعد بيعة الناس مع عليّ عليه السلام-: أيّها الناس! إنّ أميرالمؤمنين عثمان ولّاني أذربيجان، فهلک وهي في يدي، وقد بايع الناس عليّاً، وطاعتنا له کطاعة من کان قبله، وقد کان من أمره وأمر طلحة والزبير ما قد بلغکم، وعليٌّ المأمون علي ما غاب عنّا وعنکم من ذلک الأمر.

فلمّا أتي منزله دعا أصحابه فقال: إنّ کتاب عليّ قد أوحشني، وهو آخذ بمال أذربيجان، وأنا لاحق بمعاوية.

فقال القوم: الموت خير لک من ذلک، أتدع مِصرَک وجماعة قومک وتکون

[صفحه 58]

ذنباً لأهل الشام؟!

فاستحيي فسار حتي قدم علي عليّ.[38] .

6425- تاريخ اليعقوبي- في کتابة وثيقة التحکيم واختلافهم في تقديم الإمام و تسميته بإمرة المؤمنين-: فقال أبوالأعور السلمي: لا نُقدّم عليّاً، وقال أصحاب عليّ: ولا نُغيّر اسمه ولا نکتب إلّا بإمرة المؤمنين، فتنازعوا علي ذلک منازعة شديدة حتي تضاربوا بالأيدي، فقال الأشعث: امحوا هذا الاسم، فقال له الأشتر: واللَّه- يا أعور!- لهممتُ أن أملأ سيفي منک، فلقد قتلتُ قوماً ما هم شرّ منک، وإنّي أعلم أنّک ما تحاول إلّا الفتنة، وما تدور إلّا علي الدنيا وإيثارها علي الآخرة![39] .

6426- الإمام عليّ عليه السلام: أمّا هذا الأعور- يعني الأشعث- فإنّ اللَّه لم يرفع شرفاً إلّا حسده، ولا أظهر فضلاً إلّا عابه، وهو يُمنّي نفسه ويخدعها، يخاف ويرجو، فهو بينهما لا يثقُ بواحد منهما، وقد منّ اللَّه عليه بأن جعله جباناً، ولو کان شجاعاً لقتله الحقّ.[40] .

6427- الإمام الصادق عليه السلام: حدّثتني امرأة منّا ، قالت: رأيت الأشعث بن قيس دخل علي عليّ عليه السلام فأغلظ له عليّ، فعرض له الأشعث بأن يفتک به.

فقال له عليّ عليه السلام: أبالموت تهدّدني؟! فواللَّه ما اُبالي وقعتُ علي الموت، أو وقع الموتُ علَيَّ.[41] .

[صفحه 59]

6428- تاريخ دمشق عن قيس بن أبي حازم: دخل الأشعث بن قيس علي عليّ في شي ء، فتهدّده بالموت، فقال عليّ: بالموت فتهدّدني! ما اُبالي سقط عليَّ أو سقطتُ عليه. هاتوا له جامعة وقيداً، ثمّ أومأ إلي أصحابه فطلبوا إليه فيه، قال: فترَکَه.[42] .

6429- الإمام عليّ عليه السلام- من کلامٍ قاله للأشعث بن قيس وهو علي منبر الکوفة يخطب، فمضي في بعض کلامه شي ء اعترضه الأشعث فيه، فقال: يا أميرالمؤمنين، هذه عليک لا لک، فخفض عليه السلام إليه بصره ثمّ قال-: ما يُدريک ما عليَّ ممّا لي؟ عليک لعنة اللَّه ولعنة اللاعنين! حائک ابن حائک! منافق ابن کافر! واللَّه لقد أسرک الکفرُ مرّة والإسلامُ اُخري! فما فداک من واحدة منهما مالُک ولا حسَبک! وإنّ امْرَأً دلّ علي قومه السيفَ، وساق إليهم الحتفَ، لحريٌّ أن يمقته الأقرب، ولا يأمنه الأبعد![43] .

6430- شرح نهج البلاغة: کلّ فساد کان في خلافة عليّ عليه السلام، وکلّ اضطراب

[صفحه 60]

حدث فأصله الأشعث، ولولا محاقّته[44] أميرالمؤمنين عليه السلام في معني الحکومة في هذه المرّة لم تکن حرب النهروان، ولکان أميرالمؤمنين عليه السلام ينهض بهم إلي معاوية، ويملک الشام؛ فإنّه صلوات اللَّه عليه حاول أن يسلک معهم مسلک التعريض والمواربة.[45] .

