امير المؤمنين لعائشة: أما إنك إحدي اللتين صغت قلوبكما...











امير المؤمنين لعائشة: أما إنک إحدي اللتين صغت قلوبکما فما الذي برأک؟



[تذکير أمير المؤمنين عليه السلام أم المؤمنين عائشة بعصيانها لله و لرسوله في حياة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أنه بعد ذلک ما برأها دليل] 822- [حدثنا] أحمد بن علي [بن علي] قال: حدثنا الحسن بن علي [قال: أخبرنا علي] قال: أخبرنا محمد عن مسلم: عن حبة قال: قال علي رضي الله عنه لعائشة: أما إنک إحدي التين صغت قلوبکما فما الذي برأک؟[1] .

[صفحه 347]


صفحه 347.








  1. الکلام إشارة إلي ما هو المحقق عند المسلمين کافة من أن عائشة و حفصة کادتا علي أن تبغضا مارية القبطية عند النبي صلي الله عليه و آله فأنزل الله تعالي في تهديدهما الآية الثانية و ما بعدها من سورة التحريم و هو قوله تعالي: (و إذ أسر النبي إلي بعض أزواجه حديثا فلما نبأت به و أظهره الله عليه عرف بعضه و أعرض عن بعض فلما نبأها به قالت: من أنبأک هذا؟ قال: نبأني العليم الخبير إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبکما و إن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه و جبريل و صالح المؤمنين و الملائکة بعد ذلک ظهير).

    و القصة رواها جمع کثير من الحفاظ منهم أحمد بن حنبل في مسند عمر تحت الرقم: (222) من کتاب المسند: ج 1، ص 33 ط 1، و في ط 2 ص 252 قال: حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ابن أبي ثور عن ابن عباس قال: لم أزل حريصا علي أن أسأل عمر بن الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلي الله عليه و سلم التين قال الله تعالي [فيهما]: (إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبکما) [2/التحريم: 66] حتي حج عمر و حججت معه فلما کنا ببعض الطريق عدل عمر و عدلت معه بالاداوة فتبرز ثم أتاني فسکبت علي يديه فتوضأ فقلت: يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج النبي صلي الله عليه و سلم التان قال الله تعالي [فيهما]: (إن تتوبا إلي الله فقد صغت قلوبکما) فقال عمر: وا عجبا لک يا ابن عباس!- قال الزهري: کره و الله ما سأله عنه و [لکن] لم يکتمه عند قال:- هي حفصة و عائشة.

    أقول: قريبا منه رواه البخاري في تفسير سورة التحريم من کتاب التفسير من صحيحه.

    و قال أحمد محمد شاکر في تعليقه علي الحديث المتقدم من کتاب المسند ج 1، ص 33: إسناده صحيح، و نقله ابن کثير في التفسير عند المسند: ج 8 ص 408- 410 و قال: و قد رواه البخاري و مسلم و الترمذي و النسائي من طرق عن الزهري به.