غديرية شمس الدين المالکي
وإن «عليا» کان سيف رسوله وصهر النبي المجتبي وابن عمه وزوجه رب السما من سماءه بخير نساء الجنة الغر سوددا فباتا وجل الزهد خير حلاهما فآثرت الجنات من حلل ومن وما ضر من قد بات والصوف لبسه وقال رسول الله: إني مدينة ومن کنت مولاه علي وليه وإنک مني خاليا من نبوة وکان من الصبيان أول سابق[1] . وجاء رسول الله مرتضيا له فمسح عنه التراب إذ مس جلده وقال له قول التلطف: قم أبا وفي ابنيه قال المصطفي: ذان سيدا وأرسله عنه الرسول مبلغا وقال: هل التبليغ عني ينبغي وقد قال عبدالله للسائل الذي [صفحه 59] : وأما علي فالتفت اين بيته وما زال صواما منيبا لربه قنوعا من الدنيا بما نال معرضا لقد طلق الدنيا ثلاثا وکلما وأقربهم للحق فيها وکلهم ومدح بها العشرة المبشرة فذکر ما يختص بأبي بکر بن أبي قحافة من المناقب في 14 بيتا أولها: فمنهم أبوبکر خليفة الذي وصديق هادي الخلق المؤثر الذي ثم ذکر ما يختص بعمر بن الخطاب في 22 بيتا أولها: ويتبعه في فضله عمر الذي وما کل من رام السعادة نالها ثم نظم مناقب عثمان في 15 بيتا أولها: وحبي عثمان بن عفان انه امام صبور للاذي وهو قادر وبعد ذکر مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ذکر السبطين الامامين صلوات الله عليهما بقوله: وبالحسنين السيدين توسلي هما قرتا عين الرسول وسيدا وقال: هما ريحانتاي احب من هما اقتسما شبه الرسول تعادلا فمن صدره شبه الحسين اجله[2] . وللحسن السامي مزايا کقوله سيصلح رب العالمين به الوري إلي أن قال: [صفحه 60] وکان الحسين الصارم الحازم الذي شبيه رسول الله في البأس والندي لمصرعه تبکي العيون وحقها فبعدا وسحقا لليزيد وشمره وذکر فيها سيد الشهداء حمزة سلام الله عليه وقال: ومن مثل ليث الله حمزة ذي الندي فکم حز أعناق العداة بسيفه؟ فقال رسول الله: هذا أمرته وقال أبوجهل: أجبت «محمدا» وأهوي له بالقوس ما بين قومه وقال له: إني علي دينه فإن فذل أبوجهل وأبدي تلطفا فعاد وقد نال السعادة واهتدي وفي يوم بدر حث عند سؤالهم لمن کان أعلام بريش نعامة فذاک الذي والله قد فعلت بنا وفي احد نال الشهادة بعد ما ففاز وأضحي سيد الشهداء في وصلي رسول الله سبعين مرة وقال: مصاب لن نصاب بمثله وزاد إلي فضل العمومة أنه ومازال ذا عرض مصون عن الاذي کريم متي ما أوقد النار للقري وذکر فيها سيدنا العباس عم النبي صلي الله عليه واله وسلم وقال من أبيات أولها: وقد بلغ العباس في المجد رتبة [صفحه 61] حسبنا هذه القصيدة في ايقاف القارئ علي مذهب الرجل ومقداره من الشعر، أخذناها من نفح الطيب ج 4 ص 607 -603.
ألمتوفي: 78
وصاحبه السامي لمجد مشيد
أبوالحسنين المحتوي کل سودد
وناهيک تزويجا من العرش قد بدي
وحسبک هذا سوددا لمسود
وقد آثرا بالزاد من کان يجتدي
حلي لها رعيا لذاک التزهد
وفي السندس الغالي غدا سوف يغتدي
من العلم وهو الباب والباب فاقصد
ومولاک فاقصد حب مولاک ترشد
کهارون من موسي وحسبک فاحمد
إلي الدين لم يسبق بطائع مرشد
وکان عن الزهراء بالمتشرد
وقد قام منها آلفا للتفرد
تراب کلام المخلص المتودد
شبابکم في دار عز وسودد
وخص بهذا الامر تخصيص مفرد
لمن ليس من بيتي من القوم فاقتدي
أتي سائلا عنهم سؤال مشدد
وبيت رسول الله؟ فاعرفه تشهد
علي الحق قواما کثير التعبد
عن المال مهما جاءه المال يزهد
رآها وقد جاءت يقول لها: ابعدي
أولوا الحق لکن کان أقرب مهتدي
له الفضل والتقديم في کل مشهد
لانفاقه للمال في الله قد هدي
رمي عن قسي الصدق سهم مسدد
ولکنه من يسعد الله يسعد
عليه اعتمادي وهو سؤلي ومقصدي
حليم عن الجاني جميل التعود
بجدهما في الحشر عند تفردي
شباب الوري في جنة وتخلد
أحبهما فاصدقهما الحب تسعد
وماذ اعسي يحصيه منهم تعددي
وللحسن الاعلي وحسبک فاعدد
هو: ابني هذا سيد وابن سيد
علي فرقة منهم وعظم تبدد
متي يقصر الابطال في الحرب يشدد
وخير شهيد ذاق طعم المهند
فلله من جرم وعظم تودد
ومن سار مسري ذلک المقصد الردي
مبيد العدا مأوي الغريب المطرد؟
وذب عن (المختار) کل مشدد
ولي أسد ضار لدي کل مشهد
لما شاءه فاهتز هزة سيد
ونال واخري بالحسام المهند
أطقت فعرج عن طريقي فاردد
مقرا بقبح السب في حق «أحمد»
وأضحي لدين الله أکرم مسعد
لما شهدوا من بأسه المتوقد
يشردنا مثل النعام المشرد
أفاعيله في الحرب ما لم تعود
أذاق سباعا للردي شر مورد
ملائکة الرحمن يسعي ويغتدي
عليه إلي ثنتين عند التعدد
وإن کان لي يوم سأجزي بأزيد
أخوه رضاعا هکذا المجد فاشهد
ومال مهان في العطايا مبدد
تجد خير نار عندها خير موقد
تقول لبدر التم قصرت فابعد
صفحه 59، 60، 61.