شجاعته في حربه مع عشيرة جهينة











شجاعته في حربه مع عشيرة جهينة



1109- حدثنا أبو أحمد قال: حدثني محمد بن نصر الهاروني قال: حدثني أحمد بن عيسي الرملي قال: حدثنا علي بن الحسن المدني قال: حدثني عمارة بن زيد عن النصر بن علي عن محمد بن مسعود قال: حدثني محمد بن النعمان بن بشير قال: حدثني أبي النعمان بن بشير و جابر بن عبد الله أن رسول الله صلي الله عليه و آله خرج إلي سياق بن حذافة، قال فنادي يا محمد أخرج إلي الاکفاء من أصحابک فلست کمن لقيت أنا فارس الفرسان و مبير الشجعان.

فالتفت النبي صلي الله عليه و آله إلي أصحابه فقال: هذا سباق بن حذافة و قد بلغکم شجاعته و شدته 226/أ/فليبرز إليه رجل و لا يبرز إلا شجاع فإنه بطل.

فلما رأي ذلک علي بن أبي طالب أقبل إلي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقال: يا رسول الله إني أراه شجاعا فاتکا بطلا وأري له عطفات و جولات لو برز إليه مائة لقتلهم جميعا فاقذفني في وجهه صلي الله عليک وأبق علي أصحابک.

قال: أدن مني فدنا علي من النبي صلي الله عليه و آله فضمه إلي صدره و قبل بين عينيه ثم قال: أخرج أنت له و لکل عظيمة يا أبا الحسن فخرج إليه و بيده رمح رسول الله صلي الله عليه و آله فجال جولة و أنشأ يقول:

[صفحه 611]

نصول علي الاعادي حين تعشي و نلقي جمعهم بالمرهفات بأيدينا صوارم ليس تنبو و أرماح لنا متطاولات و خيل ضمر ليست بهجن إذا ريضت تباري العاصفات و فتيان عليها لا يبالوا بنقع الحرب يغشون الممات فأجابه سباق بن حذافة و هو يقول: و نحن إذا أهجنا لا نبالي نهب إلي اللقا طلب الممات فمن نلقاه تلقاه المنايا و ليس لمن لقينا من ثبات زعمتم أن دينکم صواب و دين اللات و العزي رفات فنضربکم عن العزي ببيض و سمر في الوغا مقومات فتجاولا في ميدان الحرب و تصاولا ثم حمل کل واحد منهما علي صاحبه فاختلفا طعنتين فبدر سياق عليا بالطعنة و انخزل [علي] عن السرج و أدار سنانه ثم عطف عليه برمح النبي صلي الله عليه و آله و سلم فطعنه/226/ب/طعنة فقصم ظهره فخر صريعا قد رکب درعه و عجل الله بروحه إلي النار ثم جال علي و أنشأ يقول:

[صفحه 612]

اليوم ذا أرضي به محمدا[1] و الله أرضيه و لله الرضي لما رأيت فوارسا من جهينة يتبادرون إلي اللقا [و الفدا] أطرقت اطراق الشجاع ببابه و الله يعلم أنني سم العدي فجعلت نفسي دون نفس محمد و لنفس محمد نفسي الفدا قال: ثم نادي هل من مبارز؟ فلما رأت ذلک جهينة قالت بعضهم لبعض: أتذرونه ينجو سالما و قد قتل سيدکم و قائدکم؟ فاحملوا عليه حملة رجل واحد و خذوا بثأر صاحبکم.

فتکبکبت القوم و حملوا علي علي و جعل علي يجول بينهم و يقطع أرماحهم و يهتک جحفهم فحانت من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم التفاته إلي علي فصاح بأصحابه أعينوا عليا فبرز الزبير بن العوام کأنه فنيق من الابل و برز عمر کأنه حريق مسبطع و تبادر شجعان أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله حتي أجهض المسلمون علي علي عليه السلام؟ و التقي الناس فتراشقوا بالنبال و تداعوا بالرماح ثم تکسر النبل و الرماح و التقي الناس بالسيف صلتا حتي ولي المشرکون منهزمين يرکب بعضهم بعضا و أتبعهم أصحاب النبي صلي الله عليه و آله حتي دخلوا آطامهم و أغلقوا أبوابهم.

[صفحه 613]

فأقام النبي صلي الله عليه و آله بساحتهم أيام يدعوهم إلي الله و يتلو عليهم کتاب الله تعالي حتي أجابته جهينة عن بکرة أبيها و خلف عليهم عبد الله بن أنيس و انصرف النبي صلي الله عليه و آله و سلم إلي/227/أ/المدينة منصورا مؤيدا و الحمد لله رب العالمين.


صفحه 611، 612، 613.








  1. قال کاتب الاصل في الهامش: هذا الشعر من الکامل و فيه اختلال فليحقق.