كان أكرم الرجال علي رسول الله











کان أکرم الرجال علي رسول الله



551- حدثنا محمد قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن القاسم قال: حدثنا هشام بن سليمان المخزومي عن أبيه عن عبد الرحمان بن محمد بن زيد بن جدعان: عن عبد الله بن صفوان قال: کنا عند عائشة فذکر عندها علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقالت عائشة: کان أکرم رجالنا علي رسول الله [صلي الله عليه و آله و سلم].

فقال رجل- لم يسمه عبد الله بن صفوان-: وأي شيء يبعده عن ذلک؟ [و قد] اصطفاه الله لنصرة رسوله و ارتضاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لاخوته و اختاره لکريمته و جعله أبا ذريته فإن ابتغيت شرفا فهو في أکرم منبت و أورق عود، و إن أردت إسلاما فأوفر بحظه و أجزل بنصيبه، و إن ألجأت إلي شجاعة فبهمة حرب و قانصة

[صفحه 68]

رخم[1] يصافح/129/أ/السيوف أنسا لا يجد أوقعها حسا لا تهده قعقعة و لا يغلط الجموع[2] جبرئيل يرفده ودعوة النبي صلي الله عليه و آله و سلم تعضده! أجود الناس کفا و أشجعهم قلبا [و] أحد الناس لسانا و أظهرهم بيانا و أصدعهم بالصواب في أسرع جواب! عظته أقل من عمله[3] و عمله يعجز عنه أهل دهره عليه من الله الصلاة و الرحمة کذاک کان و أفضل مما وصفنا [ه] رحمة الله عليه و رضوانه.

552- [و بالسند السالف] حدثنا محمد قال: حدثنا يعقوب بن جعفر قال: حدثني أبي [عن أبيه] عن أخيه محمد بن علي: عن عبد الله بن محمد بن الحنفية عن أبيه قال: کان أبي رضوان الله عليه إذا جاءت غلته من ضياعه أخذ قوته لنفسه و قوت عياله و أمهات أولاده و أعطي الحسن و الحسين قوتهما و أعطاني قوتي و أعطي من بلغ من ولده و أعطي عقيل و ولده و ولد جعفر وأم هانئ و ولدها و أعطي جميع ولد عبد المطلب من کان منهم يحتاج إلي ان يعطيه و إلي سائر بني هاشم و إلي ولد المطلب بن عبد مناف و ولد نوفل بن عبد مناف و إلي جماعة من قريش من کان منهم يحتاج إلي الصلة و إلي أهل بيوت من الانصار و غيرهم حتي لا يبقي منه شيئا رضوان الله عليه و مغفرته.

[صفحه 69]

و لم يسأله أحد شيئا فرده إلا بما يرضيه [من القول].

و کان يدعو قنبرا بالليل فيحمل دقيقا و تمرا فيمضي به إلي أبيات قد عرفها فيصلهم و لا يطلع عليه أحد.

فقال محمد: يا أبة ما يمنعک أن تدفعه إليهم نهارا؟ فقال: يا بني إن صدقة السر تطفئ غضب الرب عز و جل.

553- [و بالسند المتقدم] حدثنا محمد قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة قال: حدثني 129/ب/إسماعيل بن عمرو البجلي عن عمر بن موسي عن زيد بن علي عن أبيه عن عمته زينب بنت علي: عن أسماء بنت عميس قالت: حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب قالت: کان علي من أجود الناس لقد کان أبوه يوجه معه باللطف إلي بعض أهله[4] فيقول: يا أبة هذا قليل فزده.

ثم يأتي أمه فاطمة بنت أسد فيقول: يا أمه زيدي عليه من نصيبي!!! فتفعل و لقد کان يدفع إليه و إلي عقيل الشيء يسوي بينهما فيميل عقيل عليه و يقول له: أعطيت أنت أکثر مما أعطيت أنا!! فيضعه [علي نصيبه] بين يديه و يقول [له]: خذ منه ما تريد!!!

[صفحه 70]

ثم نشأ [عليه السلام] علي ذلک و کان جوادا شجاعا.

و ضمه إليه رسول الله صلي الله عليه و آله و هو ابن أربع سنين فکان في حجره فأخذ بهدية.

و کان رسول الله صلي الله عليه و آله يقول لخديجة: يکون من أمري کذا و کذا.

فتقول له: صدقت.

و يقول علي: صدقت.

و ما رد سائلا قط منذ هو صبي إلي أن استشهد رضي الله عنه.

554- [و بالسند المتقدم قال:] حدثنا محمد قال: حدثنا عثمان بن عمران و محمد بن معمر قالا: حدثنا روح بن عبادة: عن عمار بن عمارة قال: حدثني مسلم المکي أن أبا هريرة حدثه أنه أتي عليه ثلاثة أيام و لياليهن [و هو] صائم لا يقدر علي شيء [قال:] فانصرفت و رءاني أبو بکر فسألني أبو بکر: کيف أنت يا أبا هريرة؟ ثم انصرف فعرفت أن ليس عنده شيء.

قال: ثم انصرفت وراء علي بعد المغرب فقال: ادخل يا أبا هريرة.

قال: فأي فرحة فرحت فدخلنا منزل فاطمة فقال: يا ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله: اطوي بطنک الليلة فإن عندنا ضيفا قال: قال: فجاء بخردقين؟ مثل هاتين؟

[صفحه 71]

ثم قام علي المصباح کأنه يصلحه فأطفأه قال: و حرکا أفواههما و لم يأکلا شيئا فأکلت الجردقين ثم/130/أ/قال: يا بنت رسول الله هل من شيء؟ قال: فأخرجت من تحت مخدتها مرودا فيه مثل ماء[5] و قال [أبو هريرة] بکفه کلها- و فيه کف من سويق فقال: بنصف کفه و خمس تمرات أو ست فأکلتهن و لم تغن عني موقعا.


صفحه 68، 69، 70، 71.








  1. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " و؟ اصيه حنم ".
  2. کذا.
  3. أي کان عمله عليه السلام في سبيل الله أکثر من قوله بخلاف غيره من عامة الناس.
  4. اللطف- محرکة-: الهدية.

    الاحسان.

    الاتحاف.

    اليسير من الطعام.

    و منه قول أمير المؤمنين عليه السلام کما في المختار: " 82 " من الباب الثاني من نهج البلاغة: " و أکثر لنا من لطف الجند ".

  5. کذا في أصلي، أن في صدره: " فتخرج من تحت مخدها.