حكاية البصري عن مشاهدته أمير المؤمنين يطوف علي الناس في...











حکاية البصري عن مشاهدته أمير المؤمنين يطوف علي الناس في السوق يأمر وينهي وشفاعته للخادم التي أرادت ارجاع التمر علي التمار و...



حکاية البصري عن مشاهدته أمير المؤمنين يطوف علي الناس في السوق يأمر وينهي وشفاعته للخادم التي أرادت ارجاع التمر علي التمار وشراؤه قميصا بثلاثة دراهم ودعاءه وقوله متي يبعث أشقاها وقوله أما السب فسبوني ولا تتبرؤا مني...

خبر الرجل البصري [الذي التقي بأمير المؤمنين عليه السلام بالکوفة و شاهد نموذجا من سيرته النيرة] 547- [و بالسند المتقدم] حدثنا محمد[1] قال حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة الکندي قال: حدثني أبي عن جابر: عن رجل من أهل البصرة من بني بطر يکني أبا مطر[2] قال: خرجت من باب المسجد بالکوفة في زمن علي بن أبي طالب و علي إزار طويل ربما عثرت به! فإذ أنا بشيخ ينادي من خلفي: أي بني ارفع ثوبک فإنه أبقي لثوبک و أتقي لربک و خذ من شاربک إن کنت مسلما؟ [قال]: فنظرت فإذا هو علي [بن أبي طالب] رضي الله عنه فمشيت خلفه[3] و هو بين يديي و علي علي إزار و رداء فکأنه بدوي فانطلق و أنا خلفه حتي أتي سوق الابل فقال: يا معشر أصحاب الابل إياکم و الايمان فإن اليمين ينفق [السلعة] ثم يمحق[4] .

[صفحه 61]

ثم انطلق حتي بلغ [سوق] أصحاب التمر فإذا هو بخادم تبکي [ظ] عند تمار فقال [لها]: ما يبکيک؟ فقال: باعني هذا تمرا بدرهم فرده علي مولاي فأبا [البائع] أن يأخذه مني.

فقال [عليه السلام للبائع]: أعطها درهمها و خذ تمرک فإنها خادم؟ ليس لها أمر! فدفعها التمار[5] فقيل له: أ تدري من هذا؟ فقال: لا.

قالوا: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين! فصب [البائع] تمره و أعطاها درهما ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني قال [عليه السلام]: أنا راض إن أوفيت المسلمين حقوقهم[6] ثم قال: يا أصحاب التمر أطعموا المساکين يربو کسبکم[7] .

[صفحه 62]

ثم مضي حتي رآي السماکين فقال: يا أصحاب/128/أ/السمک لا تبيعوا الجري و لا الطافي[8] .

ثم مر حتي أتي القصابين فقال: يا معشر القصابين لا تنفخوا [في] اللحم و لا تذبحوا شاة علي شاة.

ثم دخل إلي البزازين فدنا إلي بزاز منهم فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم.

قال: نعم يا أمير المؤمنين.

فلما رآي أن قد عرفه انطلق إلي غيره فقال: أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم.

قال: نعم يا أمير المؤمنين.

فترکه و انطلق إلي غلام [ف] قال: يا غلام أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم.

فأعطاه [الغلام] قميصا فلبسه ما بين الرسغين إلي الکعبين فلما لبسه قال: الحمد لله الذي کساني من الرياش ما أواري به عورتي و أتجمل به في الناس[9] ثم قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقوله عند الکسوة.

[صفحه 63]

ثم انطلق حتي أتي الرحبة فدعا بوضوء فتوضأ ثم قال: متي يبعث أشقاها؟ قالوا: و إنه لکائن؟ قال نعم [هو] رجل يقتلني ما کذبت و لا کذبت.

فجاء الشيخ [أبو الغلام صاحب الثوب] إلي ابنه فقالوا: [له]: باع ابنک [اليوم من] أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم.

فقال لابنه: أخذت منه ثلاثة دراهم؟ و إنما يقوم علينا بدرهمين؟

[صفحه 64]

فأخذ [الشيخ] درهما ثم انطلق إلي علي فقال: يا أمير المؤمنين إن ابني باعک قميصا بثلاثة دراهم و إنما يقوم علينا بدرهمين و قد جئتک بدرهم فخذه، فقال: لا قد باعنا برضاه و أخذنا رضانا[10] .

ثم قال [عليه السلام]: يکون بعدي أئمة[11] يأمرونکم بسبي و البراءة مني [أما السب] فسبوني و لا تتبرؤا مني فإني ولدت علي الفطرة و أموت علي الفطرة إن شاء الله[12] .

[صفحه 66]


صفحه 61، 62، 63، 64، 66.








  1. هو محمد بن زکريا الغلابي المتقدم الذکر.
  2. کذا في ظاهر رسم الخط من أصلي و لکن بنحو الاهمال، و لعل قوله: " بطر " مصحف عن " مطر " و أبو مطر البصري اسمه عمرو بن عبد الله الجهني کما في الحديث ".

    " من فضائل علي من کتاب الفضائل.

  3. هذا هو الظاهر المذکور في رواية ابن عساکر، و في أصلي: " فأمشي خلفه.
  4. کذا في أصلي، و في حديث ابن عساکر: " فإن اليمين تنفق السلعة و تمحق البرکة ".

    و في الحديث: " 1092 " منه في ج 3 ص 64 ط 2: " فإن الحلف ينفق السلعة.و يمحق البرکة ".