وفي المثل النبويّ صلوات اللَّه علي قائله: «الحرب خدعة»، وذاک أنّهم قالوا له: تُبْ إلي اللَّه ممّا فعلت کما تُبنا ننهضْ معک إلي حرب أهل الشام، فقال لهم کلمة مجملة مرسلة يقولها الأنبياء والمعصومون، وهي قوله: «أستغفر اللَّه من کلّ ذنب»، فرضوا بها، وعدّوها إجابة لهم إلي سؤلهم، وصفَتْ له عليه السلام نيّاتهم، واستخلص بها ضمائرهم، من غير أن تتضمّن تلک الکلمة اعترافاً بکفر أو ذنب.

فلم يترکه الأشعث، وجاء إليه مستفسراً وکاشفاً عن الحال، وهاتکاً ستر التورية والکناية، ومخرجاً لها من ظلمة الإجمال وستر الحيلة إلي تفسيرها بما يُفسد التدبير، ويُوغِر الصدور، ويُعيد الفتنة، ولم يستفسره عليه السلام عنها إلّا بحضور من لا يمکنه أن يجعلها معه هُدْنة علي دَخَن،[46] ولا ترقيقاً عن صَبوح،[47] وألجأه بتضييق الخناق عليه إلي أن يکشف ما في نفسه، ولا يترک الکلمة علي احتمالها،

[صفحه 61]

ولا يطويها علي غَرّها،[48] فخطب بما صدع به عن صورة ما عنده مجاهرة، فانتقض ما دبّره، وعادت الخوارج إلي شبهتها الاُولي، وراجعوا التحکيم والمُروق.

وهکذا الدول التي تظهر فيها أمارات الانقضاء والزوال، يُتاح لها أمثال الأشعث من اُولي الفساد في الأرض «سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً».[49] [50] .



صفحه 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61.





