غديريات جمال الدين الخلعي











غديريات جمال الدين الخلعي



ألمتوفي ح 750


فاح أريج الرياض والشجر
ونبه الورق راقد السحر


واقتدح الصبح زند بهجته
فاشعلت في محاجر الزهر


وافتر ثغر النوار مبتسما
لما بکته مدامع المطر


واختالت الارض في غلائلها
فعطرتنا بنشرها العطر


وقامت الورق في الغصون فلم
يبق لنا حاجة إلي الوتر


ونبهتنا إلي مساحب أذ
يال الصبا بالاصيل والبکر


يا طيب أوقاتنا ونحن علي
مستشرف شاهق ند نضر


تطل منه علي بقاع أنيقا
ت کساها الربيع بالحبر


في فتية ينثر البليغ لهم
وترا فيهدي تمرا إلي هجر


من کل من يشرف الجليس له
معطر الذکر طيب الخبر


فمن جليل صدر ومن شادن
شاد فصيح کطلعة القمر


يورد ما جاء في «الغدير» وما
حدث فيه عن خاتم النذر


مما روته الثقات في صحة
النقل وما أسندوا إلي عمر


: قد رقي المصطفي بخم علي
الاقتاب لا بالوني ولا الحصر


إذعاد من حجة الوداع إلي
منزله وهي آخر السفر


وقال: يا قوم إن ربي قد
عاودني وحيه علي خطر


إن لم ابلغ ما قد امرت به
وکنت من خلقکم علي حذر


وقال: إن لم تفعل محوتک من
حکم النبيين فاخش واعتبر


إن خفت من کيدهم عصمتک فا
ستبشر فإني لخير منتصر

[صفحه 10]

أقم عليا عليهم علما
فقد تخيرته من البشر


ثم تلا آية البلاغ لهم
والسمع يعنو لها مع البصر


وقال: قد آن أن اجيب إلي
داعي المنايا وقد مضي عمري


ألست أولي منکم بأنفسکم؟
قلنا: بلي فاقض حاکما ومر


فقال والناس محدقون به
ما بين مصغ وبين منتظر


من کنت مولي له فحيدرة
مولاه يقفو به علي أثري


يارب فانصر من کان ناصره
واخذل عداه کخذل مقتدر


فقمت لما عرفت موضعه
من ربه وهو خيرة الخير


فقلت: يا خيرة الانام بخ
جاءتک منقادة علي قدر


أصبحت مولي لنا وکنت أخا
فافخر فقد حزت خير مفتخر


ويقول فيها:


تالله ما ذنب من يقيس إلي
نعلک من قدموا بمغتفر


أنکر قوم عيد «الغدير» وما
فيه علي المؤمنين من نکر


حکمک الله في العباد به
وسرت فيهم بأحسن السير


وأکمل الله فيه دينهم
کما أتانا في محکم السور


نعتک في محکم الکتاب وفي
التوراة باد والسفر والزبر


عليک عرض العباد تقض علي
من شئت منهم بالنفع والضرر


تظمئ قوما عند الورود کما
تروي اناسا بالورد والصدر


يا ملجأ الخائف اللهيف ويا
کنز الموالي وخير مدخر


لقبت بالرفض وهو أشرف لي
من ناصبي بالکفر مشتهر


نعم رفضت الطاغوت والجبت
واستخلصت ودي للانجم الزهر

(ألقصيدة 56 بيتا)

وله قوله:


حبذا يوم الغدير
يوم عيد وسرور


إذ أقام المصطفي
من بعده خير أمير

[صفحه 11]

قائلا: هذا وصيي
في مغيبي وحضوري


وظهيري ونصيري و
وزيري ونظيري


وهو الحاکم بعدي
بالکتاب المستنير


والذي أظهره الله
علي علم الدهور


والذي طاعته فرض
علي أهل العصور


فأطيعوه تنالوا
القصد من خير ذخير


فأجابوه وقد أخفوا
له عل الصدور


بقبول القول منه
والتهاني والحبور


يا أمير النحل يا من
حبه عقد ضميري


والذي ينقذني من
حر نيران السعير


والذي مدحته ما عشت
انسي وسميري


والذي يجعل في الحشر
إلي الخلد مصيري


لک أخلصت الولا يا صا
حب العلم الغزير


ولمن عاداک مني کلما يخز
يه من شتم ولعن ودحور


نال مولاک «الخليعي»
الهنا يوم النشور


بتبريه إلي الرحمن
من کل کفور


وله من قصيدة تناهز واحدا وستين بيتا توجد منها في مجالس المؤمنين ص 464 ستة وثلثون بيتا، وذکرت برمتها في رياض الجنة لسيدنا الزنوزي في الروضة الخامسة، وفي غير واحد من المجاميع المخطوطة.


سارت بأنوار علمک السير
وحدثت عن جلالک السور


والمادحون المخبرون غلوا
وبالغوا في ثناک واعتذروا


وعظمتک التوراة والصحف الاولي
وأثني الانجيل والزبر


وأحکم الله في إمامتک الآيات
واستبشرت بک العصر


والانبياء المکرمون وفوا
فيک بما عاهدوا وما غدروا


وذکر المصطفي فأسمع من
ألقي له السمع وهو مدکر

[صفحه 12]

وجد في نصحهم فما قبلوا
ولا استقاموا له کما امروا


يقول فيها:


أسماؤک المشرقات في أوجه
القرآن في کل سورة غرر


سماک رب العباد قسورة
من حيث فروا کأنهم حمر


والعين والجنب والوجه أنت
والهادي والليل الضلال معتکر


يا صاحب الامر في يوم الغدير و
قد بخبخ لما وليته عمر


لو شئت ما مد حبتر يده
لها ولا نال حکمها زفر


لکن تأنيت في الامور ولم
تعجل عليهم وأنت مقتدر


صفحه 10، 11، 12.