قصة الاعمش والمنصور وذكرهما لفضائل علي وأهل البيت في...











قصة الاعمش والمنصور وذکرهما لفضائل علي وأهل البيت في حديث طويل



قضية [المؤذن الذي لعن عليا يوم جمعة أربعة آلاف مرة فمسخه الله و جعل رأسه] رأس الخنزير 1100- [حدثنا أبو] أحمد قال أخبرنا عبد الله 221/أ/بن عبد الصمد عن عبد الله بن سوار عن عباس بن خليفة: عن سليمان الاعمش قال: قال بعث أبو جعفر أمير المؤمنين إلي فأتاني رسوله في جوف الليل فبقيت متفکرا فيما بيني و بين نفسي فقلت عسي أن يکون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة ليسألني عن فضائل علي فلعلي إن صدقته صلبني قال: فکتبت وصيتي و لبست کفني و دخلت عليه فإذا عنده عمرو بن عبيد فحمدت الله علي ذلک فقال لي أبو جعفر يا سليمان ادن مني قال: فدنوت منه فاشتم رائحة الحنوط فقال لي: و الله يا سليمان لتصدقني أو لاصلبنک قال: قلت حاجتک يا أمير المؤمنين قال: ما لي أراک محنطا؟ قال: قلت: أتاني رسولک أن أجب فبقيت متفکرا فيما بيني و بين نفسي فقلت: عسي أن يکون بعث إلي أبو جعفر في هذه الساعة يسألني عن فضائل علي فلعلي إن صدقته صلبني؟

[صفحه 590]

قال: فاستوي جالسا و قال: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم فقال: يا سليمان أسألک بالله کم من حديث ترويه في فضائل علي؟ قلت: ألفي حديث أو يزيد[1] قال لي: و الله لاحدثنک حديثين ينسيان کل حديث ترويه في فضل علي[2] قال: قلت حدثني.

[صفحه 591]

قال: نعم أيام کنت هاربا من بني مروان أدور البلاد و أتقرب إلي الناس بحب علي و فضله و کانوا يطعموني حتي وردت بلاد الشام و أنا في کساء خلق ما علي غيره قال: فنودي للصلاة و سمعت الاقامة فدخلت المسجد و في نفسي أن أکلم الناس ليطعموني فلما سلم الامام إذا رجل عن يميني معه صبيان فقلت: من الصبيان من الشيخ؟ قال: [أنا] جدهما و ليس في هذه المدينة رجل يحب عليا غيري و لذلک سميت أحدهما حسنا و الآخر حسينا، قال: فقمت إليه فقال: 221/ب/يا شيخ ما تشاء؟ قال: قلت: هل لک في حديث أقربه عينک؟ قال: إن أقررت عيني أقررت عينک قال: قلت: حدثني أبي عن جدي قال: کنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذات يوم قعدوا إذ أقبلت فاطمة و هي تبکي بکاء شديدا فقال لها النبي صلي الله عليه و آله وسا: ما يبکيک؟ قالت: يا أبتاه خرج الحسن و الحسين و لا أدري أين أقاما البارحة؟ فقال لها النبي صلي الله عليه و آله و سلم: يا فاطمة لا تبکي فو الله إن الذي خلقهما هو ألطف بهما منک ثم رفع طرفه إلي السماء ثم قال: أللهم إن کانا أخذا برأ أو رکبا بحرا فاحفظهما و سلمهما.

[صفحه 592]

فإذا بجبرئيل قد هبط علي النبي صلي الله عليه و آله فقال: يا محمد إن الله يقرئک السلام و يقول: إنک لا تحزن لهما و لا تغتم لهما فإنهما فاضلان في الدنيا فاضلان في الآخرة و أبواهما خير منهما و هما نائمان بحضيرة بني النجار قد و کل الله بهما ملکا يحفظهما.