  1. سير أعلام النبلاء: 8:38:2، اُسد الغابة: 185:249:1.
  2. سير أعلام النبلاء: 8:38:2، تاريخ الطبري: 138:3، تاريخ دمشق: 116:9 و ص 119.
  3. تهذيب الکمال: 532:288:3، اُسد الغابة: 185:250:1، تاريخ دمشق: 119:9.
  4. الطبقات الکبري: 22:6، تهذيب الکمال: 532:290:3، تاريخ الطبري: 339:3، سير أعلام النبلاء: 8:39:2؛ الأمالي للطوسي: 480:262، تاريخ اليعقوبي: 132:2.
  5. تاريخ اليعقوبي: 137:2؛ تاريخ الطبري: 430:3.
  6. وقعة صفّين: 20؛ الأخبار الطوال: 156.
  7. وقعة صفّين: 20؛ تهذيب الکمال: 532:289:3، سير أعلام النبلاء: 8:41:2، تاريخ دمشق: 140:9، مروج الذهب: 381:2.
  8. الغارات: 365:1؛ تاريخ الطبري: 130:5.
  9. وقعة صفّين: 20، تاريخ اليعقوبي: 200:2؛ مروج الذهب: 381:2.
  10. وقعة صفّين: 21؛ الإمامة والسياسة: 112:1.
  11. وقعة صفّين: 227؛ تاريخ دمشق: 120:9، الأخبار الطوال: 188.
  12. وقعة صفّين: 205؛ تاريخ خليفة بن خيّاط: 145، سير أعلام النبلاء: 8:40:2، تاريخ دمشق: 136:9.
  13. وقعة صفّين: 482، تاريخ اليعقوبي: 189:2؛ تاريخ الطبري: 51:5، سير أعلام النبلاء: 8:40:2، مروج الذهب: 400:2.
  14. وقعة صفّين: 499؛ تاريخ الطبري: 51:5، مروج الذهب: 402:2.
  15. وقعة صفّين: 500؛ الفتوح: 198:4.
  16. شرح نهج البلاغة: 279:2، تاريخ دمشق: 120:9 وفيه «حضر قتال الخوارج بالنهروان».
  17. نهج البلاغة: الخطبة 19، الغارات: 498:2؛ الکامل للمبرّد: 579:2، تاريخ دمشق: 135:9، شرح نهج البلاغة: 75:4.
  18. شرح نهج البلاغة: 279:2.
  19. سير أعلام النبلاء: 8:40:2، تاريخ دمشق: 139:9، مقاتل الطالبيّين: 48.
  20. نهج البلاغة: الخطبة 19؛ الأغاني: 20:21، شرح نهج البلاغة: 75:4.
  21. الإرشاد: 19:1 وفيه «وکانوا قبل ذلک ألقوا إلي الأشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة علي قتل أميرالمؤمنين عليه السلام وواطأهم عليه».
  22. أنساب الأشراف: 254:3؛ الإرشاد: 19:1، المناقب لابن شهر آشوب: 312:3.
  23. الکافي: 187:167:8؛ أنساب الأشراف: 295:3، اُسد الغابة: 185:251:1.
  24. تاريخ الطبري: 374:5؛ الإرشاد: 58:2.
  25. تاريخ الطبري: 422:5.
  26. تاريخ الطبري: 453:5.
  27. سير أعلام النبلاء: 8:42:2، تاريخ دمشق: 144:9، اُسد الغابة: 185:251:1.
  28. الجَبّان والجَبّانة: الصحراء، وتسمّي بهما المقابر، لأنّها تکون في الصحراء، تسمية للشي ء بموضعه (النهاية: 236:1).
  29. شرح نهج البلاغة: 75:4.
  30. الکافي: 187:167:8 عن سليمان کاتب عليّ بن يقطين عمّن ذکره.
  31. في المصدر: «عقد»، والصحيح ما أثبتناه کما في تهذيب الکمال.
  32. في المصدر: «منعوني»، والصحيح ما أثبتناه کما في تهذيب الکمال.
  33. آل عمران: 144.
  34. تاريخ دمشق: 134:9، تهذيب الکمال: 532:290:3؛ الأمالي للطوسي: 480:262 کلّها عن إبراهيم النخعي.
  35. الأخبار الطوال: 156 وراجع وقعة صفّين: 20.
  36. تَفتَات: من الفوات؛ السبق. يُقال لکلّ من أحدث شيئاً في أمرک دونک: قد افتات عليک فيه (النهاية: 477:3).
  37. نهج البلاغة: الکتاب 5، وقعة صفّين: 20؛ الإمامة والسياسة: 111:1 کلاهما نحوه وليس فيهما من «أنت مسترعيً» إلي «إلّا بوثيقة» وراجع تاريخ اليعقوبي: 200:2.
  38. وقعة صفّين: 21؛ الإمامة والسياسة: 112:1 نحوه.
  39. تاريخ اليعقوبي: 189:2.
  40. شرح نهج البلاغة: 277:286:20؛ نثر الدرّ: 325:1 نحوه.
  41. مقاتل الطالبيّين: 47 عن سفيان بن عيينة.
  42. تاريخ دمشق: 139:9، سير أعلام النبلاء: 8:40:2 وليس فيه «ما اُبالي سقط عليَّ أو سقطتُ عليه».
  43. نهج البلاغة: الخطبة 19؛ الأغاني: 20:21 نحوه. قال الشريف الرضي: يريد عليه السلام أنّه اُسر في الکفر مرّة وفي الإسلام مرّة. وأمّا قوله: «دلّ علي قومه السيف» فأراد به حديثاً کان للأشعث مع خالد بن الوليد باليمامة، غرّ فيه قومه ومکر بهم حتي أوقع بهم خالد، وکان قومه بعد ذلک يسمّونه «عُرْفَ النار» وهو اسم للغادر عندهم. وقيل إنّ الأشعث وجماعة من قبيلته ومن قبائل حضرموت الاُخري کانوا قد ارتدّوا في خلافة أبي بکر، وامتنعوا من أداء الزکاة. فحاصرهم حينئذٍ جيش المسلمين بقيادة زياد بن لبيد، فطلب منهم الأشعث أن يُعطي الأمان لأهله وعائلته في مقابل أن يفتح لهم بوّابة القلعة! وکانت نتيجة ذلک هو قتل جميع أفراد قبيلته. يقول الطبري: «فکان معهم يلعنه المسلمون ويلعنه سبايا قومه وسمّاه نساء قومه عُرْف النار- کلام يمانٍ يسمّون به الغادر (تاريخ الطبري: 338:3).
  44. احتَقّ القوم: قال کلّ واحد منهم: الحقّ في يدي(لسان العرب: 49:10) والمراد هنا: المحاجّة والمجادلة.
  45. المواربة: المداهاة والمخاتَلة، والتوريب: أن تُوَرِّي عن الشي ء بالمُعارَضات والمباحات (لسان العرب: 796:1).
  46. الهُدْنة: اللِّين والسُّکون، ومنه قيل للمصالحة: المهادنة؛ لأنّها ملاينة أحد الفريقين. والدَّخَن: تَغَيُّر الطعام من الدُّخان (مجمع الأمثال: 4464:460:3).
  47. أصل المثل: «عن صَبُوحٍ تُرَقَّق» الصبوح: ما يُشرب صَباحاً، وترقيق الکلام: تزيينه وتحسينه. يُضرَب لمن کَنَي عن شي ء وهو يريد غيره (مجمع الإمثال: 2451:348:2).
  48. أصل المثل: «طَوَيتُه علي غَرَّهِ» غَرُّ الثوب: أثَر تکسُّره، يُضرَب لمن يؤکَل إلي رأيه (مجمع الأمثال: 2298:290:2).
  49. الأحزاب: 62.
  50. شرح نهج البلاغة: 279:2.