جهل الخليفة بمعني الاب











جهل الخليفة بمعني الاب



عن أنس بن مالک قال: إن عمر قرأ علي المنبر: فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاکهة وأبا «سورة عبس» قال: کل هذا عرفناه فما الاب؟ ثم رفض عصا کانت في يده فقال: هذا لعمر الله هو التکلف، فما عليک أن لا تدري ماالاب؟ اتبعوا ما بين لکم هداه من الکتاب فاعملوا به ومالم تعرفوه فکلوه إلي ربه.

وفي لفظ:

قال إنس: بينا عمر جالس في أصحابه إذ تلا هذه الآية: «فأنبتنا فيها حبا وعنبا وقضبا وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاکهة وأبا» ثم قال: هذا کله عرفناه فما الاب؟ قال: وفي يده عصية يضرب بها الارض فقال: هذا لعمر الله التکلف، فخذوا أيها الناس بما بين لکم فاعملوا به، ومالم تعرفوه فکلوه إلي ربه.

وفي لفظ:

قرأ عمر وفاکهة وأبا فقال: هذه الفاکهة قد عرفناها فما الاب؟ ثم قال: مه نهينا عن التکلف، وفي النهاية: ما کلفنا وما امرنا بهذا.

وفي لفظ:

إن عمر رضي الله عنه قرأ هذه الآية فقال: کل هذا قد عرفناه فما الاب؟ ثم رفض عما کانت بيده وقال: هذالعمر الله التکلف، وما عليک يا ابن ام عمر أن لا تدري ماالاب؟ ثم قال: إتبعوا ما تبين لکم من هذا الکتاب وما لا فدعوه.

وفي لفظ المحب الطبري: ثم قال: مه قد نهينا عن التکلف، يا عمر إن هذا من التکلف، وما عليک ألا تدري ما الاب؟.

[صفحه 100]

وعن ثابت: إن رجلا سأل عمر بن الخطاب عن قوله وفاکهة وأبا: ماالاب؟ فقال عمر: نهينا عن التعمق والتکلف.

هذه الاحاديث أخرجها سعيد بن منصور في سننه، وأبونعيم في المستخرج، وابن سعد، وعبد بن حميد، وابن الانباري، وابن المنذر، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الايمان، وابن جرير في تفسيره 30 ص 38، والحاکم في المستدرک 2 ص 514 وصححه هو وأقره الذهبي في تلخيصه، والخطيب في تاريخه 11 ص 468، والرمخشري في الکشاف 3 ص 253، ومحب الدين الطبري في الرياض النضرة 2 ص 49 نقلا عن البخاري والبغوي والمخلص الذهبي، والشاطبي في الموافقات 1 ص 25 و 21، وابن الجوزي في سيرة عمر ص 120، وابن الاثير في النهاية 1 ص 10، وابن تيمية في مقدمة اصول التفسير ص 30، وابن کثير في تفسيره 4 ص 473 وصححه، والخازن في تفسيره 4 ص 374، والسيوطي في الدر المنثور 6 ص 317 عن جمع من الحفاظ المذکورين، وفي کنز العمال 1 ص 227 نقلا عن سعيد بن منصور، وابن أبي شبيه، وأبي عبيد في فضائله، وابن سعيد في طبقاته، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والانباري في المصاحف، والحاکم، والبيهقي في شعب الايمان، وابن مردويه، وأبوالسعود في تفسيره- هامش تفسير الرازي- ج 8 ص 389 وقال: وروي مثل هذا لابي بکر بن أبي قحافة أيضا، والقسطلاني في ارشاد الساري 10 ص 298 نقلا عن أبي نعيم، وعبد بن حميد، والعيني في «عمدة القاري» 11 ص 468، وابن حجر في «فتح الباري» 13 ص 230 وقال: قيل: إن الاب ليس بعربي ويؤيده خفاؤه علي مثل أبي بکر وعمر.

قال الاميني: کيف خفي هذا القيل الذي جاء به إبن حجر علي أئمة اللغة العربية جمعاء فأدخلت الاب في معاجمها من دون أي إيعاز إلي کونه دخيلا، وهب أن الاب غير عربي فهل قوله تعالي في تفسيره وما قبله «متاعا لکم ولانعامکم» ليس بعربي أيضا؟ فما عذر الشيخين عندئذ في خفائه عليهما؟ وکيف يؤيد به قول القائل؟ نعم: يروق إبن حجر أن يدافع عنهما ولو بالتهکم علي لغة العرب ونفي کلمتها عنها.


صفحه 100.