تصدقه بعين له في ينبع ليقي الله وجهه عن النار











تصدقه بعين له في ينبع ليقي الله وجهه عن النار



566- [و بالسند السالف قال:] حدثنا محمد قال: حدثنا العباس بن بکار قال: حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه: قال: أقطع عمر بن الخطاب عليا عليه السلام " ينبع "[1] و أضاف [علي] إليها غيرها فحفر فيها عينا فخرج منها مثل عنق البعير فبکي [علي] ثم قال: يبشر الوارث؟ ثم قال: أشهدکم أنها [صدقة] في سبيل الله و المساکين و ابن السبيل ليقي الله بها وجهي عن النار و يقي النار عن وجهي.

[صفحه 81]

[و بالسند المتقدم قال:] حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله بن سلمة عن معتب و العباس بن بکار قالا: حدثنا سليمان بن بلال عن جعفر بن محمد عن أبيه: أن عمر بن الخطاب أقطع لعلي بن أبي طالب " ينبع " ثم اشتري علي إلي قطيعة عمر شيئا [من الاراضي المجاورة لها] فحفر فيها عينا فبينا هم يعملون فيها إذ انفجر عليهم مثل عنق الجزور من الماء فأتي علي فبشر بذلک فقال: يبشر الوارث ثم تصدق بها علي الفقراء و المساکين و ابن السبيل للقريب و البعيد في السلم و الحرب ليوم تبيض [فيه] وجوه و تسود [فيه] وجوه ليصرف الله عن وجهي النار و يصرف النار عن وجهي.

568- [و بالسند المتقدم قال:] حدثنا محمد/132/ب/قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد و محمد بن عبد الرحمن بن القاسم قالا: حدثنا عيسي بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي عن جماعة من أهله.

و حدثني علي بن حکيم عن الربيع بن عبد الله عن عبد الله بن حسين عن محمد بن علي قالوا: کان أبو نيزر من أبناء بعض ملوک الاعاجم فرغب في الاسلام فأتي رسول الله صلي الله عليه و آله و کان معه فلما توفي رسول الله صار مع فاطمة و ولدها رحمة الله عليهم.

قال أبو نيزر: جاءني علي بن أبي طالب و أنا أقوم بالضيعتين

[صفحه 82]

عين أبي نيزر و البغيبغة فقال: هل عندک من طعام؟ فقلت: [عندنا] طعام لا أرضاه لک قرع من قرع الضيعة صنعته بإهالة سنخة[2] فقال: علي به.

فقام إلي الربيع- [و هو الجدول] فغسل يده فأصاب من ذلک شيئا ثم رجع إلي الربيع فغسل يده بالرمل حتي أنقاها ثم ضم يديه کل واحدة إلي أختها ثم شرب بها حسا من الربيع[3] [ثم] قال: يا أبا نيزر [إن] الاکف أنظف الآنية ثم مسح [من] ذلک الماء علي بطنه ثم قال: من أدخله بطنه النار فأبعده الله.

ثم أخذ المعول و انحدر إلي العين فأقبل يضرب فيها و أبطأ عليه الماء فخرج [و] قد تفضخت جبهته عرقا فاستشف العرق من جبينه[4] ثم أخذ المعول و عاد إلي العين فأقبل يضرب فيها و جعل يهينم[5] فانثالت کأنها عنق جزور فخرج مسرعا فقال: أشهد الله أنها صدقة علي بدواة و صحيفة!! قال [أبو نيزر]: فعجلت بها إليه فکتب [عليه السلام]:

[صفحه 83]

بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدق به عبد الله علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين أبي نيزر و البغيبغة علي فقراء أهل المدينة و ابن السبيل ليقي الله وجهي حر النار يوم القيامة و لا تباعا و لا توهبا حتي يرثهما الله و هو خير الوارثين إلا أن يحتاج الحسن [أ] و الحسين فهما طلق لهما ليس لاحد غيرهما.

قال [أبو نيزر]: فرکب الحسين دين/133/أ/فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مئتي ألف دينار فأبي [الحسين] أن يبيع و قال: إنما تصدق بها أبي ليقي الله بها وجهه حر النار[6] .

[صفحه 84]


صفحه 81، 82، 83، 84.








