خبر التميمي الذي تعشي مع علي رضي الله عنه











خبر التميمي الذي تعشي مع علي رضي الله عنه



وقوله للحسن لما استقرض من بيتالمال للضيافة: ليس لک ان تنتفع بحقک قبل المسلمين لولا أني رأيت رسول الله ) ص ( يقبل فمک لاوجعتک ضربا. ثم تصدقه بدرعه علي أعرابي حينما سأله وقوله: لا تخد عن عنها فطال ما کشفت الکرب

خبر التميمي [الذي کان رسولا إلي أمير المؤمنين عليه السلام و رفض أن يتعشي مع الناس و أراد أن يتعشي] مع علي رضي الله عنه 558- [و بالسند المتقدم] حدثنا محمد قال: حدثنا العباس بن بکار قال: حدثنا أبو بکر الهذلي عن الحسن قال: حدثني رجل من بني تميم قال: وجهني عبد الله بن عباس إلي علي بن أبي طالب عليه السلام و هو بالکوفة بستمائة/130/ب/ألف درهم فضلت من عطايا أهل البصرة فقدمت عليه و هو يعشي الناس في شهر رمضان فقال: يا أخا بني تميم اجلس فأصب مع الناس.

فقلت: بل أقوم معک و أعينک حتي يفرغوا.

قال: ذلک إليک.

فلما فرغوا قبض علي ذراعي [و ذهب بي إلي بيته] فلما دخل منزله جلس ثم قال: يا قنبر ائتني بالمزود فجاءه بمزود مختوم فنظر إلي ختمه فقلت في نفسي هذا مال يريد أن يدفعه لي ففتحه فأخرج لي کسر خبز يابس فبله بماء و أتي بزيت و ملح فصب عليه و قال: ادن يا أخا بني تميم.

فقلت: أقلني يا أمير المؤمنين ردني إلي اصحابي!! فقال: هيهات فاتک أصحابک؟! يا قنبر إئت الحسن بن علي فقل له: إنه نزل بنا ضيف فإن يک عندک غياث فأغثه.

[صفحه 74]

[قال: فذهب قنبر إلي بيت الحسن عليه السلام] فجاء بصحفة فيها مرق و لحم و أرغفة فوضع بين يدي فجعلت آکل فقال: يا أخا بني تميم إنک لحاذق بأکل هذا! فقلت: [و] أنت و الله حاذق بأکل فلق الخبز!! فبکي [عليه السلام] ثم قال: يا أخا بني تميم متي ساويناهم في طعامهم سألنا الله عن ذلک!! ثم قام إلي حب علي الفرات فشرب منه ماءا ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني و سقاني.

فلما أصبح دعا الحسن ثم قال: يا بني ضيفنا إليک فأنت [تقوم بضيافته؟] أو قوته منا؟[1] ؟ قال التميمي: فحدثني قنبر قال: دعاني الحسن فقال: يا قنبر إن عندي أربع نسوة حرائر ما في بيت واحدة منهن فضل عن قوتها فاستسلف لي درهما طعاما لهذا الضيف!!! قال: فاستسلفت له درهما فاشتريت له طعاما فقال: هذا طعام فأين الا دام؟ فقلت له: من أين؟ فقال: إن زقاق عسل جاءت من اليمن فأعطنا منها مقدار ما يأتدم به الضيف! فقلت: و کيف أعطيک و لم يقسمها أمير المؤمنين؟! قال: إن لنا فيها حقا فإذا أعطانا حقنا رددنا ما أخذنا! [قال قنبر:] فقمت إلي زق منها ففتحته فأخذت منه قدر رطل أو أرجح/131/أ/[فأتيت به إلي ضيفنا التميمي].

قال التميمي: فتأدمت به، فلما کان من الغد دعا علي ليقسم العسل فنظر إلي ذلک الزق قال يا قنبر قد حدث في هذا الزق

[صفحه 75]

حدث!! فقلت يا أمير المؤمنين کان من قصته کيت و کيت.