فقام رسول الله صلي الله عليه و آله فرحا مع أصحابه حتي أتي حضيرة بني النجار فإذا الحسن معانق الحسين و إذا ذلک الملک الموکل بهما باسط أحد جناحيه تحتهما و الآخر قد جللهما به فانکب عليهما النبي صلي الله عليه و آله فقبلهما حتي انتبها من نومهما فحملهما النبي صلي الله عليه و آله و هو يقول: و الله لابينن فيکما کما بين فيکما الله.

فقال له أبو بکر: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنک.

فقال النبي صلي الله عليه و آله: يا أبا بکر نعم الحامل حاملهما[3] و نعم المحمولان هما و أبوهما خير منهما.

فقال عمر: يا رسول الله ناولني أحد الصبيين أخفف عنک فقال: يا عمر نعم الحامل حاملهما/222/أ/و نعم الراکبان هما و أبوهما خير منهما[4] .

[صفحه 593]

فأتي بهما النبي صلي الله عليه و آله إلي المسجد فقال يا بلال هلم إلي الناس فنادي منادي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في المدينة فاجتمع الناس إلي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فقام رسول الله صلي الله عليه و آله علي قدميه فقال: يا معشر الناس ألا أدلکم علي خير الناس جدا وجدة؟ قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: الحسن و الحسين جدهما رسول الله وجدتهما خديجة ابنة خويلد سيدة نساء أهل الجنة.

ثم قال: أيها الناس ألا أدلکم علي خير الناس أبا و أما؟ قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: عليکم بالحسن و الحسين أبوهما شاب يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله و أمهما فاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

يا معشر الناس ألا أدلکم علي خير الناس عما و عمة؟ قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: عليکم بالحسن و الحسين عمهما جعفر بن أبي طالب ذو الجناحين الطيار في الجنة مع الملائکة و عمتهما أم هانئ بنت أبي طالب.

ثم قال: يا معشر الناس ألا أدلکم علي خير الناس خالا و خالة؟ قالوا: بلي يا رسول الله.

قال: عليکم بالحسن و الحسين فخالهما القاسم بن رسول الله صلي الله عليه و آله و خالتهما زينب ابنة رسول الله.

[صفحه 594]

ثم قال: إن الحسن و الحسين في الجنة و أباهما في الجنة و أمهما في الجنة و عمهما في الجنة و عمتهما في الجنة و خالهما في الجنة و خالتهما في الجنة.

أللهم إنک تعلم أنه من يحبهما إنه معهما أللهم إنک تعلم أنه من يبغضهما إنه في النار.

فلما قلت ذلک للشيخ قال: من أنت يا فتي؟ قلت: من أهل الکوفة قال: عربي/222/ب/أم مولي؟ قلت: عربي قال: أنت تحدث بهذا الحديث و أنت في هذا الکساء؟ قال: فکساني حلة و حملني علي بغلته- قال: فبعتهما في ذلک الزمان بمائة دينار- [ثم] قال: يا فتي أقررت عيني و الله لارشدنک إلي شاب يقر عينک قال: قلت نعم أرشدني.

قال: فقال نعم ههنا رجلان أحدهما إمام و الآخر مؤذن فأما الامام فهو يحب عليا منذ خرج من بطن أمه و أما الآخر فقد کان يبغض عليا و هو اليوم يحب عليا.

قال: فأخذ بيدي و أتي بي باب الامام فإذا شاب صبيح الوجه قد خرج علي فعرف الحلة و عرف البلغة و قال: و الله يا أخي ما کساک فلان حلته و لا حملک علي بغلته إلا أنک تحب الله و رسوله و تحب عليا فحدثني في علي فقلت: نعم حدثني والدي عن أبيه عن جده قال:

[صفحه 595]

کنا مع رسول الله صلي الله عليه و آله ذات يوم إذ أقبلت فاطمة و هي حاملة الحسن و الحسين علي کتفيها و هي تبکي بکاء شديدا فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله: يا فاطمة ما يبکيک؟ قالت: يا رسول الله عيرتني نساء قريش أن أباک زوجک معدما لا مال له!!! فقال لها رسول الله صلي الله عليه و آله: يا فاطمة لا تبکي فو الله ما زوجتک حتي زوجک الله و شهد علي ذلک جبرئيل و إسرافيل.

