خبر ابن عباس عند مروره علي النواصب المتشاغلين بسب علي











خبر ابن عباس عند مروره علي النواصب المتشاغلين بسب علي



1101- [حدثنا] أبو أحمد قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز عن جندل بن والق عمن ذکره قال: بينا ابن عباس بعد أن کف بصره و إذا قائده يسوقه مر علي قوم يسبون عليا فقال لقائده: أعدل بنا إليهم فلما وقف عليهم قال من الساب الله؟ قالوا: يا ابن عباس من يسب الله فقد أشرک.

فقال: من الساب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟ قالوا: يا ابن عباس من يسب رسول/224/أ/الله صلي الله عليه و آله و سلم فقد کفر.

قال: من الساب عليا؟ قالوا: أما هذا فقد کان فقال: إني أشهد بالله و أشهد الله لسمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: من سبني فقد سب الله و من سب عليا فقد سبني فلما ولي عنهم قال لقائده: کيف رأيتهم ينظرون إلي؟ قال: نظروا إليک بأعين محمرة نظر التيوس إلي شفار الجازر قال ابن عباس زدني قال: خزر الحواجب ناکسوا أذقانهم نظر الذليل إلي العزيز القادر قال ابن عباس زدني فداک أبي و أمي قال: ليس عندي شيء قال ابن عباس:

[صفحه 599]

أحياؤهم خزي علي أمواتهم و الميتون فضيحة للغابر

[صفحه 601]

1102- قال أبو أحمد: حدثنا علي بن عبد الملک عن حجاج بن محمد الاعور قال: حدثنا شريک عن عاصم بن کليب: عن محمد بن کعب القرظي قال: سمعت عليا يقول: لقد رأيتني مع رسول الله صلي الله عليه و آله و إني لا ربط علي بطني الحجر من الجوع [و إن صدقتي اليوم لا ربعون ألفا][1] .

[صفحه 602]

1103- أبو أحمد قال: حدثنا واحد عن محمد بن عبيد منهم علي بن محمد الکوفي قال: حدثنا مختار بن نافع: عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي: ارفع إزارک فإنه أنقي لثوبک و أتقي لک و خذ من رأسک إن کنت مسلما [قال أبو مطر:] فمشيت خلفه و هو بين يدي مؤزرا بإزار مرتديا برداء و معه الدرة فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراک غريبا بهذا البلد؟ قلت: أجل أنا رجل من أهل البصرة.

قال: هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين [قال: فانطلق] حتي انتهي إلي دار [بني] أبي معيط و هو بسوق الانک[2] فقال بيعوا و لا تحلفوا فإن اليمين ينفق السلعة و تمحق/224/ب/البرکة.

ثم أتي أصحاب التمر فإذا خادم تبکي قال [لها]: ما يبکيک؟ فقالت: باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فرده مولاي فأبي أن يقبله فقال: خذ تمرک و أعطها درهمها فإنها خادم ليس لها أمر.

فدفعه [التمار] قلت: تدري من هذا؟ قال: لا قال: [فقلت]: هذا علي أمير المؤمنين فصب تمره و أعطاها درهما [ثم] قال: أحب أن ترضي عني [يا أمير المؤمنين] قال: ما أرضاني عنک إذا أوفيتهم حقوقهم.

[صفحه 603]

[ثم مر مجتازا بأصحاب التمر، فقال: يا أصحاب التمر] أطعموا المساکين يربوا [کسبکم][3] .

ثم سار مجتازا و معه المسلمون حتي [انتهي إلي] أصحاب السمک فقال: لا يباع في سوقنا هذا طا في.

ثم أتي دار قز ان[4] و هي سوق الکرابيس [فأتي شيخا] فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم [قال: نعم يا أمير المؤمنين] فلما عرفه لم يشتر منه شيئا ثم أتي آخر فلما عرفه لم يشتر منه شيئا فأتي غلاما حدثا فاشتري منه قميصا بثلاثة دراهم و لبسه ما بين الرصغين إلي الکعبين[5] ثم قال حين لبسه: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أ تجمل به في الناس و أواري به عورتي.

