کان أکرم الرجال علي رسول الله
فقال رجل- لم يسمه عبد الله بن صفوان-: وأي شيء يبعده عن ذلک؟ [و قد] اصطفاه الله لنصرة رسوله و ارتضاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لاخوته و اختاره لکريمته و جعله أبا ذريته فإن ابتغيت شرفا فهو في أکرم منبت و أورق عود، و إن أردت إسلاما فأوفر بحظه و أجزل بنصيبه، و إن ألجأت إلي شجاعة فبهمة حرب و قانصة [صفحه 68] رخم[1] يصافح/129/أ/السيوف أنسا لا يجد أوقعها حسا لا تهده قعقعة و لا يغلط الجموع[2] جبرئيل يرفده ودعوة النبي صلي الله عليه و آله و سلم تعضده! أجود الناس کفا و أشجعهم قلبا [و] أحد الناس لسانا و أظهرهم بيانا و أصدعهم بالصواب في أسرع جواب! عظته أقل من عمله[3] و عمله يعجز عنه أهل دهره عليه من الله الصلاة و الرحمة کذاک کان و أفضل مما وصفنا [ه] رحمة الله عليه و رضوانه. 552- [و بالسند السالف] حدثنا محمد قال: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: حدثني أبي [عن أبيه] عن أخيه محمد بن علي: عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه قال: کان أبي رضوان الله عليه إذا جاءت غلته من ضياعه أخذ قوته لنفسه و قوت عياله و أمهات أولاده و أعطي الحسن و الحسين قوتهما و أعطاني قوتي و أعطي من بلغ من ولده و أعطي عقيل و ولده و ولد جعفر وأم هانئ و ولدها و أعطي جميع ولد عبد المطلب من کان منهم يحتاج إلي ان يعطيه و إلي سائر بني هاشم و إلي ولد المطلب بن عبد مناف و ولد نوفل بن عبد مناف و إلي جماعة من قريش من کان منهم يحتاج إلي الصلة و إلي أهل بيوت من الانصار و غيرهم حتي لا يبقي منه شيئا رضوان الله عليه و مغفرته. [صفحه 69] و لم يسأله أحد شيئا فرده إلا بما يرضيه [من القول]. و کان يدعو قنبرا بالليل فيحمل دقيقا و تمرا فيمضي به إلي أبيات قد عرفها فيصلهم و لا يطلع عليه أحد. فقال محمد: يا أبة ما يمنعک أن تدفعه إليهم نهارا؟ فقال: يا بني إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز و جل. 553- [و بالسند المتقدم] حدثنا محمد قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: حدثني 129/ب/إسماعيل بن عمرو البجلي عن عمر بن موسي عن زيد بن علي عن أبيه عن عمته زينب بنت علي: عن أسماء بنت عميس قالت: حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب قالت: کان علي من أجود الناس لقد کان أبوه يوجه معه باللطف إلي بعض أهله[4] فيقول: يا أبة هذا قليل فزده. ثم يأتي أمه فاطمة بنت أسد فيقول: يا أمه زيدي عليه من نصيبي!!! فتفعل و لقد کان يدفع إليه و إلي عقيل الشيء يسوي بينهما فيميل عقيل عليه و يقول له: أعطيت أنت أکثر مما أعطيت أنا!! فيضعه [علي نصيبه] بين يديه و يقول [له]: خذ منه ما تريد!!! [صفحه 70] ثم نشأ [عليه السلام] علي ذلک و کان جوادا شجاعا. و ضمه إليه رسول الله صلي الله عليه و آله و هو ابن أربع سنين فکان في حجره فأخذ بهدية. و کان رسول الله صلي الله عليه و آله يقول لخديجة: يکون من أمري کذا و کذا. فتقول له: صدقت. و يقول علي: صدقت. و ما رد سائلا قط منذ هو صبي إلي أن استشهد رضي الله عنه. 554- [و بالسند المتقدم قال:] حدثنا محمد قال: حدثنا عثمان بن عمران و محمد بن معمر قالا: حدثنا روح بن عبادة: عن عمار بن عمارة قال: حدثني مسلم المکي أن أبا هريرة حدثه أنه أتي عليه ثلاثة أيام و لياليهن [و هو] صائم لا يقدر علي شيء [قال:] فانصرفت و رءاني أبو بکر فسألني أبو بکر: کيف أنت يا أبا هريرة؟ ثم انصرف فعرفت أن ليس عنده شيء. قال: ثم انصرفت وراء علي بعد المغرب فقال: ادخل يا أبا هريرة. قال: فأي فرحة فرحت فدخلنا منزل فاطمة فقال: يا ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله: اطوي بطنک الليلة فإن عندنا ضيفا قال: قال: فجاء بخردقين؟ مثل هاتين؟ [صفحه 71] ثم قام علي المصباح کأنه يصلحه فأطفأه قال: و حرکا أفواههما و لم يأکلا شيئا فأکلت الجردقين ثم/130/أ/قال: يا بنت رسول الله هل من شيء؟ قال: فأخرجت من تحت مخدتها مرودا فيه مثل ماء[5] و قال [أبو هريرة] بکفه کلها- و فيه کف من سويق فقال: بنصف کفه و خمس تمرات أو ست فأکلتهن و لم تغن عني موقعا.
551- حدثنا محمد قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم قال: حدثنا هشام بن سليمان المخزومي عن أبيه عن عبد الرحمان بن محمد بن زيد بن جدعان: عن عبد الله بن صفوان قال: کنا عند عائشة فذکر عندها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت عائشة: کان أکرم رجالنا علي رسول الله [صلي الله عليه و آله و سلم].
صفحه 68، 69، 70، 71.
الاحسان. الاتحاف. اليسير من الطعام. و منه قول أمير المؤمنين عليه السلام کما في المختار: " 82 " من الباب الثاني من نهج البلاغة: " و أکثر لنا من لطف الجند ".