ثم اختار من أهل الدنيا فاختار من الخلق أباک فبعثه نبيا ثم اختار من أهل الدنيا فاختار من الخلق عليا[5] فجعله وصيا.

يا فاطمة لا تبکي فإني زوجتک أشجع الناس [قلبا] و أعلم الناس علما و أسمح الناس کفا و أقدم الناس إسلاما يا فاطمة لا تبکي ابناه سيدا شباب أهل الجنة کان اسمهما مکتوبا في التوراة شبرا/223/أ/و شبيرا و مشبرا[6] .

[صفحه 596]

يا فاطمة ألا ترين أني إدذا دعيت إلي رب العالمين دعي علي معي و إذا شفعني الله في المقام المحمود شفع علي معي.

يا فاطمة إذا کان يوم القيامة کسي أبوک حلتين و علي حلتين و ينادي [المنادي] في ذلک اليوم يا محمد نعم الجد جدک إبراهيم و نعم الاخ أخوک علي.

يا فاطمة لا تبکي علي و شيعته غدا هم الفائزون في الجنة[7] .

فلما قلت ذلک للفتي قال: من أنت؟ قال قلت: من أهل الکوفة.

قال: عربي أو مولي؟ قلت بل عربي قال: فکساني ثوبا و أعطاني عشرة آلاف درهم ثم قال: يا فتي قد أقررت عيني ولي إليک حاجة قلت: حاجتک إن شاء الله مقضية.

قال: فإذا کان غدا فأتني إلي المسجد لکيما أريک المبغض لعلي.

[قال المنصور]: فو الله لقد طالت علي تلک الليلة حتي أصبحت فلما أصبحت غدوت إلي [المسجد] الذي وصف لي [فوقفت لصلاة الجماعة] في الصف فإذا برجل معهم ذهب ليرکع فوقعت العمامة عن رأسه فإذا وجهه و رأسه وجه خنزير و رأس خنزير فو الله ما حفلت ما قلت في صلاتي حتي سلم.

فلما سلم قلت: ويحک أخبرني ما الذي أري بک؟ قال: أنت صاحب أخي؟ فقلت: نعم قال فأخذ بيدي و إنه يبکي و ينتحب فأتي داره فافتتح ففتح الباب فدخل فقال لي ادخل فإذ کان حول داره[8] قلت: ويحک أخبرني ما أمرک؟ قال:

[صفحه 597]

کنت مؤذنا لقومي فکنت إذا أصبحت لعنت عليا بين الاذان و الاقامة [ألف مرة] فلما کان يوم الجمعة لعنت عليا أربعة آلاف مرة فخرجت من مسجدي هذا فاتکيت علي هذا الدکان فذهب بي النوم فرأيت في منامي إذا علي متکئ فرأيت 223/ب/کأن رسول الله صلي الله عليه و آله أقبل [و] عن يمينه الحسن و عن يساره الحسين [و] معه إبريق فقال رسول الله صلي الله عليه و آله [للحسين]: أسق الجماعة فسقاهم ثم قال: اسق المتکئ علي الدکان قال: يا جداه تأمرني أن أسقيه و هذا يلعن والدي کل يوم ألف مرة و قد لعنه هذا اليوم أربعة آلاف مرة فرأيت کأنما النبي صلي الله عليه و آله و سلم دنا مني فوقف عند رأسي ثم قال: " مالک عليک لعنة الله؟ تلعن عليا و علي مني؟ " و إذا وجهي کما تري و رأسي کما تري.

