خبر سعية بن العريض مع معاوية











خبر سعية بن العريض مع معاوية



خبر سعية [بن العريض مع معاوية][1] 783- محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن حازم الغفاري قال: أخبرنا إبراهيم بن الحسن التغلبي قال: حدثنا هشام بن المغيرة عن سليمان بن محمد القرشي عن جابر بن إسحاق البصري عن أحمد بن محمد بن ربيعة بن عجلان عن عبد الله بن لهيعة: عن أبي الزبير أن معاوية بن أبي سفيان قدم المدينة فدخل المسجد فرمي ببصره في صحن المسجد فإذا شيخ له ضفيرتان من أحسن ما رئيت من الشيوخ سمتا و أنقاه ثوبا و أشده تشميرا فقال: من هذا الشيخ؟ فقيل: [هو] سعية بن العريض بن السموأل التيمي قال فبعث إليه معاوية يدعوه فأتاه الرسول فقال له: أجب.

قال: ويلک و لمن أجيب؟ قال: لامير المؤمنين.

قال و من أمير المؤمنين؟ قال: معاوية بن أبي سفيان.

قال: التراب في فيک و في في معاوية بن أبي سفيان!! قال: فرجع الرسول إلي معاوية فأخبره بالذي قال [قال:] فقال له معاوية: ارجع إليه فقل له: إما أن تأتينا و إما أن نأتيک.

[صفحه 308]

قال: فرجع الرسول إليه فقال له: يقول معاوية: إما أن تأتينا و إما أن نأتيک؟ قال: أما هذا فنعم.

قال: فأتاه فسلم عليه بغير تسليم الامارة و لا الخلافة فقال له معاوية: من أنت؟ قال سعية: لا بل من أنت؟! قال: أنا معاوية بن أبي سفيان.

قال له سعية: و أنا سعية بن العريض بن السموأل.

قال: ما فعلت أرضک التي ب " تيماء "؟ قال: يکسي منها العاري و يعاد بفضلها علي الجار.

قال له معاوية: أتبيعنيها؟ قال له سعية: نعم و لو لا خلة داخلة في الحي ما بعتکها بشيء.

قال: فبکم تبيعها؟ قال: بست مائة ألف قال: فقال له معاوية: بخ بخ فقد أحببت أن تثمن بها[2] أ تبيعها بستين ألفا؟ قال: فقال: لا و لو کانت لبعض جلسائک لاخذتها بست مائة ألف.

فقال له معاوية: و عسي أن تکون کما تقول أنشدني مرثية أبيک التي رثي بها نفسه.

قال: نعم أبي الذي يقول: ألا ليت شعري يوم أندب هالکا ماذا يبکيني [به] نواحي[3] لا تبعدن فرب يوم کريهة فرجتها بشجاعة و سماح و لقد أصبت بفضل مالي حقه عند الشتاء و شدة الارواح و لقد أجبت الحق مخاصم و لقد بذلت الحق ملاحي و إذا دعيت لضيقة سهلتها أدعو بأفلح مرة و رباح

[صفحه 309]

قال: فقال له معاوية: أنا و الله کنت أحق بهذه الابيات من أبيک؟! قال: فقال له سعية: کذبت و الله و لؤمت! قال: فقال له معاوية: أما قولک: کذبت فقد عرفنا معناه فما معني [قولک:] و لؤمت؟ قال: لانک أمت الحق في الجاهلية [مرة] و في الاسلام أخري!! أما في الجاهلية فإنک/168/أ/قاتلت الرسول صلي الله عليه و آله و سلم و الوحي فجعل الله خدک الاسفل و کيدک المردود! و إما في الاسلام فإنک أمرت إمارة ما جعلها الله لک تخبطها عمياء مظلمة تهوي بها في نار جهنم!!! قال: فقال له معاوية: ما أظن شيخکم هذا إلا قد خرف.

قال: فقال سعية: و الله ما خرفت و لا عزب عني عقلي [ثم قال:] نشدتک الله يا معاوية إن کنت صادقا لما صدقتني و إن کنت کاذبا لما کذبتني.

