هاشم بن عتبة
[صفحه 324] نصيراً وفيّاً للإمام أميرالمؤمنين عليه السلام،[4] ومن الشجعان الأبطال.[5] . سلم يوم الفتح. وذهبت إحدي عينيه في معرکة اليرموک.[6] . ثمّ سارع إلي نصرة عمّه سعد بن أبي وقّاص.[7] وتولّي قيادة الجيش في فتح جَلَوْلاء.[8] لُقِّب بالمِرقال لطريقته الخاصّة في القتال وفي هجومه علي العدوّ.[9] . شهد معرکة الجمل[10] وصفّين.[11] وإنّ ملاحمه، وخطبه في بيان عظمة الإمام عليّ عليه السلام، وکشفه ضلال الأمويّين وسيرتهم القبيحة، کلّها کانت دليلاً علي عمق تفکيره، ومعرفته الحقّ. وثباته عليه. دفع الإمام عليّ عليه السلام رايته العظمي إليه يوم [صفحه 325] صفّين.[12] وتولّي قيادة رجّالة البصرة يومئذٍ.[13] استُشهد في صفّين عند مقاتلته کتيبة أمويّة بقيادة «ذو الکلاع».[14] وأثني الإمام أمير المؤمنين عليه السلام علي شجاعته وشهامته وثباته وکياسته.[15] . 6729- الاستيعاب عن أبي عمر: أسلم هاشم بن عتبة يوم الفتح، يعرف بالمرقال، وکان من الفضلاء الخيار، وکان من الأبطال البُهَم، فُقِئت عينه يوم اليرموک، ثمّ أرسله عمر من اليرموک مع خيل العراق إلي سعد، کتب إليه بذلک، فشهد القادسيّة، وأبلي بها بلاءً حسناً وقام منه في ذلک ما لم يقم من أحد، وکان سبب الفتح علي المسلمين. وکان بُهْمَة من البُهَم فاضلاً خيّراً. وهو الذي افتتح جلولاء، فعقد له سعد لواءً ووجّهه، وفتح اللَّه عليه جلولاء ولم يشهدها سعد.[16] . 673- المستدرک علي الصحيحين عن محمّد بن عمر: کان [هاشم بن عتبة] أعور، فقئت عينه يوم اليرموک.[17] . [صفحه 326] 6731- الإصابة عن المرزباني: لمّا جاء قتل عثمان إلي أهل الکوفة، قال هاشم لأبي موسي الأشعري: تعال يا أباموسي بايع لخير هذه الاُمّة عليّ. فقال:لا تعجل. فوضع هاشم يده علي الاُخري، فقال: هذه لعليّ وهذه لي، وقد بايعت عليّاً، وأنشد: اُبايع غيرَ مکترثٍ عليّاً اُبايعه وأعلم أن ساُرضي 6732- الإمام عليّ عليه السلام: وقد أردتُ تولية مصرَ هاشمَ بن عُتبة، ولو ولّيته إيّاها لما خَلّي لهم العرصة، ولا أنهزهم الفرصة، بلا ذمّ لمحمّد بن أبي بکر، ولقد کان إليَّ حبيباً، وکان لي ربيباً.[19] . 6733- عنه عليه السلام: رحم اللَّه محمّداً، کان غلاماً حدثاً، أما واللَّه لقد کنت أردت أن اُولّي المرقال هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص مصر، واللَّه لو أنّه وليها لما خلّي لعمرو بن العاص وأعوانه العرصة، ولما قُتل إلّا وسيفه في يده.[20] . 6734- وقعة صفّين عن عبدالرحمن بن عبيد بن أبي الکنود: لمّا أراد عليّ المسير إلي أهل الشام دعا إليه من کان معه من المهاجرين والأنصار، فحمد اللَّه وأثني عليه وقال: أمّا بعد، فإنّکم ميامين الرأي، مراجيح الحلم، مقاويل بالحقّ، مبارکو الفعل والأمر، وقد أردنا المسير إلي عدوّنا وعدوّکم، فأشيروا علينا برأيکم. فقام هاشم بن عتبة بن أبي وقّاص، فحمد اللَّه وأثني عليه بما هو أهله، ثمّ قال: أمّا بعد، يا أمير المؤمنين فأنا بالقوم جِدُّ خبير، هم لک ولأشياعک أعداء، [صفحه 327] وهم لمن يطلب حرث الدنيا أولياء، وهم مقاتلوک ومجاهدوک لا يُبقون جهداً، مشاحّة علي الدنيا، وضنّاً بما في أيديهم منها، وليس لهم إربة[21] غيرها إلّا ما يخدعون به الجهّال من الطلب بدم عثمان بن عفّان. کذبوا ليسوا بدمه يثأرون، ولکن الدنيا يطلبون، فسر بنا إليهم، فإن أجابوا إلي الحقّ فليس بعد الحقّ إلّا الضلال، وإن أبوا إلّا الشقاق فذلک الظنّ بهم. واللَّه ما أراهم يبايعون وفيهم أحد ممّن يطاع إذا نهي، ولا يُسمع إذا أمر.[22] . 6735- وقعة صفّين عن هاشم بن عتبة- في جواب استنفار عليّ عليه السلام قبل حرب صفّين-: سر بنا يا أميرالمؤمنين إلي هؤلاء القوم القاسية قلوبهم، الذين نبذوا کتاب اللَّه وراء ظهورهم، وعملوا في عباد اللَّه بغير رضا اللَّه، فأحلّوا حرامه وحرّموا حلاله، واستولاهم الشيطان ووعدهم الأباطيل ومنّاهم الأماني، حتي أزاغهم عن الهدي وقصد بهم قصد الردي، وحبّب إليهم الدنيا، فهم يقاتلون علي دنياهم رغبةً فيها کرغبتنا في الآخرة إنجاز موعود ربّنا. وأنت يا أميرالمؤمنين، أقرب الناس من رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم رحِماً، وأفضل الناس سابقة وقدماً. وهم يا أميرالمؤمنين منک مثل الذي علمنا. ولکن کُتب عليهم الشقاء، ومالت بهم الأهواء وکانوا ظالمين. فأيدينا مبسوطة لک بالسمع والطاعة، وقلوبنا منشرحة لک ببذل النصيحة، وأنفسنا تنصرک جَذِلة[23] علي من خالفک وتولّي الأمر دونک. واللَّه ما أحبّ أنّ لي ما في الأرض ممّا أقلّت، وما تحت السماء ممّا أظلّت، وأنّي واليت عدوّاً لک، أو عاديت وليّاً لک. [صفحه 328] فقال عليّ: اللهمّ ارزقه الشهادة في سبيلک، والمرافقة لنبيّک صلي الله عليه و سلم.[24] .
هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المِرْقَالُ، يکني أباعمرو، وهو ابن أخي سعد بن أبي وقاص العارف السليم القلب، وأسد الحروب الباسل. کان من الفضلاء الخيار وکان من الأبطال البُهم.[1] [2] من صحابة رسول اللَّه صلي الله عليه و سلم الکبار،[3] وکان
ولا أخشي أميراً أشعريّا
بذاک اللَّه حقّاً والنبيّا[18] .
صفحه 324، 325، 326، 327، 328.