غديرية شمس الدين المالكي











غديرية شمس الدين المالکي



ألمتوفي: 78


وإن «عليا» کان سيف رسوله
وصاحبه السامي لمجد مشيد


وصهر النبي المجتبي وابن عمه
أبوالحسنين المحتوي کل سودد


وزوجه رب السما من سماءه
وناهيک تزويجا من العرش قد بدي


بخير نساء الجنة الغر سوددا
وحسبک هذا سوددا لمسود


فباتا وجل الزهد خير حلاهما
وقد آثرا بالزاد من کان يجتدي


فآثرت الجنات من حلل ومن
حلي لها رعيا لذاک التزهد


وما ضر من قد بات والصوف لبسه
وفي السندس الغالي غدا سوف يغتدي


وقال رسول الله: إني مدينة
من العلم وهو الباب والباب فاقصد


ومن کنت مولاه علي وليه
ومولاک فاقصد حب مولاک ترشد


وإنک مني خاليا من نبوة
کهارون من موسي وحسبک فاحمد


وکان من الصبيان أول سابق[1] .
إلي الدين لم يسبق بطائع مرشد


وجاء رسول الله مرتضيا له
وکان عن الزهراء بالمتشرد


فمسح عنه التراب إذ مس جلده
وقد قام منها آلفا للتفرد


وقال له قول التلطف: قم أبا
تراب کلام المخلص المتودد


وفي ابنيه قال المصطفي: ذان سيدا
شبابکم في دار عز وسودد


وأرسله عنه الرسول مبلغا
وخص بهذا الامر تخصيص مفرد


وقال: هل التبليغ عني ينبغي
لمن ليس من بيتي من القوم فاقتدي


وقد قال عبدالله للسائل الذي
أتي سائلا عنهم سؤال مشدد

[صفحه 59]

: وأما علي فالتفت اين بيته
وبيت رسول الله؟ فاعرفه تشهد


وما زال صواما منيبا لربه
علي الحق قواما کثير التعبد


قنوعا من الدنيا بما نال معرضا
عن المال مهما جاءه المال يزهد


لقد طلق الدنيا ثلاثا وکلما
رآها وقد جاءت يقول لها: ابعدي


وأقربهم للحق فيها وکلهم
أولوا الحق لکن کان أقرب مهتدي


ومدح بها العشرة المبشرة فذکر ما يختص بأبي بکر بن أبي قحافة من المناقب في 14 بيتا أولها:


فمنهم أبوبکر خليفة الذي
له الفضل والتقديم في کل مشهد


وصديق هادي الخلق المؤثر الذي
لانفاقه للمال في الله قد هدي


ثم ذکر ما يختص بعمر بن الخطاب في 22 بيتا أولها:


ويتبعه في فضله عمر الذي
رمي عن قسي الصدق سهم مسدد


وما کل من رام السعادة نالها
ولکنه من يسعد الله يسعد


ثم نظم مناقب عثمان في 15 بيتا أولها:


وحبي عثمان بن عفان انه
عليه اعتمادي وهو سؤلي ومقصدي


امام صبور للاذي وهو قادر
حليم عن الجاني جميل التعود


وبعد ذکر مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام ذکر السبطين الامامين صلوات الله عليهما بقوله:


وبالحسنين السيدين توسلي
بجدهما في الحشر عند تفردي


هما قرتا عين الرسول وسيدا
شباب الوري في جنة وتخلد


وقال: هما ريحانتاي احب من
أحبهما فاصدقهما الحب تسعد


هما اقتسما شبه الرسول تعادلا
وماذ اعسي يحصيه منهم تعددي


فمن صدره شبه الحسين اجله[2] .
وللحسن الاعلي وحسبک فاعدد


وللحسن السامي مزايا کقوله
هو: ابني هذا سيد وابن سيد


سيصلح رب العالمين به الوري
علي فرقة منهم وعظم تبدد


إلي أن قال:

[صفحه 60]

وکان الحسين الصارم الحازم الذي
متي يقصر الابطال في الحرب يشدد


شبيه رسول الله في البأس والندي
وخير شهيد ذاق طعم المهند


لمصرعه تبکي العيون وحقها
فلله من جرم وعظم تودد


فبعدا وسحقا لليزيد وشمره
ومن سار مسري ذلک المقصد الردي


وذکر فيها سيد الشهداء حمزة سلام الله عليه وقال:


ومن مثل ليث الله حمزة ذي الندي
مبيد العدا مأوي الغريب المطرد؟


فکم حز أعناق العداة بسيفه؟
وذب عن (المختار) کل مشدد


فقال رسول الله: هذا أمرته
ولي أسد ضار لدي کل مشهد


وقال أبوجهل: أجبت «محمدا»
لما شاءه فاهتز هزة سيد


وأهوي له بالقوس ما بين قومه
ونال واخري بالحسام المهند


وقال له: إني علي دينه فإن
أطقت فعرج عن طريقي فاردد


فذل أبوجهل وأبدي تلطفا
مقرا بقبح السب في حق «أحمد»


فعاد وقد نال السعادة واهتدي
وأضحي لدين الله أکرم مسعد


وفي يوم بدر حث عند سؤالهم
لما شهدوا من بأسه المتوقد


لمن کان أعلام بريش نعامة
يشردنا مثل النعام المشرد


فذاک الذي والله قد فعلت بنا
أفاعيله في الحرب ما لم تعود


وفي احد نال الشهادة بعد ما
أذاق سباعا للردي شر مورد


ففاز وأضحي سيد الشهداء في
ملائکة الرحمن يسعي ويغتدي


وصلي رسول الله سبعين مرة
عليه إلي ثنتين عند التعدد


وقال: مصاب لن نصاب بمثله
وإن کان لي يوم سأجزي بأزيد


وزاد إلي فضل العمومة أنه
أخوه رضاعا هکذا المجد فاشهد


ومازال ذا عرض مصون عن الاذي
ومال مهان في العطايا مبدد


کريم متي ما أوقد النار للقري
تجد خير نار عندها خير موقد


وذکر فيها سيدنا العباس عم النبي صلي الله عليه واله وسلم وقال من أبيات أولها:


وقد بلغ العباس في المجد رتبة
تقول لبدر التم قصرت فابعد

[صفحه 61]

حسبنا هذه القصيدة في ايقاف القارئ علي مذهب الرجل ومقداره من الشعر، أخذناها من نفح الطيب ج 4 ص 607 -603.


صفحه 59، 60، 61.








  1. راجع الجزء الثالث ص 241 -219 تعرف قيمة هذه الکلمة التي تصبي بها صاحبها.
  2. أخرج حديث الشبه هذا ابن عساکرفي تاريخه 4 ص 313.