فغضب ثم قال: علي بالحسن فدعي له و رفع الدرة ليضربه! فقال [له الحسن] بحق عمي جعفر.

- و کان علي إذا سئل بحق جعفر يسکن- فقال له: ما حملک علي أن أخذت من هذا العسل قبل أن نقسمه؟ قال يا أمير المؤمنين إن لنا فيه حقا فإذا أعطيتنا حقنا رددنا من حقنا قال: فداک أبوک و إن کان لک فيه حق فليس لک أن تنتفع بحقک منه قبل أن ينتفع المسلمون بحقوقهم!!! لو لا أني رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقبل فمک لاوجعتک ضربا[2] !!! ثم دفع إلي قنبر درهما فقال: اشتر به أجود عسل تقدر عليه بالکوفة [فذهب قنبر و اشتري العسل و جاء به] فکأني أنظر إلي يدي علي علي الزق و قنبر يقلب العسل فيه ثم شده و جعل يبکي و يقول: أللهم اغفرها للحسن فإنه لم يعلم ثم قسم العسل.

ثم جلس علي الفرات فأتاه رجل أعرابي من بني أسد فقال: يا أمير المؤمنين و الله ما ترکت في بيتي سبدا و لا لبدا و لا ثاغية و لا راغية[3] و قد أتيتک فأعطني.

فقال له [أمير المؤمنين]: أ ليس قد أعطيناک عطاک؟ قال: بلي و لکنه قد نفد.

[ف] قال [له] لا يجوز لنا أن نعطيک حتي نعطي الناس.

قال: أعطني من مالک.

قال: و الله ما أصبح في بيتي فضل عن قوتي!!!

[صفحه 76]

فولي الاعرابي و هو يقول: ليسألنک الله عن موقفي بين يديک فبکي [علي] ثم قال: يا قنبر ائتني بدرعي الفلاس.

فأتاه بها فقال: ادفعها إلي الاعرابي.

فدفعها إليه فقال [له]: لا تخدعن عنها فطال ما کشفت بها الکرب عن وجه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقال/131/ب/له قنبر: يا أمير المؤمنين کان يجزي بها عشرون درهما أو أقل[4] قال: يا قنبر و الله ما يسرني أن لي أودية الدنيا ذهبا و فضة فتصدقت به و قبله الله مني و أنه سألني عن موقف هذا بين يدي!!!

[صفحه 77]

559- [و بالسند المتقدم] حدثنا محمد قال: حدثنا موسي بن إسماعيل قال: حدثنا فضالة بن عبد الملک العبدي قال: حدثتني خالتي کريمة بنت عقبة قالت: کنا بالکوفة فشهدت عليا يقسم فينا الورس.

560- [و بالسند السالف قال] حدثنا محمد قال: حدثنا محمد بن يحي الازدي قال: حدثنا قبيصة بن عقبة قال: حدثنا سفيان بن سعيد عن عبيدة: عن علي بن ربيعة أن عليا کان يطعم الناس في أحافين خزف ثم يجئ فيقول: أفرجوا أفرجوا فيهوي بيده هکذا و لا يأخذ شيئا.

[صفحه 78]


صفحه 74، 75، 76، 77، 78.








  1. ما بين المعقوفين زيادة منا لتصويب لفظ أصلي، و فيه: " فأنت أو قوته منا؟ " و لکن بعض الحروف کان في أصلي منقوط.
  2. لفظة: " فمک " رسم خطها غامض في أصلي.
  3. هاتان الجملتان يقال لمن لا شيء عنده من الفراش و مواده و لا مما يتمتع به من الانعام من الشياة و النياق.و السبد- کفرس: القليل من الشعر.

    و اللبد- [أيضا محرکة-: الصوف المتلبد.

    و الثاغية: ما تحدث الثغاء و هو صوت الغنم.

    و الراغية: التي تبث الرغاء- بضم الراء-: و هو صوت البعير و نحوه.

  4. کلمتا: " کان يجري " رسم خطهما واضح.