  1. کذا في هذا الحديث و الحديث التالي، هاهنا، و الاقرب أو القريب إلي الواقع بحسب القرائن الخارجية أن رسول الله هو الذي أقطع عليا عليه السلام أرض " ينبع " کما روي المتقي في الحديث الاخير من کتاب الوقف تحت الرقم: " 5469 " من کتاب کنز العمال: ج 8 ص 324 ط 2، بالهند قال: [و] عن أبي جعفر عليه السلام أن رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم خرج في جيش فأدرکته القائلة و هو ما يلي " الينبع " فاشتد عليه حر النهار فانتهوا إلي سمرة فعلقوا أسلحتهم عليها و فتح الله عليهم فقسم رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم موضع السمرة لعلي في نصيبه فاشتري [علي] إليها بعد ذلک فأمر مملوکيه أن يفجروا لها عينا [ففجرت] فخرج لها مثل عنق الجزور فجاء البشير يسعي إلي علي يخبره بالذي کان فجعلها علي صدقة فکتبها: [هذا] صدقة لله تعالي يوم تبيض [فيه] وجوه و تسود [فيه] وجوه ليصرف الله وجهي عن النار صدقة بتة بتلة في سبيل الله تعالي للقريب و البعيد في السلم و الحرب و اليتامي و المساکين و في الرقاب.

    و قريبا منه رواه أيضا ثقة الاسلام الکليني في الحديث: " 9 " من الباب: " 35 " من کتاب الوصايا من الکافي.و قريبا منه رواه أيضا القاضي نعمان المصري في الحديث: " 1283 " من کتاب دعائم الاسلام و رواه أيضا السيوطي في عنوان: " مراسيل أبي جعفر عليه السلام " من کتاب جمع الجوامع:ج 2 ص 821.

  2. کذا في أصلي، و في المختار: " 5 " من باب کتب نهج السعادة: ج 4 ص 14: " بإهالة سبخة ".
  3. کذا هاهنا، و في نهج السعادة: " و شرب منهما حسي من الربيع.
  4. تفضخت عرقا: صبه بشدة.

    و استشف العرق: مسحه.

    صبه.

    جففه.

    و في نهج السعادة: " فخرج و قد تنضح جبينه عرقا فانتکف العرق من جبينه.

  5. کذا في أصلي، و في رواية المبرد المذکورة في نهج السعادة-: " يهمهم " و هما بمعني واحد يقال: هينم فلان هينمة: صوت صوتا خفيا.

    والهينوم: کلام لا يفهم.و للحديث شواهد کثيرة يجدها الطالب في عنوان: " صدقات علي بن أبي طالب عليه السلام " من تاريخ المدينة المنورة: ج 1، ص 219، و ما بعدها قال: حدثنا [أبو غسان] محمد بن يحيي [بن علي] قال: أخبرني عبد العزيز بن عمران، عن واقد بن عبد الله الجهني عن عمه عن جده کسد بن مالک قال: نزل طلحة بن عبيد الله و سعيد بن زيد، علي بالمنحار؟- و هو موضع بين حوزة السفلي و بين منحوين؟ علي طريق التجار في الشام؟- حين بعثهما رسول الله صلي الله عليه و آله يترقبان له عن عمير أبي سفيان فنزلا علي فأجارهما، فلما أخذ رسول الله " يلبع " قطعها لکسد، فقال: يا رسول الله إني کبير و لکن اقطعها لا بن أخي؟ فقطعها له فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الانصاري بثلاثين ألف درهم، فخرج عبد الرحمان إليهما فرمي بها و أصبه سافيها و ريحها؟ فقدرها و أقبل راجعا، فلحق علي بن أبي طالب و هي بلية دون " ينبع " فقال: من أين جئت؟ فقال: من " ينبع " و قد شنفتها [أي أبغضتها] فهل لک أن تبتاعها؟ قال علي: قد أخذتها بالثمن.

    قال: هي لک.

    فخرج إليها علي رضي الله عنه فکان أول شيء عمله فيها البغيبغه و أنفذها.

    أقول القصة ذکرها ابن حجر في ترجمة کسد- بالسين المهملة- في حرف الکاف من کتاب الاصابة: ج 3 ص 277، و في طبعة: ج 5 ص 1334.

  6. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " إنما تصدق بها أبي إلا ليقي الله بها وجهه حر النار.

    أن کاتب الاصل رحمه الله کتب فوق کلمة: " إنما " لفظة " ما " و وضع في صفها قبلها حرف " ظ ".