قال: سليمان فقال أبو جعفر: هذان الحديثان في يدک؟ قال: قلت: لا يا أمير المؤمنين قال: حب علي إيمان و بغضه نفاق و الله ما يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق.

قال: قلت: لي أمان يا أمير المؤمنين؟ قال: لک الامان.

قال: قلت: ما تقول في قاتل الحسين بن علي؟ قال: في النار و إلي النار.

قال: قلت: کذلک من يقتل أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في النار و إلي النار.

قال: فحول رأسه ثم نکت الارض فقال: يا سليمان الملک عقيم فأخرج فحدث بما شئت.

[صفحه 598]


صفحه 590، 591، 592، 593، 594، 595، 596، 597، 598.








  1. في هامش الاصل: في نسخة الانوار: عشرة آلاف حديث و هکذا أيضا في مناقب ابن المغازلي الشافعي رحمه الله و الله أعلم.
  2. من قوله: " قلت: ألفي حديث.

    ترويه في فضل علي " کان مکتوبا في هامش أصلي بخط مغاير لخط الاصل و کتب عند انتهائه " صح " و کان وضع في الاصل علامة و أوصلها بالذي نقلناه.

    و حاجة سياق الکلام إلي هذه الجمل- أو ما في معناه- جلية و لکن هل هي من الاصل کان کاتب نسيه أن يذکرها في المتن فاستدرکها في الهامش، ظاهر وضع العلامة في المتن و الهامش و کتابة لفظة " صح " بعد قوله: " في فضل علي " يعطي ذلک.

    و لکن مغايرة خط هذه الجمل و الاشارة الموضوعة في المتن و الهامش المرتبطة بعضه ببعض يعطي بأن هذه القطعة من الکلام ذکرها کاتب الاصل لما کان جليا من سقوط جمل من الکلام بهذا المعني و لکن غفل أن يذکر مصدر هذه هل هو من اجتهاده أو أخذها من نسخة أخري من هذا الکتاب أو مصدر آخر.

    و أيضا دقة کاتب الاصل رحمه الله المستفادة من مواضع عديدة في أمثال المقام من الاصل تفيد أن هذه القطعة لا تکون في تحريره.

    و الامر هين بعد حاجة السياق إلي ما في هذه الجمل و شهادة رواية الخوارزمي بها.

  3. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " مبين يا أبا بکر نعم الحامل حملهما " و لکن لفظة: " مبين " لم تکن منقوطة في أصلي.
  4. هذا هو الظاهر،، و في أصلي: " حملهما.و أبواهما خير منهما ".
  5. هذا هو الظاهر، و في أصلي: " فاختار لک من الخلق عليا فجعله وصيا ".
  6. کذا في أصلي، و في مناقب الخوارزمي: ثم إن الله عز و جل إطلع إلي أهل الارض فاختار من الخلائق أباک فبعثه نبيا، ثم إطلع إلي الارض ثانية فإختار من الخلائق عليا فزوجک الله إياه و اتخذته وصيا، فعلي مني و أنا منه، فعلي أشجع الناس قلبا و أعلم الناس علما و أحلم الناس حلما و أقدم الناس سلما و أسمحهم کفا و أحسنهم خلقا.

    يا فاطمة إني آخذ لواء الحمد و مفاتيح الجنة بيدي ثم أدفعها إلي علي فيکون آدم و من ولده تحت لوائه.

    يا فاطمة إني مقيم غدا عليا علي حوضي يسقي من عرف من أمتي و الحسن و الحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الاولين و الآخرين و قد سبق اسمهما في توراة موسي و کان اسمهما في التوراة شبرا و شبيرا سماهما [الله] الحسن و الحسين لکرامة محمد علي الله و لکرامتهما عليه.

  7. کذا في أصلي، و في مناقب الخوارزمي: " يا فاطمة إن عليا و شيعته هم الفائزون غدا ".
  8. کذا.