قال: اذکر.

فقال له سعية: [يا معاوية أ] تذکر يوم کنا جلوسا عند رسول الله صلي الله عليه و آله حين رفع النبي [صلي الله عليه] رأسه إلي أبي بکر فقال له: کيف أنت يا أبا بکر إن أت وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله ثم سکت طويلا ثم رفع رأسه إلي عمر فقال له: کيف أنت يا عمر إن وليت الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول الله ثم سکت ثم التفت إلي عثمان فقال له: کيف أنت يا ابن عفان إن وليت هذا الامر غدا؟ قال: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول.

الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم سکت ثم رفع رأسه إلي علي فقال له: کيف أنت

[صفحه 310]

يا أبا حسن إن وليت الامر غدا؟ قال: أعدل يا رسول الله في الرعية و أقسم بينهم بالسوية و أقسم التمرة و أحمي الحرة و أعز الذليل و أشفي الغليل و أهدم المرح و أحمي الفرج.

قال: أنت لها.

قال: فنکس علي رأسه [ثم] قال: بأبي أنت و أمي ألي؟ أم علي؟ قال: لا بل لک- ثلاث مرات- و أنت أول من يجثو للخصوم.

ثم قال رسول الله صلي الله عليه و آله إني سألت الله أن يجمع الامة عليک فأبي ذلک علي/168/ب/حتي يبلو بعضهم ببعض ليميز الله الخبيث من الطيب و لکنه عوضک من ذلک سبع خصال: تستر عورتي و تقضي ديني وعداتي و أنت معي علي حوضي معک لوائي الاعظم تحته آدم و من ولد و أنت [أقرب الناس] إلي يوم القيامة[4] و لن ترجع کافرا بعد إيمان و لا زانيا بعد إحصان.

فقال عمر: بخ بخ لقد أعطي بن أبي طالب خصالا لان يکون في آل الخطاب واحدة منهن أحب إلي من الدنيا و ما فيها!!! ثم أقبل عليک يا معاوية ثم قال: کيف أنت إن وليت غدا؟ فقلت: الله و رسوله أعلم.

فانتقع وجه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم قال: أنت مفتاح الفتنة و رأس ألغي أملک طويل و أجلک قصير تأکل فلا تشبع تخطبها عمياء مظلمة.

قال: فانصرف عن معاوية فنام من الناس- قال إبراهيم: و الفيام: مائة ألف- قال: فقيل لمعاوية أتهيج رجلا قد سمع هذا من رسول الله صلي الله عليه و آله فيک؟

[صفحه 311]


صفحه 308، 309، 310، 311.








  1. قد سبق خبر سعية بن العريض- هذا- مع معاوية بسنده و متنه [حرفيا] في أواخر الجزء الثالث تحت الرقم: " 321 " من کتاب المناقب هذا في الورق/84/ب/و في هذه الطبعة في ج 1.

    و قد روي البرزنجي صدر الحديث عن کتاب الاغاني في کتابه النصائح الکافية ص 126 ط 2.

  2. هذا هو الظاهر الموافق لما تقدم في الحديث: " 322 " في الورق:/85/أ/و في هذه الطبعة ص.

    و هاهنا في أصلي: " أن تنمر بها.

  3. قال کاتب أصلي هذا في هامش هذا المقام ما لفظه: " هذا من بحر الکامل فما يستقيم إلا أن يکون " يا ليت " و أما " ألا ليت شعري " فيکون المصراع الاول من الطويل و بقية الابيات من الکامل.
  4. هذا هو الظاهر من سياق الکلام و بقدر نصف ما وضعناه بين المعقوفين کان في أصلي بياض و لکن الحديث تقدم تحت الرقم: " 322 " في الورق/86/أ/و في هذه الطبعة ص.

    و کان هناک فيه: " ميکالي " و صوبناه ب " تکاتي " الوارد في الحديث: " 255 " من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام من کتاب الفضائل ص 182، ط قم.