ابوموسي الأشعري
ولّاه النبيّ صلي الله عليه و سلم علي مناطق من اليمن.[5] ولي البصرة[6] في عهد عمر بعد عزل المغيرة.[7] . [صفحه 41] عندما کان والياً علي البصرة، فتح کثيراً من مناطق إيران، منها الأهواز،[8] وتُستَر،[9] وقمّ،[10] وأصفهان،[11] وجُنديسابور.[12] وظلّ والياً علي البصرة في أوّل خلافة عثمان،[13] ثمّ عزله عثمان ونصب مکانه عبد اللَّه بن عامر بن کريز[14] الذي کان ابن خمس وعشرين سنة.[15] . ولمّا ثار أهل الکوفة علي عثمان وواليه سعيد بن العاص وطلبوا أباموسي، وافق عثمان علي ذلک، وولي أبوموسي الکوفة.[16] . وعندما تسلّم أميرالمؤمنين عليه السلام مقاليد الخلافة أبقاه في منصبه باقتراح مالک الأشتر.[17] وهو الوالي الوحيد الذي ظلّ في منصبه من ولاة عثمان.[18] . [صفحه 42] وکان أبوموسي يثبّط الناس عن نصرة الإمام عليه السلام في فتنة أصحاب الجمل، فعزله الإمام،[19] وأخرجه مالک الأشتر من الکوفة.[20] . اعتزل أبوموسي القتال في صفّين[21] وانضمّ إلي القاعدين. ولکن عندما فُرِضَ التحکيم علي الإمام عليه السلام، فُرِضَ أبوموسي عليه أيضاً حَکَماً بإصرار الأشعث بن قيس والخزرج وبلبلتهم.[22] . وکان الإمام عليه السلام يعلم أنّ أباموسي سيُضيع الحقّ بمکيدة عمرو بن العاص، وکذلک کان يعتقد أصحابه الأجلّاء کمالک الأشتر، وابن عبّاس، والأحنف بن قيس.[23] وفي آخر المطاف انخدع أبوموسي بمکيدة ابن العاص، وعجز عن استخلاف عبد اللَّه بن عمر، الذي کان صهره،[24] وکان يطمع فيها.[25] . لقد وَهِم أبوموسي أنّه عزل عليّاً عليه السلام ومعاوية. واستغلّ ابن العاص الفرصة، وکادَ فأبقي معاوية. وعبّر أبوموسي بحماقته هذه عن دوره المخزي في التاريخ [صفحه 43] مرّة اُخري، وساق المجتمع الإسلامي إلي هاوية الدمار.[26] . ويا عجباً! فإنّ التدقيق في حوار الرجلين يدلّ علي أنّ أباموسي کان غير مطّلع علي موضوع التحکيم، ولم يعلم في الحقيقة کُنه ما يريد أن يُحکّم فيه. لجأ أبوموسي بعد ذلک إلي مکّة.[27] وعندما مَلَکَ معاوية کان يتردّد عليه، وکان معاوية يحتفي به.[28] . وکان أميرالمؤمنين عليّ عليه السلام يدعو في صلاته علي أبي موسي، ومعاوية، وابن العاص.[29] ويدلّ التدبّر في حياة أبي موسي الأشعري وإنعام النظر فيما ذکرناه أنّه کان ذا «جمود فکري» من جهة، و «خمود سلوکي» من جهة اُخري. فلا هو من اُولي الفکر الحرکي الفعّال، ولا هو من أصحاب السعي اللائق المحمود. لقد کان رجلاً ظاهر التنسّک دون الاهتداء بما عليه العقل. مات أبوموسي سنة 42 ه[30] وهو ابن ثلاث وستّين سنةً.[31] . [صفحه 44] 6403- الإمام عليّ عليه السلام- في وصف أبي موسي الأشعري-: واللَّه ما کان عندي مؤتمناً ولا ناصحاً، ولقد کان الذين تقدّموني استولوا علي مودّته، وولّوه وسلّطوه بالإمرة علي الناس، ولقد أردت عزله فسألني الأشتر فيه أن اُقرّه، فأقررته علي کُره منّي له، وتحمّلت علي صرْفه من بعدُ.[32] . 6404- مروج الذهب- في ذکر حرب الجمل-: کاتب عليّ من الربذة أباموسي الأشعري ليستنفر الناس، فثبّطهم أبوموسي وقال: إنّما هي فتنة، فنُمي[33] ذلک إلي عليّ، فولّي علي الکوفة قَرظَة بن کعب الأنصاري، وکتب إلي أبي موسي: اعتزل عملنا يابن الحائک مذموماً مدحوراً، فما هذا أوّل يومنا منک، وإنّ لک فينا لهناتٍ وهُنيّاتٍ.[34] . 6405- سير أعلام النبلاء عن شقيق: کنّا مع حذيفة جلوساً، فدخل عبد اللَّه وأبوموسي المسجد، فقال: أحدهما منافق ثمّ قال: إنّ أشبه الناس هَدْياً ودَلّاً وسَمتاً برسول اللَّه صلي الله عليه و سلم عبداللَّه.[35] . 6406- شرح نهج البلاغة: روي أنّ عمّاراً سُئل عن أبي موسي، فقال: لقد سمعت فيه من حذيفة قولاً عظيماً، سمعته يقول: صاحب البُرْنُس[36] لأسود، ثمّ کلح کلوحاً،[37] علمت منه أنّه کان ليلة العقبة بين ذلک الرهط.[38] . [صفحه 45] 6407- تاريخ دمشق عن أبي تِحيَي حُکَيّم: کنت جالساً مع عمّار، فجاء أبوموسي فقال: ما لي ولک؟ قال: ألست أخاک؟ قال: ما أدري إلّا أنّي سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم يلعنک ليلة الجمل. قال: إنّه قد استغفر لي. قال عمّار: قد شهدتُ اللعنَ، ولم أشهد الاستغفار.[39] . 6408- تاريخ الطبري عن جويرية بن أسماء: قدم أبوموسي علي معاوية، فدخل عليه في بُرنُس أسود، فقال: السلام عليک يا أمين اللَّه! قال: وعليک السلام، فلمّا خرج قال معاوية: قدم الشيخُ لاُوَلّيه، ولا واللَّه لا اُولّيه.[40] . 6409- الغارات عن محمّد بن عبد اللَّه بن قارب: إنّي عند معاوية لجالس، إذ جاء أبوموسي فقال: السلام عليک يا أميرالمؤمنين! قال: وعليک السلام، فلمّا تولّي قال: واللَّه لا يلي هذا علي اثنين حتي يموت.[41] . 6410- الطبقات الکبري عن أبي بُردة [بن أبي موسي]: دخلت علي معاوية بن أبي سفيان حين أصابته قرحته، فقال: هلمّ يابن أخي تحوّل فانظر. قال: فتحوّلت، فنظرت، فإذا هو قد سبرت-[42] يعني: قرحته- فقلت: ليس عليک بأس... إذ دخل يزيد بن معاوية، فقال له معاوية: إن وليتَ من أمر الناس شيئاً، فاستوصِ بهذا؛ فإنّ أباه کان أخاً لي- أو خليلاً أو نحو هذا من القول- غير أنّي قد رأيت في القتال ما لم يَرَ.[43] . [صفحه 46]
هو عبد اللَّه بن قيس بن سليم، المشهور بأبي موسي الأشعري. من أهل اليمن،[1] وأحد صحابة النبيّ صلي الله عليه و سلم.[2] أسلم في مکّة.[3] وکان حَسَنَ الصوت، واشتهر بالقراءة.[4] .
صفحه 41، 42، 43، 44، 45، 46.