  5. کذا في أصلي، و في بقية ما رأيت من المصادر: " فدفعه التمار.
  6. کذا في أصلي، و في رواية ابن عساکر: " ما أرضاني عنک إذا أوفيتهم حقوقهم.
  7. کذا في أصلي، و في رواية ابن عساکر: " يرب کسبکم ".
  8. هذا هو الصواب، و في أصلي: " لا تبيعون الجري.

    و في رواية ابن عساکر: " ثم مر مجتازا و معه المسلمون حتي انتهي إلي أصحاب السمک فقال: لا يباع في سوقنا طا في.

    قال ابن الاثير في مادة: " حرر " من کتاب النهاية: الجري- بالکسر و التشديد-: نوع من السمک يشبه الحية و يسمي بالفارسية: " مار ما هي " و منه حديث علي رضي الله عنه أنه کان ينهي عن أکل الجري و الجريث.

    و قريبا منه ذکره أيضا في مادة " جرث ".

  9. و هذه القطعة رواها الشيخ الطوسي بسند آخر قبل ثلاثة أحاديث من ختام الجزء " 13 " من أمالية: ج 1، ص.

    قال: [أخبرنا محمد بن محمد أبو الحسين] ابن مخلد قال: أخبرنا ابن السماک قال: حدثنا أبو قلابة الرقاشي قال: حدثنا عارم بن الفضل أبو النعمان قال: حدثنا مرجا أبويحي.صاحب السقط- قال و قد ذکرته لحماد بن زيد فعرفه- عن معمر بن زياد: عن معمر بن زياد أن أبا مطر حدثه قال: کنت بالکوفة فمر علي رجل فقالوا: هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه قال: فتبعته فوقف علي خياط فاشترا منه قميصا بثلاثة دراهم فلبسه فقال: الحمد لله الذي ستر عورتي و کساني الرياش ثم قال: هکذا کان رسول الله صلي الله عليه و آله يقول إذا لبس قميصا.

    و رواه أيضا عبد الله بن أحمد في مسند أمير المؤمنين عليه السلام تحت الرقم: " 1352 " من کتاب المسند: ج 1، ص 107، و 157، قال: حدثني سويد بن سعيد حدثنا مروان الفزاري عن المختار بن نافع حدثني أبو مطر البصري- و کان قد أدرک عليا رضي الله عنه- أن عليا اشتري ثوبا بثلاثة دراهم فلما لبسه قال: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أ تجمل به في الناس و أواري به عورتي ثم قال: هکذا سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول.

    [و] حدثني أبي حدثنا محمد بن عبيد حدثنا مختار بن نافع التمار عن أبي مطر أنه أتي عليا غلاما حدثا فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم و لبسه إلي ما بين الرسغين إلي الکعبين يقول- و لبسه-: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أ تجمل به في الناس و أواري به عورتي.

    و رواه أيضا تحت الرقم: " 10 " من مناقب علي عليه السلام ص 021 ط قم.

    و رواه أيضا في کتاب الزهد ص 132.

    و رواه أبو يعلي في الحديث: " 35 " من مسند علي عليه السلام تحت الرقم: (295) من مسند: ج 1، ص 253.

    و رواه عنه الهيثمي في کتاب مجمع الزوائد: ج 5 ص 18.

  10. کذا في أصلي، و في رواية ابن عساکر: " باعني رضاي و أخذ رضاه ".
  11. و هذا جار مجري قوله تعالي: (و جعلناهم أئمة يدعون إلي النار) [41/القصص: 38].
  12. و هذه القطعة کالقطعة المتقدمة: " ثم انطلق حتي أتي الرحبة.

    " موجودة في رواية ابن عساکر و لکن لذيل الکلام: " و هو قوله: " يکون بعدي أئمة يأمرونکم بسبي.

    " مصادر و أسانيد و أحسن صورة له هو ما في المختار: " 57 " من نهج البلاغة: " فأما السب فسبوني و أما البراءة فلا تتبرؤا مني.

    ثم إن الحديث أو ما يقربه رواه أيضا عبد بن حميد الکشي في مسنده الورق/61 ب/قال: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا المختار بن نافع عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارک فإنه أنقي لثوبک و أتقي لک.

    و رواه بسنده عنه عن أبي مطر الحافظ ابن عساکر تحت الرقم: " 1261 " من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 242 ط 2.

    و أيضا أورده نقلا عن عبد بن حميد ابن کثير في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخه البداية و النهاية: ج 8 ص 4.

    و أيضا قطعة من الحديث رواها أحمد بن حنبل في الحديث الاول من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من کتاب الفضائل.

    و أيضا رواها أحمد في کتاب الزهد، ص 30.

    و أيضا روي أحمد قطعة من الحديث تحت الرقم: " 26 و 183 " من فضائل علي عليه السلام من کتاب الفضائل ص 21 و 124.

    و رواه الهيثمي عن أحمد و أبي يعلي في کتاب مجمع الزوائد: ج 5 ص 119.

    و رواه أيضا السيوطي نقلا عن ابن راهويه و أحمد في کتاب الزهد و عبد بن حميد کما في أوائل مسند علي عليه السلام من کتابه: جمع الجوامع: ج 2 ص 50.

    و رواه أيضا السيد أبو طالب بزيادة في آخره کما في الباب الثالث من کتاب تيسير المطالب ص 52-.