[صفحه 604]

فقيل له: يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عن نفسک أو شيء سمعته من رسول الله صلي الله عليه و آله؟ قال: لا بل شيء سمعته من رسول الله صلي الله عليه و آله يقوله عند الکسوة.

فجاء أبو الغلام فقيل: يا فلان قد باع ابنک من أمير المؤمنين قميصا بثلاثة دراهم قال: أفلا أخذت منه درهمين؟ فأخذ أبوه درهما و جاء إلي أمير المؤمنين و هو جالس علي باب الرحبة و معه المسلمون ثم قال: أمسک هذا الدرهم يا أمير المؤمنين.

قال: ما شأن هذا الدرهم؟ قال: کان قميصي ثمن درهمين.

قال: باعني رضاي و أخذ رضاه.

[صفحه 605]


صفحه 599، 601، 602، 603، 604، 605.








  1. ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث: (547) المتقدم.

    و هکذا رواه أيضا أحمد بن حنبل و ابنه عبد الله تحت الرقم: (22 و 50) من باب فضائل علي عليه السلام من کتاب الفضائل ص 18، و 32 ط قم.

    و رواه أيضا أحمد في کتاب الزهد، ص 133، کما رواه أيضا في مسند علي عليه السلام تحت الرقم: (1367- 1378) من کتاب المسند: ج 1، ص 159.

    و رواه أيضا بأسانيد الحافظ ابن عساکر تحت الرقم: (974) و ما بعده من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 450 ط 2.

  2. کذا في أصلي هاهنا، و لعله مصحف عن " الابل ".

    و تقدم الحديث بسند آخر في أواسط الجزء (5) تحت الرقم: (547) في الورق 127/ب/و في هذه الطبعة: ج 2 ص.

    و فيه: " حتي أتي سوق الابل.

    و الحديث رواه أيضا عبد بن حميد الکشي في مسنده الورق 16/أ/قال: حدثنا محمد بن عبيد حدثنا المختار بن نافع عن أبي مطر.

    و ساق الحديث إلي أن قال: " حتي انتهي إلي دار بني أبي معيط و هو سوق الابل.

    " و هکذا رواه ابن عساکر بسنده عن عبد بن حميد في الحديث: (1261) من ترجمة.أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 3 ص 241 ط 2.

  3. ما وضعناه بين المعقوفات الاخيرة مأخوذ من رواية عبد بن حميد، و بين قوله: " حقوقهم " و قوله: " أطعموا " کان في أصلي بياض بقدر أربع کلمات أي بقدر نصف ما وضعناه بين المعقوفين.

    و بين قوله: " تربو " و قوله: " ثم سار.

    " کان في أصلي بقدر کلمتين أي بقدر ضعفي ما وضعناه بين المعقوفين، و لعله کان في الاصل: " تربو تجارتکم و أربا حکم "؟

  4. و في مسند عبد بن حميد، و ابن عساکر و الحديث: (26) من باب فضائل علي من کتاب الفضائل: " ثم أتي دار فرات ".

    و في الحديث: (547) المتقدم في أواسط الجزء الخامس: " ثم دخل إلي البزازين فدنا إلي بزاز منهم فقال: يا شيخ أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم.

    قال: نعم يا أمير المؤمنين.

    فلما رآي أن قد عرفه انطلق إلي غيره فقال: أحسن بيعي في قميص بثلاثة دراهم قال: نعم يا أمير المؤمنين.

    و رواه المتقي في الحديث: (462) من فضائل علي من کنز العمال: ج 15، ص 162، و فيه: " ثم أتي دار بزاز ".

  5. الرصغ- کقفل و عنق-: ما بين الساعد و الکف أو الساق و القدم.و روي شطرا منه أبو يعلي الموصلي في مسند علي (عليه السلام) تحت الرقم 35 و 67 ج 1 ص 253 و 274 عن محمد بن عبد الله بن عمار عن المعافي بن عمران عن مختار.

    و عن عبيد الله [بن عمر] عن عثمان بن عمر عن أبي المحياة التيمي الکوفي عن أبي مطر.